عصام عبد الحسين
منذ ان حدثت تفجيرات الاربعاء الدامية والشارع العراقي يتوق الى معرفة الجهات التي نفذتها وخططت لها والى تنفيذ القصاص العادل بقتلة الشعب العراقي ..وفي غمرة المشاعر الملتهبة وسخطها الشديد على خطة فرض القانون في بغداد والمسؤوليين الامنيين الذين لم يفوا بتعهداتهم في ان تكون بغداد امنة مطمئنة فوجئنا بتيار من الاشاعات التي تطلق من هنا وهناك بشكل منظم يهدف الى ارباك الشارع العراقي وابعاد اصابع الاتهام عن الجهة التي نعرف جميعا انها ولغت في دمائنا.. فبعد ان انبرت وسائل الاعلام المغرضة من المواقع والصحف في الترويج لاشاعة ان احزاب تشارك في السلطة هي التي تقف وراء التفجيرات في صفاقة اعتدنا على نظيراتها في الماضي فوجئنا بان تصريحات شتى طلعت علينا من هنا وهناك اسهمت في التظليل على الراي العام وارباكه وزيادة الحيرة من تصرفات القادة الامنيين والسياسيين والعلة في تنوع الخطاب وهل ان ذلك يؤشر على خلل في الانضباط ام رغبة في الاستئثار الاعلامي ام انه جزء من خلل في البناء الحكومي باجمعه ..ولعل اغرب مافي تلك التصرحيات تلك التي جائت بها اطراف امنية ..
فوزير الدفاع عبد القادر العبيدي اشار الى ان هناك اسلحة ايرانية اكتشفت في العراق ..ماعلاقة الاسلحة الايرانية بالتفجيرات التي استخدمت لتنفيذها اطنان من المتفجرات ولم تكن معركة لتستخدم فيها اسلحة ؟ ثم ماعلاقة اكتشافة لتلك الاسلحة في وقت سابق بالبحث عن جهة تكن العداء للعراقيين وتبحث عن فرصة للنيل من العملية السياسية حتى ولو كان ذلك على حساب الابرياء .؟ معلوم ان هناك اسلحة ايرانية تهرب الى العراق بعلم او بدون علم الحكومة الايرانية ..ولكن المعلوم ايضا ان الايرانيين لا يفجرون انفسهم ..والمعلوم ايضا انه لم يلق القبض على ايراني واحد برتبة امير للذبح والتفخيخ ... من القي القبض عليهم من الايرانيين كانوا ديبلوماسيين او زوار وكل ما ثبت على ايران هو ان هناك دعما ماليا وان هناك اسلحة تصل الى ايدي المجموعات المسلحة التي تقاتل الاميركان ..
ولان معرض الحديث ليس للدفاع عن ايران التي نعرف جميعا انها تعتبر نفسها في خط مواجهة مع الولايات المتحدة فان هناك اسباب كثيرة تختبا وراء تصريحات السيد وزير الدفاع ... سبق تصريح العبيدي تصريح اخر للسامرائي في غاية الدهشة ..فقد ابدى استغرابه من الحديث عن دعم سعودي للارهاب في العراق وتسائل ببراءة مصطنعة عن سر اتهام السعودية وليس جهة اخرى او دولة ثانية ؟ مثل هذه التصريحات والتساؤلات التي تحمل في طياتها اكثر من وجه واكثر من معنى تدل بلا ريب ان هناك جهات متنفذة تسعى لقلب الحقائق وتمييع القضايا الوطنية وتشويه الحالة الوطنية التي يجب ان تكون هي المحط الاخير للرحال العراقي سواء كان مسؤولا او مواطنا ..فالدولة التي لا تقيم علاقة الثقة مع مواطنيها تبقى اسيرة للشك حتى بين اقطابها ورموزها وساستها ..
https://telegram.me/buratha