المقالات

هل يتخلى المالكي عن اسلاميته من اجل السلطة؟

887 23:30:00 2009-10-10

اسد الاسدي

علم السياسة بشكل عام لا يخضع لمعادلات وحسابات ثابتة كما هو علم الرياضيات او علم الكيمياء بل هو عبارة عن رؤى استنتاجية في اغلب الاحيان وافكار منتزعة من الواقع ومعادلات نسبية تخضع للمتغيرات السريعة فقد تكون الرؤية السياسية للحدث مختلفة من شخص لاخر بخلاف الحسابات الرياضية التي لا يختلف فيها اثنان في بديهياتها كالواحد نصف الاثنين او الكل اكبر من الجزء. لكن هذا لا يعني بالضرورة ان يتخلى السياسيون عن ثوابتهم ومبادئهم واخلاقياتهم وصولاً للمكسب السياسي وهذا ما يضع السياسيين امام اختبارات صعبة ومخاضات عسيرة.وقد يتصور بعض المراقبين ان السياسية خاضعة للارباح والمكاسب الانية وليس للاخلاق والمبادىء دور في حراكها ومسارها وهذه مغالطة وقع في افخاخها ومزالقها الكثير من السياسيين وتوهموا ان المعيار الحقيقي للاداء السياسي هو الارباح والمصالح مجردة عن المبادىء والقيم والاخلاق.

وهنا ينبغي الانتباه الى هذا التوجه الخطير وهو المبدأ الميكافيلي الذي يؤكد بان الغاية تبرر الوسيلة والوصول الى الغاية بكل السبل الحسنة والسيئة وليس مهماً ان تكون الوسيلة حسنة مادامت الغاية تعبر عن امنيات واحلام كبيرة.هذا الكلام قد يصح في اداءات الاحزاب العلمانية التي لا تأخذ المفاهيم الدينية معياراً لصحة مسارها وخيارها ولكن هذا لا يصح مطلقاً عندما يصدر من الاحزاب الاسلامية التي تتخذ من الاسلام والشريعة دستوراً لفكرها ونظرياتها في العمل واذا تخلت عن ذلك فان تسميتها بالاسلامية يصبح عبثاً ولغواً ولابد ان تعيد النظر من جديد في اقحام الاسلامية في تسمية احزابها من جهة وان تعتذر لجماهيرها من تثقيفها السابقة وتوريط الالاف من الشهداء والسجناء في معركة مع انظمة فاسدة بحجة التغيير الاسلامي للمجتمع والدولة. وقد يتخلى حزب الدعوة وامينه العام عن اسلاميته تماشياً مع التوجه المعادي والايحاء بانهم علمانيون لا صلة له بالدين والشريعة.

انحناء المالكي وحزبه امام العاصفة الهوجاء التي تستهدف الحالة الاسلامية في العراق تعكس هزيمة هذا الحزب وتفكيره البراغماتي في السلطة ولو على حساب مبادئه وقيمه وتأريخه وشهدائه. يتحمل المالكي مسؤولية التوجه العلماني لحزبه باعتباره امينه العام وهو الذي المح الى احد عناصر حزبه صلاح عبد الزراق محافظ بغداد في انتخابات مجالس المحافظات بان يصرح بان المالكي علماني وان يقود حزباً اسلامياً في تصريح لصحيفة الشرق الاوسط في محاولة لمجاراة ومداراة الحملة المعادية ضد الاسلاميين.

لو كان المالكي وحزبه يتنصلون عن اسلاميتهم من اجل السلطة وهو خيار وهمي قد لا تصل السلطة اليهم من جديد في الانتخابات القادمة بينما صمد الدعاة الاسلاميون في غرف التعذيب ولن يتخلوا عن اسلاميتهم وتحملوا الوان التعذيب الحسدي والنفسي بل صعدوا على اعواد المشانق وهم يهتفون نعم نعم للاسلام.لا نريد ان يطبق حزب الدعوة النظام الاسلامي ولا يمكن ان يتخقق ذلك ولكن احترام الاسلام كدين الاغلبية وتثقيف الشعب اسلامياً واحترام مبادىء وثوابت الوطن قضية لا تعني بالضرورة المطالبة بالنظام الاسلامي واستنساخ النموذج الايراني.اذا سعى حزب الدعوة الى السلطة دون ان ينتبه الى الوسائل التي يسلكها فانه انما يضع اول قدم باتجاه الانحراف والزيع والزلل والتحلي عن كل الثوابت الاسلامية والوطنية والاخلاقية وسيكون مسؤولاً امام الالاف من الشهداء والضحايا في المرحلة السابقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك