المقالات

براغماتية الدكتاتورية الحديثة

1320 14:35:00 2009-09-03

جواد الشلال

قد تتبعثر الجهود من اجل إصلاح البني الأساسية والأساليب والمدارس الثقافية المؤطرة بالإبداع والمنجز الثقافي معا ..وقد تضمحل ملامح تلك الجهود ..وتفقد الأسس المعيارية التي بموجبها يمكن ان تتبلور المناهج الرائدة أو البرامج الحرة للإبداع الثقافي وتطور المنجز الواعي لطبيعة الحياة الاجتماعية وبيان مديات الحداثة الأولية للانطلاق والتصور ..وطبيعة التطور أو الجمود يعود على قوة الرؤى الدكتاتورية القديمة والحديثة معا وربما عبر الأساليب البراغماتية الذاتية الطبيعة للمسار الثقافي العراقي التي ركبت سرجا غير سرجها وتحلت بزينة عرس يوم الفجيعة ...ان الأساليب والرؤى الدكتاتورية الحديثة ربما تكون ذات نفوذ اقسي واشد خطورة من الرؤى القديمة لأنها تعتمد أساليب حديثة قديمة و تركز على مبدأ تقنين الرأي ضمن التوجه اللاهوتي حسب... وما عداه باطل وصاحبه يسعى للضلالة وعلية ان يعي الدرس بسرعة وإلا سوف يرسلونه إلى جهنم..

فالدكتاتورية القديمة كانت تعتمد النهج الشخصي أو الحكومي وان كانت لها إسقاطات هائلة غير ان الكثير من أبناء شعبنا كان يعي تلك الحقيقة ولن تنطلي عليه الخدعة الكبيرة فهرب الكثير من أبناء البلد وتلظى الباقون بنارها وهم يدركونها تماما إلا ان أسباب البقاء عديدة ..إما ألان فأن الضغوط والمخاوف للدكتاتورية الحديثة ليست من الحكومة كما كان سابقا بل هي قطاعات سياسية تدعي لها الفضل في التغير والتجديد والمقاومة وتنصب نفسها وصية على العراق وأهله وتبدأ بممارسة الضغوط والمخاوف حد الترهيب المعلن وتبثه في الوجدان العام لجمهور الأمة وتبدأ بأكل الجرف المعقول للثقافة العامة ثم تغوص بالتدريج وعبر نار هادئة إلى عمق الذوق العام وتحوله بالإكراه أو الاعتياد إلى طبقة راكدة تتخللها مناطق أسنة يعتقد البعض أنها دوائر لزيادة الوباء ومن ثم الانتقال إلى مناطق فكرية أكثر سوادا وبؤسا إلى ان تتحول الحياة إلى أصفاد وأغلال لوقف النمو الإنساني داخل العقلية العراقية..وإيقاف كل محركات الإبداع والجمال.. والاستثناء يتم وفق فرمان عتيق للرقابة المشددة والتحقق البالي..وكل ذلك يأتي عبر الأموال الكريهة التي تتحول إلى آليات وبيوت للمال القبيح في زيادة اللاوعي وتدمير القيم الإنسانية التي ينشغل بها الجمع الإنساني ...ووسائل القهر والخوف تأتي أيضا عبر القوة التدميرية للسلاح التي تشل الأبدان وتقطع أوصال التفكير العلمي وتحجمه وتلفق له التبريرات عبر بيانات معده سلفا محشوة بالخوف على الأمة من الضياع وفقدان الصلة الروحية مع الرب ورمي الآخرين بسبة التهافت على موائد الديمقراطية الغربية الهجينة ..التي تدعو في إطارها العام إلى حكم الشعب عبر الاختيار الحر لإرادة الناس ..ولابد من الإشارة إلى ركن أخر وهو الخزين الهائل من الثقافة السوداء التي يغذي شريانها الرئيسي الموت والتدمير والتكفير والتضليل بادعاء الخوف على الله ودينه والله تبارك وتعالى براء مما يدعون ويقولون عموما ان تلك الأساليب ما هي إلا لتجزئة الدين الحنيف وحصره وفق منهاج واحد رافض لكل القيم والمناهج الإسلامية الأخرى التي تعتمد الوسطية المعقولة المؤيدة بالنصوص والبراهين والتي تحفظ للإنسان حريته واختياره وتجعل من الدين قوة وجدانية هائلة تجتاح كل عوامل الخوف والتردد والديكتاتورية الهجينة وتبني قوة إيمانيه تمثل الوجه الناصع للأفكار والقيم التي تصنع الحب والسلام والتقدم ....

تلك هي الرؤية العامة للإستراتيجية الراكدة في قيمها والمتزمتة بأهدافها والمدمرة في سلوكها والتي يعتمدها أصحاب هذا التوجه في تدمير الثقافة العامة وإيقاف نموها وجعلها كسيحة تماما وتتماشى مع ذات النهج الذي يعتمدوه ...فهم يدعون ان الديمقراطية ومعطياتها هي من أدوات الشيطان الرجيم وهي إسقاطاته... ملعونة ومكروهه نجسة يجب الابتعاد عنها ومحاربتها وكلما ابتعدنا عنها كلما اقتربنا من جنة الخلد ...كما لابد لنا ان نشير بواقعية معقولة إلى الخلل المتمرس بالعقول الثقافية والذي يمتزج بين حب الظهور والوصول إلى المقام الأرفع في الدعاية للسلطة والشغف بحب المال غير الطبيعي ..مما يجعل الكثير من مثقفي البلد لا يكترثون بالنتائج المستقبلية والتي تعمل على تحطيم الأرضية الثقافية للواقع ..كما إننا نرى ان بعض موارد هذه الثقافة تجدها تختال وتتزلف وتتكئ على الجلادين والقتلة دون إدراك واعي للنتائج ..وبالتالي تتحول الأقلام الثقافية وكأنها دائرة مروجة ومسوقة لأفكار الجنون القاتل والفوضى المدمرة التي تعمل على تحطيم القيم الإنسانية و هي من أهم الموارد الأساسية للأديان السماوية اذا ما كانت هي النبع الحقيقي لتلك القيم .....اذا علينا ان نعي أهمية الإصلاح داخل الأسرة الثقافية وتحديد المعايير الأساسية للأنماط الثقافية..إصلاح يعتمد الاتفاق على ان اختلاف الرؤى هو نهج أساسي لاعتماد الإصلاح وان احترام هذا الاختلاف هو العودة إلى الاتفاق من اجل الحراك الثقافي الإنساني الذي يصب في مسار السلام والتقدم العراقي وهو بالتأكيد حافز حيوي من اجل تحويل كل الطاقات المبدعة إلى قوة دعم واستقلال للثقافة العراقية المستقلة والمبدعة .........لقد مارست قوى الضغط القاتل للرأي الحر والسائرة بدرب الاستبداد المطلق أو الجزئي عبر التاريخ وسائل قاسية ومدمرة ومبرمجة بشكل شيطاني ...لكن التسأول المعقول ..أين هي ألان تلك القوى..وكيف يقرءاها التاريخ وماذا يضمر لها الشعب فهل علينا التذكير بهم أم الحر تكفيه الإشارة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك