زهراء الحسيني
طبيعة الحراك السياسي والسجال الفكري واختلاف الاذواق والتصورات قد تبرز انماط متعددة تصل الى حد الخلاف وقد نختلف في بعض الاليات والجزئيات وهذا لا يقودنا الى التباعد والاختلاف في الاصول والاساسيات والثوابت.واختلافنا وتصادمنا احياناً لا يعني القطيعة الابدية والانفصام الى النهاية فنحن لسنا في زمن حرب البسوس وليس فينا داحس او الغبراء بل تجمعنا قوة المذهب والوطن والمرجعية والشهداء والتضحيات وهي عوامل قوتنا وتماسكنا.
ثمة نظرة جاهلية لا تمت للوعي بادني صلة تكرست في مرتكزات وعي البعض وهي اننا لو اختلفنا مع جهة او فئة فلا يبقى مجال للتفاهم والانسجام من جديد ولو اتفقنا فهو النفاق والخداع والمكر. لدينا تجربة معاصرة وقريبة وهي احداث اقليم كردستان في منتصف التسعينيات وطبيعة الصدام المسلح بين اكبر فصيلين كرديين وسالت دماء اخوة السلاح ورفاق المحنة في كردستان ولكن في نهاية المطاف امسكوا نزيفهم وضمدوا جراحهم وتحالفوا حتى اصبحوا في كيان اسمه التحالف الكردستاني والذي لا تستطيع أي قوة في العالم تمزيقه او تفريقه.
والحمد لله اننا في الواقع العراقي الجديد كأطراف فاعلة امثال المجلس الاعلى ومنظمة بدر والتيار الصدري وحزب الدعوة لم نصل الى معشار ما وصل اليه الاخوة الكرد من الصدام المسلح بل اختلفنا في مواطن تستحق الاختلاف واتفقنا في مواضع يجب فيها الاتفاق ثم اصبحنا اخوة متحابين ومتماسكين بوجه عدو شرس لا يميز بيننا جميعاً.فالشهيد السيد محمد باقر الصدر والشهيد السيد محمد باقر الحكيم والشهيد السيد محمد الصدر (قدس الله اسرارهم) هم مراجعنا الشهداء رحلوا من هذه الدنيا وفي قلوبهم امنية بضرورة توحدنا وتفاهمنا لكي نكون اوفياء لمسيرتهم المشرقة المخضبة بالدماء الزكية.
نحن كالبنيان الواحد والجسد الواحد لو تداعى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى وسنبقى متحدين متفاهمين ومتماسكين رغم اختلافنا في بعض الرؤى والتصورات المحددة التي يعتبر فيها الاختلاف ظاهرة ايجابية وصحية. ومن هنا ننبه الى مغالطة قد يقع بها البسطاء وهي ان الائتلاف والتوحد يعني الذوبان في الاخر وهذا خلاف مفهوم الوحدة تماماً فالتوحد هو الاتفاق على المشتركات وعقلنة الانفعالات وتقنين الخلافات. سيبقى ذو الفقار الذي يمثل البدريون احد حديه والصدريون الحد الاخر سيفاً على رقاب كل اعداء العراق والطائفيين الذي يحاولون اعادة العراق الى معادلتة السابقة.
https://telegram.me/buratha