د. سيف الدين احمد
ما ان تسأل القنوات الحزبية عن سبب تركيزها على الخبر او الحدث الفلاني حتى يقال لك بانها سياسة المؤسسة الاعلامية وما ان تسأل قنوات تعتبر نفسها محايدة كالعربية والحرة والجزيرة عن سبب تركيزها عن الخبر الفلاني او اهمالها للحدث الاخر حتى يقال لك انها المهنية او الموضوعية والفاظ ماخرى اكثر ما يقال عنها بانها "كلمة حق يراد منها باطل " ولا تعدوا ان تكون تلك القنوات التي تدعي الحرية والموضوعية والاستقلالية لاتخرج عن ان تكون قنوات حزبية تمثل اجندات والمصيبة انها اجندات اجنبية عدوانية فما هي الا مشاهدة بسيطة لقناة الحرة حتى تجد انها قناة امريكية بامتياز وضعت لتحارب الفكر والثقافة والعربية والاسلامية وهي مشروع لتهديم الثقافة الاسلامية فلا يمكن لقناة الحرة وخاصة نشرة العراق لايخلو خبر من اخبارها اليومية عن تميجد الامريكان وتظهر الامريكية بهيئة البطل المحرر والكبير العاقل فيما على النقيض تحاول النيل من الثقافة العربية والاسلامية والعراقية على حد الخصوص وتحاول ان توحي بان الثقافة العراقية ما هي الا ثقافة الرقص والفوضى الدعارة كما انها تشن حملات اعلامية تستهدف الخط الاسلامي في العراق وتشكك بالاحزاب الاسلامية تحت عناوين منها حقوق الانسان والصحافة وغيرها من القضايا
فقد ركزت كثيرا عن استهداف الصحفي الخاطيء احمد عبد الحسين وراحت تدافع عن خطئه لكنها سكتت ولم تورد خبرا حتى عن الاعتداء الذي حدث لاحد مراسليها والسبب ان الخبر الاول كان يحقق لها قدحا لحزب اسلامي اما الخبر الثاني الذي تغافلت عنه فهو يمس حزب ليبراليا ثم لو انتبهنا لتغطية الحرة والعربية لما يجري في صعدة من حرب بين المعارضيين الحوثيين وبين جيش الرئيس اليمني لوجدنا ان الاجندة مقتربة بين العربية التي تنتمي للرأسمال السعودي وبين الحرة التي تنتمي للاجندة الامريكية التي تحارب في المنطقة للسيطرة عليها وهدف الاثنين يكمن في تقويض الحرية في اليمن لصالح الحكومة اليمنية الحليفة لامريكا والمؤتمرة بامر السعودية اما نجد ان هذه القنوات نفسها لم تهدأ دقيقة في تغطيتها لاحداث الانتخابات الايرانية لاتزال تشكك بمصداقية تلك الانتخابات وتحاول النيل منها ثم تستمر الاجندة الامريكية الاعلامية السعودية ليست فقط بتشويه الحقائق واستبدالها بل تذهب الى ابعد من ذلك الى حجب الحقائق
فقد اصدرت الهيومون رايس وتش تقريرها الذي يؤكد على وجود انتهاكات لحقوق الانسان وانتهاكات وتعذيب في السجون السعودية ثم لانكاد نسمع عن هذا التقرير ادنى خبر لا على قناة العربية السعودية ولا على الحرة الامريكية ولو كان هذا التقرير خاصا بالعراق فاجزم ان هذه القنوات لجعلت التقرير خبرها الاول ثم لغطته بعدد كبير من البرامج ولجعلت من الحدث قضية رأي عام وكفر بالانسانية لكن مادام الامر يتعلق بالسعودية فان الخبر سيظل في طي الكتمان ودائما ما تعتبر اجندات القنوات غير المحايدة بالموضوعية فيما توصم باقي القنوات بعدم الحيادية والحزبية
https://telegram.me/buratha