المقالات

قراءة في تاريخ ال الحكيم

907 13:39:00 2009-09-02

سعيد البدري

في قراءة متفحصة لتأريخ ال الحكيم الفكري والسياسي واقصد هنا تأريخ عائلة زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليه وابنائه ممن تصدوا مباشرة للشأن السياسي نجد مدرسة ملتزمة بالثوابت الشرعية بعموم شخوصها فهذه العائلة ومن خلال قراءة متأنية لاربعة من افذاذها ابتداءا بزعيم الطائفة مرورا بالشهيد محمد مهدي الحكيم وشهيد المحراب وفقيدنا الراحل السيد عبد العزيز الحكيم نرى منهجا راسخا في قيادة الامور بأتجاه واحد هو مصلحة عموم ابناء الشعب العراقي فمع بدايات القرن الماضي انبرى الامام الحكيم وهو في مقتبل شبابه للعمل الجهادي في قيادة المجاهدين ضد الانكليز ثم مواكبة المتغيرات التي حدثت بعد ثورة العشرين الا ان تصدى للمرجعية سنة 1936 اي بعد وفاة المرجع النائيني قدس سره

مع ذلك برزت زعامته المطلقة للطائفة بعد حوالي عشرين عاما برحيل الشيخ كاشف الغطاء قدس سره الشريف عند ذاك تمكن الامام الحكيم من التأسيس لمشروع رعاية حقوق ابناءالعراق والدفاع عن هذه الحقوق من خلال تشجيعه الكفاءات والنخب على العمل السياسي مع الحفاظ على الوحدة الوطنية والمؤاخاة الاسلاميه وقد وفق كثيرا في مسعاه بجمع كلمة ابناء العراق ...وكان يرى قدس سره ان على ابناء طائفته الدفاع عن حقوقهم من خلال امتلاك المؤهلات العلمية والسير بمشروعهم السياسي ضمن الاطر المعروفة والمتاحة انذاك من خلال المشاركة الفاعلة في كل المحافل العلمية والادبية والسياسية والمناسبات الدينية لاظهار حجمهم واستحقاقهم في قيادة المواقع الرسمية لكنه قدس سره وحسب ماهو معروف لم يكن يميل للحزبية رغم ادراكه لاهمية التنظيم السياسي لانه كان مقدرا لضرورات تلك المرحلة ومن خلال تصديه المباشر للكثير من الشوؤن السياسية اثبت الامام الحكيم انه رجل سياسة وعلم من طراز قل نظيره في العالم الاسلامي اجمع ...

اما العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم والمعروف بحركيته وحنكته فقد اعتبر امتدادا لوالده الامام الحكيم لكنه ومع تسلط البعثيين ومن سبقهم اثبت انه صاحب رؤيا سياسية لاتقل رصانة عن رؤية والده فكان رحمة الله واحدا من اقطاب العمل التنظيمي الجاد وعقلا مدبرا لمجابهة الافكار المنحرفة والاطروحات المستوردة من الشرق والغرب حيث عمل رضوان الله عليه على فضح الاساليب الملتويه التي استخدمها نظام البعث العفلقي لقمع ابناء الشعب العراقي حيث سببت تحركاته المتواصله وتنقلاته بين العواصم حرجا كبيرا لنظام صدام الذي تمكن في النهاية من اغتياله في السودان بعد دعوة تلقاها من حسن الترابي عام 1988 ماميزه سياسيا هو موقفه الواضح وسعيه في انهاء دولة الانقلابات العسكريه وكأن رأيه ان قيام دولة مدنية تحترم خصوصيات وتنوع الشعب هو الحل الامثل لوضع كالوضع العراقي لذا نقرأ من خلال المؤسسات التي انشاءها ومنها منظمة حقوق الانسان ولجنة رعاية المهجرين ومركز اهل البيت عليهم السلام هذا التوجه وبأمكاننا تشكيل انطباع عن شخصية هذا الرجل العظيم من خلال مجموعة من الشخصيات العراقية التي عاصرته وعرفت مشروعه وتوجهاته التي انصبت على بيان الشخصية العراقية الوطنية التي تتعامل مع السلطة على انها خدمة للشعب والوطن...

 اما شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقرالحكيم قدس سره وهو اشهر من نار على علم في الفكر والتوجه واتضاح الرؤية والمشروع السياسي والذي لم يدخر جهدا في بيان مظلومية الشعب العراقي واغلبيته التي عد ابنائها مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة لانعلم فقد يكونون من درجة متدنية جدا بنظر نظام المجرم صدام ولقد اتخذ شهيد المحراب خطوات كبيرة وجادة في بيان حجم مشروعه السياسي الذي لم يرد له ان يرى النور بعد تحالف قوى التكفير والظلام على اغتياله في النجف الاشرف عام 2003لكن ماميزه عن غيره من الاطروحات والمشاريع التي طرحت على الساحة هو ترك الامر للشعب من خلال انتخابات حرة نزيهة اضافة الى ايمانه بالمرجعية الدينية ايما ايمان كونها تمثل الابوة لكل العراقيين وقد امتازت فترة قيادته للعمل السياسي ابتداءا من هجرته وحتى استشهاده بايجاد كيان سياسي قادر على ملىء الفراغ الذي خلف نظام البعث الفاشي بعكس المراحل السابقة التي لم يكن فيها للاغلبية مثل هذا الحجم والتواجد النخبوي السياسي

لقد استطاع شهيد المحراب ايجاد هذا الكيان (المجلس الاعلى) بأجنحته السياسية والثقافية والعسكرية وقد عبر غير مرة انه لاينوي فرض قيام دولة دينية على غرار النظام الاسلامي في ايران لانه يدرك جيدا وعن قناعة ان الامور مختلفة بين البلدين كما ان الظروف مختلفة ايضا وان الامر متروك للشعب العراقي في تحديد نظام الحكم الذي يرتضيه لقد كان قائدا من نوع خاص فقدته الساحة العراقية في ظروف صعبة للغاية ومع صعوبة هذه الظروف كان لابد من وجود قيادة بديلة تحمل الراية وتقود المشروع الى بر الامان من اجل العراق والعراقيين لذلك كان بروز شخصية فقيد العراق السيد عبد العزيز الحكيم رضوان الله عليه في فترة من اعقد الفترات واصعبها لانها الفترة التي ينبغي فيها مواجهة تحديات كبيرة جدا وهنا اتضحت محورية السيد الحكيم ومنهجه الواضح في التعامل مع كل المواقف وبالرغم من حجم التشويش وتداخل الارادات وسعي جهات كثيرة الى افشال التجربة الا ان حنكة القائد افشلت كل هذه المشاريع وتحققت الانجازات الانجاز تلو الانجاز للعراقيين ولم يكن كل هذا يفرح اعداء العراق والمتربصين به لقد كان لقيادة السيد الحكيم الراحل الدور الاعظم في اخماد نار الفتنة التي اريد لها ان تنشب بين ابناء الشعب الواحد ومع طي هذه الصفحات المشرقة برحيل السيد الحكيم فقيد العراق وفجيعتنا به لابد لنا ان نقف عند شخصية قيادية كبيرة بكل المقاييس في عطائها كبيرة في بذلها وتضحياتها من اجل هذا الشعب ولابد لنا هنا من التعبير عن ثقتنا الكبيرة بشخص سماحةالسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والذي نتمنى له التوفيق في قيادة ركبنا و العبور بنا نحو ضفة الخير والامن والسلام وتحقيق الرفاهية لجميع ابناء شعبنا الكريم وكلنا امل ان يستمر عطاء هذا البيت العظيم وهذه العائلة الكريمة المعطاء بكل رجالاتها وكما عهدناها عبر تأريخها الحافل ولعل الصورة قد اتضحت الان اكثر من اي وقت مضى لان رجلا تربى في مدرسة المراجع العظام والقادة الكبار لا تزيده الشدائد الارسوخا وقوة في الحفاظ على هذا الارث الكبير ومع عظم المسوؤلية نرى ان الرجال الاشداء قادرون على حملها وهذا هو شأن ال الحكيم والتجربة اثبتت انه كلما تولاها حكيم من ال الحكيم ولدت مدرسة جديدة قوامها اصالة الماضي ومواكبة الحاضر ورؤية ثاقبة لصناعة المستقبل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك