بقلم : سامي جواد كاظم
ال الحكيم لا يحتاجون الى قلم ليسطر مواقفهم اتجاه الظلمة فالتاريخ كفيل بذلك والالسن تنطق بذلك والعقول تقر بذلك وذلك هو الشمس التي لا يحجبها غربال ، واليوم فقد اخر العنقود من رجالات السيد محسن الحكيم قدس سره ، والحكيم وابنائه ولجوا العلم والجهاد فنرى فيهم المجتهد الورع وفيهم المجاهد السبع وبينهم من جمع الجهاد بالقلم والسيف .والموت واحد وان تعددت الاسباب ان لم نرحل اليوم فغدا الموعد ولو ان الموت خص لصنف معين من البشر لما رحل العظماء والقبحاء وسيلقون رب عادل قاسط يحكم بينهم ، الشامتون في الموت الذي يصيب من على خلافهم دليل جهلهم وقلة ايمانهم فالتاريخ يحدثنا عن شماتة يزيد وعبيد الله بن زياد بقتل الحسين عليه السلام وها هو التاريخ يحدثنا اليوم عن من خلد ذكره ومن رحل اسمه الى المزابل .
حديث نبوي شريف هذا معناه لا نصه لو مات المرء وخلف ولد صالح او صدقة جارية او علم ينتفع به فانه يبقى ذكره بين الناس وهذه الخصال الثلاثة تجمعت في ال الحكيم ومنهم السيد الفقيد عبد العزيز الحكيم ، ولطالما ولج الفقيد السياسة فان المخالفين له امر طبيعي والغير طبيعي شكل الخلاف النابع عن حقد على شخص الحكيم وليس مع فكر الحكيم ، ولكن لنقف لحظة ونطالع من هو على خلاف مع السيد الحكيم فاننا سنرى البعثي والوهابي فقط وان هذا لشهادة فخر ان يكون الحكيم مخالفيه من هكذا ملة فانهم دليل على احقية الحكيم في نضاله من اجل تحرير العراق ، بعض الاطراف المخالفة للحكيم مخالفة منطقية مخالفة في موقف و موالفة في موقف اخر نجدها تقر بالمواقف الايجابية للحكيم اما ان تكون كل مواقف الحكيم لمن خالفه هي باطلة فتعد ارائهم هذه مستندة على الكره والبغض دائما فهذا نابع عن الحقد الاعمى لان الحكيم تمكن منهم في ردع ظلمهم.
كل من خالف الحكيم يسبه ويشتمه فقط ولكن الخلاف بالفكر والمنطق هيهات لهم ذلك ، الوسطية والاعتدال تجده في خطابات كل ال الحكيم ولنضرب مثلا على فقيدنا الراحل بالامس ففي الوقت الذي يحارب حزب الله الصهيونية خرجت الوهابية بفتاويها المكفرة والمحرضة على حزب الله لانهم من اتباع اهل البيت وفي الطرف الاخر عندما اشتدت الهجمة الصهيونية على فلسطين الحكيم ومؤسساته استنكروا هذا الهجوم في حين حماس معلومة النوايا والاتجاهات .
كل الحكام العرب هم من تنصيب الانكليز والامريكان ويكفينا دليل حديث القذافي لملك السعودية في قطر اثناء انعقاد القمة العربية الاخيرة في الدوحة وعدم رد ال سعود عليه بل تصالحا لانهم تبع لجهة واحدة ولم يشنع الحكيم على عمالتهم في خطاباته بل انه دائما يتهجم على البعثية والتكفيرين اذا ما حدثت فاجعة ارهابية في العراق وعلى النقيض نرى الوهابية والبعثية تكيل الشتائم والاباطيل على الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب العراقي متهمة اياها بانها من تنصيب الاحتلال في حين العكس هو الصحيح حيث الهجوم على الحكومة العراقية قصد منه الشيعة والائتلاف والحكيم على راسهم .
ال الحكيم شبوا على الجهاد وعدم بيع الوطن في حين نرى على الطرف الاخر شبت الوهابية وترعرعت مع ال سعود على حساب الوطن وشعب ذلك الوطن بل حتى اسم الوطن تغير من اصله الى اسم بائعيه ، بالامس مات بن جبرين هاربا من القضاء الالماني ومن معالجيه في المانيا اما الحكيم فمات وسط معالجيه وتحت رحمة قضاء ربه ، نعم قد يحتقنون غضبا لعدم تمكنهم من اغتياله او تفجيره كما هو المعتاد عليه في مصير بعض ابناء الحكيم وهذا دينهم وديدنهم ودين ال الحكيم كما يقول السجاد عليه السلام ان الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .
ستون عام عمر السيد الفقيد ثلثه قضاه في وطنه المغصوب من البعثية والثلثان الاخران قضاها مغتربا مشردا بعيدا عن وطنه وهو ينظر اليه بعين ملؤها الدموع وهو يرى استباحته من قبل البعثيين ، وحتى وهم ـ اقصد ال الحكيم ـ في الغربة فكانت جواسيس البعثية تلاحقهم فهل باعوا وطن ام انهم سفكوا دماء ابرياء لا هذا ولا ذاك لانهم صوت حق بوجه طاغوت بعثي جاثم على صدور العراقيين وهاهي احدى خبائثهم اغتيال السيد مهدي الحكيم في السودان ، لماذا اغتالوه ؟ الا يدل على انه نقيض البعثية وهذا دليل براءته .لو رحل الحكيم فهنالك الف من ال الحكيم .
https://telegram.me/buratha