علاء الخطيب- كاتب وإعلامي
إذا لم تكن طائفيا أو بعثيا ً فأنت خائن , وإذا كنت وطنيا ً فأنت خائن . هذه الشعارات. هي أدبيات جديدة في عالم الطائفية المقيت ,فلا مكان للوطن والوطنية في هذا العالم فأذا كنت تفكر بعيدا ً عن إنتمائاتك الطائفية فمعنى ذلك أنت مرفوض , فلا غرابة في ذلك فكثير ممن يتحدثون بالوطنية يعتبرونها وسيلة للوصول الى الوطن وأعني في ذلك أنها وسيلة للحصول على المكاسب والمغانم والثروة ,وليست إنتماء وهوية , والمشكلة أن هؤلاء المتشدقين بالوطنية يحملون عقلية عنصرية , وهذا ما حدث للشيخ خالد الملا الرجل الذي جاهد ومازال يجاهد من أجل ان يكون عراقيا ً حرا ً غير طائفي , هذا الرجل الذي عمل على موازنة المعادلة الطائفية وكان مثالا ً وطنيا ً رائعا ً,
وقد فهم الإسلام على أنه دين محبة وتسامح وفهم الطائفية على أنها تنوع أدوار ووحدة هدف وأثراء للفكر الإسلامي وليست وسيلة للتكفير والقتل, و أراد أن يساهم في بناء العراق من خلال فكره التقريبي التنويري وأن يعطي مثلاً للوحدة الوطنية يتهم اليوم بالخيانة ويطرد من جماعة علماء ومثقي جنوب العراق لا لشئ إلا لأنه دخل يحمل حلم العراق الواحد الموحد دخل الى الائتلاف الوطني العراقي الذي إعلن عنه يوم الاثنين 24-9-2009 هذا الائتلاف الذي لم يحظى برضى الطائفيين والتكفيريين والبعثيين, هذا الائتلاف الذي يواجه منذ فترة حربا ً إعلامية شرسة تستهدف النيل من رموزه الوطنية , وتحاول وسائل الاعلام البترولية أن تكيل له الاتهامات بعملية تشهير وتسقيط واضحة , اليوم وقد أكتمل وأعلن عنه فقد بدأت الحرب واشتعل ضرامها وكان أول المستهدفين الشيخ خالد الملا الذي رمي بالخيانة , وسبب التهمة أنه دخل في صفوف الائتلاف وتهجم على البعثيين والتكفيريين , وقال في حفل الاعلان ما يلي (( أن العراق اليوم وأبناءه يواجهون تحديات ولربما من بوادرها تلك التفجيرات الارهابية التكفيرية التي حدثت في بغداد قبل ايام وأننا جميعا ً كعراقيين لا عذر لنا إذا خلص الارهاب والتكفير والاجرام الى شعبنا وفينا عين تطرف وأن البلد لا يبنى إلا بمشاركة الجميع)), ولكن الكلمة التي جعلته في فئة المغضوب عليهم من قبل التكفيريين والبعثيين والطائفيين هي ((لو كانت القاعدة والبعث دينا ًأو نبيا ً لكفرت به)) http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/8/475386.htm
فلو كان الشيخ قد دخل في صفوف التكفيريين والطائفيين والبعثيين لنقلت نفس القناة التي أتهمته بالخيانة خبرا ً بوطنية الشيخ الملا , فيا للمفارقة , ولوكان حديثة عن غير البعث والقاعدة لكان الامر هينا ً فالبعث والقاعدة من المحذورات . الشيخ الملا هو أول الذين يتصدون لسهام أعداء العراق وعلى لسان البزازية البترولية , ولربما نشهد في الايام القادمة وكلما أقتربنا من الانتخابات حملات تتعهد بها القناة البزازية كما تعهدت من قبل في تحريض وتأجيج الفتن في العراق , وعمليات مماثلة ( لخيانة الشيخ الملا ) ولعل الدور القادم للشيخ المناضل عبد الحميد الهايس والشيخ الجربة وغيرهم ممن رفضوا الطائفية والبعثية وحلموا ببناء الوطن , ولكن هذه الحملات المأجورة لا تزيد الشرفاء إلا إصرار وعزيمة على مقارعة التكفيريين والظلاميين والبعثيين . ورحم الله ابو الطيب المتنبي : وإذا أتتك مذمتي من ناقص ٍ فهي الشهادة لي بأني كامل ُ فلك الشرف كل الشرف ياسماحة الشيخ اذا كنت خائنا ً بأعين البعثيين والتكفيريين والطائفيين وعملهم هذا وسام شرف لك وسيذكر التاريخ مواقفك في درء الفتنة والوقوف بوجهها.
https://telegram.me/buratha