اسعد راشد
متى تستيقظ دولة المالكي لترد بقوة وحزم على هذا العهر الاعلامي الذي يمارسه الاعراب ضد الشعب العراقي وتقف في وجه كل محاولات التشويش والتحريف والتعتيم على المجرمين الحقيقيين الذين يقفون خلف تلك الاعمال الاجرامية الارهابية وتعلن بصراحة ان البعث والعرب والسعودية جميعا يقفون خلف تلك التفجيرات البربرية ؟ولماذا هذا الخطاب الموجه الذي يمارسه الاعلام للتغطية على المجرمين الضالعين بقوة في التفجيرات الارهابية؟
ولماذا الاطراف السنية متمسكة بموقفها في "وحدة" غير مفهومة على تبراة البعث والقاعدة والوهابيون السعوديون من تلك الجرائم رغم ان الدلائل والقرائن كلها تشير الى ان اصابع البعث بارزة في تلك التفجيرات وان ضلوعهم فيها امر محتوم ؟
لماذا الاطراف السنية قاطبة متفقة على خطاب واحد في مسئلة التفجيرات والاتهام لايران بانها تقف خلفها وهي بريئة كبراءة الذئب من دم يوسف ؟
في الحقيقة ان هذا الموقف السني وهذا العناد والمكابرة هو استمرار للمواقف الماضية وتكريس لنهج دموي اتخذه البعث منذ عهود سابقة وبدافع شوفيني وطائفي واليوم يتناغم خطاب كل الاطراف السنية رغم التناقض القائم فيما بينها الا انها جيمعا متفقة على ان يتم اصطفاف سياسي عندما يتعلق الامر باجندة طائفة حيث وبكل وقاحة يبرءون البعث والقاعدة من تلك الجرائم البشعة والقاء التهمة على جهة بعينها لا علاقة لها لامن قبل ولامن بعد بمثل تلك التفجيرات التي لا يقدر عليها احد غير البعث والقاعدة وتشير اصابع الاتهام اليهم دون غيرهم ‘ الا ان الاعلام العربي ومعها الاطراف السنية في العراق تسعى لتحريف الحقيقة املا في ان تعود المعادلة القديمة ويعود الطائفيون بحكم العراق .
والغريب ان قناة العربية والجزيرة ومعها معظم الفضائيات العربية متفقة في ان تتم الاشارة في خطابهم الاعلامي بخصوص التفجيرات الارهابية الى ايران ‘ فمثلا عندما يخرج المطلق البعثي على قناة الجزيرة ويتهم ايران بانها تقف خلف التفجيرات فان المجرم الاخر وهو وفيق السامرائي والمعروف عنه بانه احد رموز القتل والاجرام ابان النظام البعثي واحد الضالعين في قتل الكورد والمشاركة في عملية الانفال التي تثبت الوثائق بدوره وقيادته في تلك الكارثة البشرية هذا المجرم يظهر بدوره على شاشة العربية ليتناغم مع المطلق و زميل نهجهم "النجيفي" في اتهام اما ايران واما اطراف شيعية كانت ومازالت مستهدفة من تلك العمليات.
وعندما تعلن السلطات العراقية بان هناك خروقات امنية وجهات متامرة في الاجهزة الامنية ساهمت وقدمت كامل الدعم للارهابيين لتنفيذ اجرامهم فان الاطراف السنية ومعها الاعلام العربي‘ وكأن هناك نوع من اتفاق ضمني بينهم ‘ يتهمون وبقاحة وعنجية وسفالة اطراف داخل العملية السياسية بانها هي المقصودة دون ان يشيروا او حتى يلوحوا بدور ابناء جلدتهم في تلك التفجيرات الارهابية .
الواضح ان النظام السعودي والجهات الاقليمية العربية واستخباراتية تقود حملة اعلامية وسياسية مشفعة بتلك التفجيرات الوحشية البشعة ضد الشيعة لاخراجهم من العملية السياسية او لا اقل للتنازل عن مكتسباتهم السياسية التي رووها بدمائهم لصالح الاجندة الطائفية لتلك الجهات وبالتالي يتم التمهيد رويدا رويدا لعودة البعث ولو تحت غطاء جديد .
ولغباء البعثيين وحمقهم وهم يرتكبون تلك الجرائم الارهابية ويقودون مثل تلك العمليات البربرية وفي منتهى القسوة فانهم عوضا من ان ينالوا شيئا فانهم يحصدون فقط الريح رغم كل تلك الجرائم والتفجيرات المهولة التي حولت مناطق باكملها الى قاع صفصفا ورغم ذلك فان المجتمع الدولي اصبح اكثر مقتنعا بان البعث والاطراف السنية لا تستحق الحكم والسلطة ولا يصلحوا حتى لزبالي الشوراع واعتقد ان ما صرح به السفير الامريكي في بغداد قبل ايام بان لا عودة للبعث ومستحيل ان يعودوا لحكم العراق هي رسالة واضحة اليهم والى حلفاءهم والى تلك الدول الاقليمية التي تدعمهم بعد تلك التفجيرات لان رسالة البعثيين والنظام السعودي في تلك التفجيرات الاجرامية جاءت بعد انكشاف فشل اتصالات ارهابيوا البعث او ما يسمى بمجلس المقاومة السياسي و التي اجريت مع الامريكان وبواسطة تركية وضغط سعودي حيث يبدوا ان شرط الامريكي لعودتهم الى العملية السياسية هو التخلي عن الارهاب والقتل والسلاح والانغماس في العملية السياسية عبر صناديق الاقتراع لم يقبلوه وليس عبر تلك العمليات الاجرامية ومن هنا ايضا فان الرد الامريكي جاء قويا ضد البعثيين وذلك برفض عودتهم الى الحكم ! فيما هم استمروا في اجرامهم ليثبتوا انهم قادرين على زعزعة امن واستقرار العراق لذلك قاموا بتلك الهجمات الشرسة الهولاكية ضد المدنيين وضد المؤسسات الوطنية مشفوعة بتلك الحملة الاعلامية المنظمة للتشويش وتحريف الاذهاب عن الفاعل الحقيقي والتركيز على ايران وكانها دولة عظمى لها ضلع حتى في تغيير المناخ وعواصف الرمل والقمل والثلج !! وما قاله ذلك المجرم السامرائي يوم امس من على قناة الجزيرة بان ايران هي التي تقف خلف التفجيرات وثم دعوته لاستكمال او مايسمى تصحيح "عملية المصالحة" يثبت بوضوح ان البعثيين هم الفاعلين الاساسيين وان ما قاله هذا المرتزق ليس الا تسويق لمخطط سعودي ولاجندته الطائفية فهو وبكل وقاحة وحسب المثل الشعبي "عينك بعينك".. و"اكذب واكذب حتى يصدقك الناس" ـ حسب المقولة الغوبرلية ـ يبرأ الدول العربية والقاعدة والبعث من تلك الجرائم ويحملها الضحية التي دفعت ومازالت من دماء ابناءها بالملايين .
https://telegram.me/buratha