علي سعيد العراقي
هاهي قد اتضحت الامور وانجلت الغبرة عن سر مماطلة حزب الدعوة الاسلامية في الانظمام للائتلاف الوطني العراقي الجديد. ليست القضية ، قضية مباديء الائتلاف او نظامه الداخلي او برامجه او هوية وتوجه القوى المشكلة له، بل انها تتمثل وتتمحور في ضمان الاحتفاظ بموقع رئيس الوزراء للحزب!!. واذا تحقق ذلك لهم ليذهب العراق ومن فيه الى الجحيم، وهذا يعني بما لايقبل الشك ولا يتطلب الكثير من التفسير والتحليل، ان حزب الدعوة بزعامة دولة رئيس الوزراء يريد ان يتخذ من الائتلاف الجديد مطية توصله مرة اخرى الى موقع رئاسة الوزراء لااكثر. شهران او اكثر وقيادات حزب الدعوة تماطل وتلف وتدور، وتتحدث خلف الكواليس بشيء وتتحدث لوسائل الاعلام بشيء اخر، دون ان تفصح عن حقيقة ما تريده وتفكر به، الا بعد ان وصلت الامور الى مفترق طرق.
رئيس الوزراء يقول شيئا، ليأتي بعده من ينقظه، اما حيدر العبادي، او علي الاديب، او ذلك المهرج الصغير سامي العسكري، الذي يدعي الحزب براءته منه ومن كل ما يقوله. وهنا توجد مفارقة ملفتة، وهي ان قيادات حزب الدعوة الاسلامية التي تخوض معركة حامية الوطيس استخدمت في كل اساليب اللف والدوران والتهرب والكذب والتدليس لضمان منصب رئيس الوزراء، ولم تنجح حتى الان في ذلك ، وليس واضحا فيما اذا كانت ستنجح ام لا، فأنها بدأت مبكرا بخوض معركة داخلية بين اكثر جناح في الحزب على الشخصية التي ينبغي ان تتولى رئاسة الوزراء بعد الانتخابات.
فبين من يدعو لاحتفاظ المالكي بالمنصب، وبين من يريد اعطاء الفرصة لاخر غيره، والاسماء المطروحة البديلة هي علي الاديب الذي كان مرشحا الى جانب المالكي لتولي المنصب قبل اربعة اعوام، وحيدر العبادي واسماء اخرى.وتتوقع بعض المصادر ان يؤدي احتدام التنافس والصراع فيما بين تلك الاجنحة الى حدوث انشقاقات جديدة في الحزب الذي تعد ظاهرة الانشقاقات الظاهر الابرز بالنسبة له. ولسان حال كل طرف هو القول المصري المأثور (مافيش حد احسن من حد)، أي ان المالكي الذي اصبح رئيسا للوزراء ليس افضل من الاخرين وليس احق منهم بالمنصب.
https://telegram.me/buratha