المقالات

ماذا لو أُجريت الانتخابات كل سنة؟

558 19:00:00 2009-10-11

منى البغدادي

ثمة امنية تراود المواطن العراقي مع كلفتها للمال العام والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والامنية هي " لو تقام الانتخابات كل سنة او كل ستة اشهر في العراق" بل بعض المواطنين من الدخل المحدود او المتردي يتمنى لو كانت الانتخابات كل ثلاثة اشهر او شهرين!.لماذا يتمنى المواطن العراقي ذلك رغم ان الاستعداد للانتخابات يحتاج الى فترة اطول وجهود وامكانات دعائية واعلامية وتحديث سجل الناخبين وكلفة باهضة وميزانية تكلف الدولة اموالاً كبيرة يمكن استثمارها في مشاريع خدمية وخصوصاً اموال الحملات الانتخابية والدعائية.هؤلاء المواطنون الذين يتمنون ان تكون الانتخابات سنوية او نصف سنوية او حتى شهرية هم ليسوا من اصحاب المطابع الذين تنتعش ارزاقهم في ظروف الانتخابات بل هم مواطنون عاديون وبعيدون احياناً عن السنة بل لا تهمهم في اغلب الاحيان القائمة المغلقة او المفتوحة او الدائرة الواحدة او المتعددة بل لا يهمهم من يكون رئيساً للوزراء مازال ينفق الاموال قبيل اجراء الانتخابات بقليل.اذن من هم هؤلاء الداعون الى اجراء الانتخابات سنوياً وليس اربع سنوات ولماذا يرغبون بذلك؟الاجابة بشكل سريع ومبسط ان هؤلاء يتفاجئون قبيل الانتخابات بحملة كبيرة من الهبات والمنح والمكافئات وزيارة الرواتب وتزداد كلما قرب وقت الانتخابات!بعض رجالات الحكومة بخيلاً وشحيحاً بافراط ولكن يتحول الى كريم وجواد في ظروف الانتخابات فيمنح الاموال والهدايا ويقيم الموائد على شرف كبار شيوخ العشائر ويوزع المنح المعطلة للسجناء والشهداء ويزيد رواتب المتقاعدين والموظفين.في ظروف الانتخابات تنتعش جيوب المواطنين وخاصة وجهاء وكبار العشائر واخص منهم من لديه الاستعداد لبيع ضميرة وذمته مقابل حفنة من المال العام الذي سيوزع لكل من هب ودب دون مراعاة لميزانية او صلاحيات.وموسم الانتخابات السنوي او النصف سنوي سيكون موسم المداحين والمتملقين الذين يتاجرون بقصائدهم ومدائحهم اصحاب المال والقرار وسيصعدون في الثناء الزائف والمدح الكاذب ويخلقون لنا الف طاغية مستقبلي والف مستبد احتياطي وعند الطلب.موسم الانتخابات سيكون موسماً مربحاً لاصحاب المدح والمولعين بالتصفيق وعقد المؤتمرات وتحشيد كبار العشائر من احل تشكيل مجالس الاسناد في مناطق آمنة وغير ساخنة ولا تحتاج الى مجالس اسناد او صحوة او لجان شعبية والا كيف نتصور ان تشهد مناطق الجنوب والفرات الاوسط كمحافظتي السماوة والديوانية تشكيل مجالس اسناد ولمن هذه المجالس ولمن تسند.المتفاعلون مع هذه المجالس من اجل استحصال الاموال من المال العام ناقمون على المعترضين على تشكيلها لانها فرصة لتدفق الاموال عليهم من ميزانية الدولة والمال العام.لسنا ضد زيارة رواتب المتقاعدين والموظفين ومساعدة الفقراء والمحتاجين او دعم العشائر والمواطنين بل توقيت ذلك والصرف غير القانوني من ميزانية لم توضع لهذه الموارد وتبديد المال العام لقضايا شخصية وحزبية.ومشكلة الواقعية ان كل الوعود والعهود التي يقطعها المتنافسون في حملتهم الانتخابية تذهب ادراج الرياح بمجرد انتهاء الانتخابات وتنتهي معها كل الهدايا والهبات والمنح والمساعدات لكي ينتظر المواطنون اربع سنوات اخرى وهي مدة طويلة لا يمكن الاستمرار بانتظارها.اصبحت قناعة لدى المواطنين بان الموسم الانتخابي هو الموسم الانتعاشي للجيوب واحياء القلوب ونتوقع ان تخرج المظاهرات في عموم العراق للمطالبة باجراء الانتخابات كل سنة لتحقيق الحظ الاوفر للهدايا والمنح والمكافئات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك