المقالات

شرعية قتل المواطن وموازين حقوق الإنسان المبتورة

813 14:05:00 2009-08-21

بشرى الخزرجي

لم تكتف حكومات الدول العربية والبالغ عددها (عيني باردة عليها) 22 دولة بالصمت المخزي وهي ساكتة غير مبالية أمام مشاهد الدم وجنون مرتكبي الجرائم المروعة التي فتكت وتفتك بالعراقيين منذ انتقال النظام الصدامي إلى (جهنم الحمرة) حتى تاريخ 19.8.2009حيث وقوع سلسلة التفجيرات الآثمة التي هزت العاصمة بغداد وراح ضحيتها دون ذنب العشرات من المواطنين الآمنين، وما سبقتها من عمليات جبانة ضد سكان القرى والمدن الآمنة المسالمة في شمال ووسط وجنوب العراق، إنما أوغلت هذه الدول العربية (الشقيقة) في صمتها المريب العجيب وتمادت وكافأت وشجعت كل من يتسبب في زيادة الجراح العراقية وتعميقها وتوطينها، فهي تتلذذ وترقص طربا كما هو بادر منها على أصوات دوي الإنفجارات والمفخخات والعبوات التي ترسلها بدعم مالي مفضوح للشعب العراقي وباستمرار.

وعلى قول تلك العجوز الجنوبية الطيبة التي شاهدنا حرقة قلبها وعذاباتها المريرة من على شاشة الفضائية الفيحاء (مليَنا وطلعت أرواحنا) من أخبار القتل والتفخيخ والضغوط المستمرة على المواطن البسيط وحياته ومستقبله، وجزعنا وذهب الصبرعنا ونحن نخاطب المسؤولين المستفيدين من بقاء الحال على ما عليه من الضعف والهوان، واذا كان الشارع العربي والمحيط الإقليمي لايريد لنا الخير ولا يبالي ولن يكترث لمصائبنا وقد أصابه العمى المستديم مقابل عمليات الإبادة المنظمة والظالمة التي تطال أبناء الشعب العراقي ولأسباب ومواقف عدائية للعملية السياسية ووضع العراق الجديد في المنطقة، فهنالك كتل برلمانية وسياسيون عراقيون من داخل المؤسسات الحكومية والأمنية يعملون وبنفس الغايات على ديمومة هذا الحال المتردي، فهم ونعني الشخصيات السياسية الحاملة لأجندات خارجية يساهمون وبإصرار وترصد على جعل دوامة العنف والأزمات قائمة تعصف بالعراق و أهله وعلى الدوام! لقد أصبحت بعض الشخصيات السياسية وأحزابها المتكاثرة كما الأعشاب الضارة، حجرعثرة وعبا ثقيلا على الدولة العراقية والشعب العراقي وعلى الصعد كافة الأمنية منها والسياسية والاقتصادية والخدمية أيضا، فالبعض منها مبهم لا تعرف له (ساس ولا راس) يتحرك وفق ما يملى عليه من قرارات خارجية لا علاقة لها بالعراق وسيادته ومصالحه الوطنية، حيث تصب في مصلحة الدول الممولة والداعمة لفكرة عودة عقارب الزمن إلى الوراء.

وقبل أن يحل موعد الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني من العام القادم، وإشارات قادة العراق والولايات المتحدة الأمريكية لاحتمالات عودة العنف في العراق، وفي ظل حمى التسابق نحو السلطة وبريقها وفي خضم الانقسامات والانشطارات الحزبية وما رافقتها من تصريحات تسقيطية تحريضية ضد تلك الجهة وهذا الحزب، سال الدم العراقي المباح ثانية، وعلت أصوات التنديد مرة أخرى مبادرة بالاستنكار وعبارات الشجب المتكررة تملأ شرائط الأخبار المتحركة والثابتة منها، في وسائل الإعلام الفضائية والأرضية والالكترونية وجرائد الأحزاب الورقية ،بينما لم يتحسس اويتلمس الشارع العراقي لهذه الاستنكارات أثرا يذكر على الأرض، وظل العقاب ومسألة محاسبة الجاني المستهتر بأعراض ودماء الناس بعيدة عن أصحاب القرار فلم يحصل أن نال أحد من القتلة العقاب المناسب لجرائمه! فالإرهابي القاتل المجرم في بغداد ومنذ سنوات عدة يتم استعراضه من على شاشة الفضائية العراقية ويقوم بالاعتراف بجرائمه البشعة بحق المدنيين العزل وبكامل قواه الشريرة الشيطانية شارحا للعامة من بني البشر طرق ذبح الضحية بعد تعذيبها واغتصابها.. وبعد ان ينتهي هذا العرض الدراماتيكي المقزز الذي يثير الدهشة والاستغراب في دواخل المشاهدين، ويملأ صدورهم غيظا وحسرة مصحوبة بمشاعر التعاسة والقرف من هذا الزمن العار، يساق هذا المجرم الخبير بفنون الذبح على الطريقة الصدامية والتكفيرية إلى زنزانته المحمية ودعوات دعاة حقوق الإنسان وقوانينها الملثومة ترعاه وتحرسه.. فهل رأيتم في الدنيا اجمعها بلداً يصان فيه الإنسان وتحفظ حقوقه كما يحدث في العراق! الجواب:كلا وألف كلا!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك