سعيد البدري
يتسأل البعض عن مدى جدية الحكومة العراقية في اثارة موضوع المحكمة الدولية بعد شد وجذب ومهاترات اعلامية وعنترية التصريحات وحمى التهديد التي دارت بين الطرفين عشية تلويح الحكومة العراقية بالورقة الدولية لاجبار سوريا على الكف عن دعم المسلحين من بقايا ازلام النظام الصدامي ومن تحالف معهم من زمر التشدد والتكفير والارهاب القومجي والقادمين من شمال افريقيا وجزيرة العرب وبلاد الشام وبلا شك ان حالة التخبط التي غلبت على خطاب الطرفين واضحة وتحتاج منهما الحديث وطرح الحجج والبراهين بهدوء وتعقل فليس العراق فناءا سوريا كما هو الحال مع لبنان لو اخذنا طبعا الخلفية التاريخية لعلاقة البلدين و المتمثلة بتبعية لبنان لسوريا الكبرى وهذا لا يساوي شيئا اليوم في لغة سيادة كل بلد على اراضيه واجوائه ومياهه وغير ذلك من امور تخص لبنان وسوريا كل على انفراد المهم ان العقلية البراغماتية العربية التي خشيت ان يكون زوال نظام صدام هو بداية ليس الا لزوال انظمة اخرى تحاول جاهدة الامساك بمقاليد السلطة واستعباد شعوبها بالقوة والقهر مستخدمة ابشع الاساليب والوسائل في معاقبة هذا الشعب ان فكر فقط في الحديث عن مساوىء هذه الانظمة الفاسدة لذا لجئت الى اسقاط وافشال التجربة العراقية ومحاربتها بكل الوسائل من انتحاريين ومفخخات وعبوات ومجاميع قتل ....الخ كان هذا في وقت سابق بالتحديد قبل تسلم اوباما السلطة في البيت الابيض ولانه جاء بمنهجية جديدة مختلفة عن سلفه بوش الذي اصر على دعم التجربة العراقية الناشئة مهما كان الثمن فقد قدم اوباما مجموعة من التنازلات للعرب مقابل تنازلات اخرى منهم اولها اسقاط اطراف في الحكومة العراقية الحالية وهذا تعهد قد اعطاه لبعض دول المنطقة المعادية للتجربة العراقية وفي مقدمتها السعودية ومصر (لثني حلفاء هاتين الحكومتين عن تنفيذ انقلاب عسكري في العراق قد يحرج الولايات المتحدة الامريكية) ويوتر الاوضاع في المنطقة لذا بدءت تخف الاصطفافات وتضمحل بعض المجموعات المسلحة ممن لاجدوى من وجودها خلال المرحلة المقبلة مرحلة( ما بعد الاحزاب الاسلامية الشيعية) وهذا ما يجعل السعودية تقف بعيدا وتتفرج على المشهد السياسي العراقي بأنتظار الفرصة المناسبة للانقضاض على الاوضاع في العراق وكما حدث بالضبط في لبنان اما سوريا التي تورطت في المستنقع العراقي كما يحلو للبعض ان يصف العراق واوضاعه السياسية والميدانية في معركته مع الارهاب فقد حاولت ان توصل رسالة (غبية) مفادها ان لبنان والعراق بالاضافة لغزة ساحات صراع سورية مع الدول الكبرى ظنا منها ان الضغط على الولايات المتحدة في العراق من جهة والكيان الاسرائيلي في فلسطين من جهة اخرى والمجتمع الدولي ايضا من خلال ورقة لبنان سيعيد الجولان اليها وهذا افتراض بائس لا يعدو كونه وهما عربيا بأمتياز كأوهام حب الشعب العربي لقادته فماذا تبقى للارهابيين بعد كل هذا فكل من يتورط سيساق الى محاكمة دولية مفترضة ان اقتنع المجتمع الدولي بأن الشعب العراقي يستحق ان يقف معه العالم ويدعم حريته التي بذل من اجلها مئات الالاف من خيرة ابنائه لذلك اعتقد ان سوريا والسعودية وحتى ليبيا وغيرهم من الانظمة العربية والاقليمية سيرضخ للامر الواقع ويرحل الارهابيون عن العراق قريبا وتتجه المعركة الى ساحات اضيق واكثر تأثيرا (حرب الاغتيالات السياسية) تمهيدا لاعلان الفائز في الانتخابات القادمة واقصد بالفائز هنا معسكر العرب ومعسكر الارادة الوطنية العراقية التي تفهم ان مصلحة ابناء الوطن فوق كل انتماء وتوجه مهما كان هذا التوجه ...!!!والى ذلك الحين نتمنى ان تسير الامور بالاتجاه الذي يرضي مصالح العراقيين ويحفظ دمائهم وكرامتهم .
https://telegram.me/buratha