المقالات

الإرهاب ودولة المكرمات

870 22:11:00 2009-08-21

المهندس بهاء صبيح الفيلي

ليس غريباً أن يحدث تفجير هنا أو هناك بين حين وآخر ولكن الغريب هذا الكم من التفجيرات في يوم واحد وهذا ما يثير التساؤل عن المسببين والفاعلين لهذه العمليات القذرة , ولنعرف من هم المسببين لهذه الكارثة الأمنية والجناة علينا أن نقوم بمراجعة عادلة ونزيهة لكل ما حدث ويحدث على الساحة العراقية . ولكي ندخل في هذا الموضوع علينا أن نعرف من المستفيد من هذه العمليات ومن المتضرر , الكل يعرف إن الأبرياء من أبناء هذا الشعب التعيس هم المتضررين فقط وهم الوحيدين الذين يدفعون ثمن هذا الصراع , ولكن علينا أن نحدد أي صراع هذا الذي يشهده العراق , بالطبع هناك صراع مستمر بين البعثيين والعملية السياسية , ولا يستطيع أي شخص أن ينكر إن البعثيين هم الذين قاموا بهذه التفجيرات الإرهابية , ولكن من جهة أخرى هناك صراعات أخرى خفية في بعض الأحيان وعلنية في اغلبها .

إن البعثيين قد عادوا إلى مناصبهم المدنية والعسكرية وهذا ما لا يستطيع احد إنكاره , وأما مسألة إعادة من لم يثبت عليه تهمة القتل لم يكن قط دليل براءة لإعادتهم , ولذلك عملية إعادتهم بهذه السرعة والى أماكن مدنية وعسكرية حساسة كانت خطأ فادحاً , فالبعثي وان لم يرتكب جريمة ما فأنه يحمل فكراً إجرامياً ويستخدم كل الوسائل للسيطرة على السلطة , ولذلك كان التحسن الأمني مرهوناً بهؤلاء البعثيين الذين أوقفوا نشاطاتهم بعدما تغلغلوا من جديد داخل مؤسسات الدولة , والآن وباقتراب موعد الانتخابات دب فيهم النشاط مجدداً , لابد إن عملية تجميع وإعداد هذه المفخخات وبهذه الكمية التفجيرية لم يكن سهلاً ولذلك كان من المفترض أن يكون كشف هذه العملية سهلاً قبل وقوعها ( نظرياً ) , ولكن الذي حدث إن الترتيب كان سهلاً والكشف عن الجناة سوف لن يتم لسبب بسيط هو إن الجناة هم سوف يباشرون التحقيق ومن الطبيعي سوف لا يوجهون الاتهام لأنفسهم لأنهم مقصرين .لا بد إن جريمة مصرف الزوية كان الإعداد له صعباً ولكن خيوط الجريمة كشفت , وحدث تشهير وإسقاط واتهامات مبطنة وعلنية لبعض الجهات ومن قبل إعلام الدولة قبل المعارضة , والتصريحات الصاروخية لبعض المسئولين جداً لا نسمعه الآن بعد هذه التفجيرات .

لنترك البعثيين والتكفيريين ونعود إلى الصراعات التي تحدث من اجل كسب مقاعد البرلمان , ولو نفكر وللحظة واحدة لماذا يتلهفون هؤلاء للحصول على مقعد في البرلمان أو مقعد في مجلس محافظة , وهل الذي يزور (تزوير) شهادة تخرج جامعية سيخدم الناس والوطن؟ وهل الذي كان محتالاً ونصاباً في بلدان المهجر سيكون نزيهاً؟ لا اعتقد أن لدى رؤساء الأحزاب والكتل جواب شافي يريحنا من عناء التفكير في هذه المسائل. لابد إن المقعد البرلماني فيه ميزة كبيرة فالمقعد يعني مرتب ضخم ومرتبات لحماية صاحب المقعد وجواز دبلوماسي وتعين الأقارب والأحباب في المناصب الإدارية وغير الإدارية , هذا من غير الرشاوى والعمولات , ولذلك يسعى منتسبي الأحزاب إلى تزوير الوثائق والسجلات , لا يهم أن يزوروا ماداموا ينهبون خيرات الوطن فالوطن صار ملكهم وتم تسجيله في الطابو ( التسجيل العقاري).

التعيينات العشوائية وتوزيع الوظائف على أساس عرقي وديني وطائفي دون الالتفات إلى الكفاءة العلمية أو المهنية كان سبباً لإهدار المال العام والفساد الإداري وعدم المسؤولية وكل ذلك تسبب في قلة الحرص على أموال وأرواح الأبرياء , وهذا ما زاد في اختفاء الضمير الجمعي لدى عامة الناس أيضاً.مؤسسات الدولة صارت ملكاً للحكومة وهذه الأخيرة غير حيادية في تعاملها مع الآخرين وغير نزيهة في الكشف عن المفسدين وهذا ما أربك الحركة السياسية في البلاد وأربك العامة أكثر مما هم مربكين , ونحن على أبواب الانتخابات والحكومة مازالت تتصرف وكأنها هي صاحبة الثروة في البلاد فتمنح الهدايا والإكراميات فهذه مكرمة سيادة رئيس الوزراء , وهذه مكرمة الوزير الفلاني والمسئول الفلاني . أود أن أقول متى يفهم المسئول بأنه موظف في الدولة العراقية ؟ ومتى يفهم المسئول إن أموال الدولة ملك للشعب؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك