محمود خطار
رب سائل يتسائل عن السر في تحول البعثيين من اسوا نوع من الفقريات التي انجبتها الكرة الارضية الى دعاة للتحرر ومناصرين لحرية التعبير ومدافعين عنها في صورة من صور التبدل والتلون التي اعتدنا عليها طيلة الاربعين عاما الماضية .. فهل تغيرت اجندات البعث وانقلب فجاة الى حزب يدافع عن حقوق الشعب وينصر مظلوميه ؟بالتاكيد لا فهذه اكبر خرافة على وجه البسيطة لان البعثيين لا زالوا يقتلوننا في الموصل وكركوك وبغداد وكل محافظات العراق الابي ..ولازالت مؤامراتهم في عمان وانقرة والقاهرة والرياض وصنعاء تشهد بانهم تلك الحيوانات التي لا يمكن ان تعيش الا على الدم ولا يمكن ان تشعر ان للحياة معنى او طعم الا حين تستمر مسلسلات القتل والترويع والفتك بابناء الشعب وتكبل اراداته الى الابد .. ولهذا السبب فالجمع بين المتناقضات شيء يدعوالى السخرية ..
والحملة التي تشن حاليا للنيل من جهات سياسية عريقة كانت في طليعة من ناظل ودافع عن حرية التعبير والحريات العامة هي بالتاكيد حملة لا يمكن ان يكتب لها النجاح ولن تنطلي حيلها على العراقيين الذين يدركون كيف يتصرف البعثيون وكيف يفكرون .. وعلى الرغم من ان الدكتور عادل عبد المهدي والمجلس الاعلى بشكل اعم يدرك تماما معنى ان يكون هناك جهات تتربص بهم ..ويعرف الجميع ايضا ان وصول الاحزاب الشريفة الى سدة الحكم يميت البعثيين حنقا ويقتلهم غيضا ويدفع بالجوار العربي الى التامر ...فانا لا نستطيع ان نتصور كيف يفكر هؤلاء الماجورون ان ثمة من يصدقهم ؟ الحيل البعثية تتناقض طبعا مع تحركات البعث في الموصل وماكشفت عنه الوثائق والادلة بتورطه في عمليات ارهابية كثيرة برعاية المخابرات الاجنبية ...ولهذا السبب فالحملة الحالية لا يمكن ان تخرج عن كونها جزءا من هذه الحملة وهذا المسعى الرامي الى القضاء على الخصوم الممثلين في المجلس الاعلى الذي يمثل جدار الصد الوحيد في وجه عودة البعث كحزب الى الواجهة السياسية في البلاد ..
اما التباكي على حرية الاعلام والتشدق بشعارات لاوجود لها في الواقع فليست سوى استيراد لمصطلحات يعتبرها البعث في قاموسه من الكماليات بل يجرم عليها .. فمتى كان البعث يعتبر الحرية الاعلامية من الحقوق الدستورية .؟؟ومتى كانت الانظمة المستبدة التي حكمنا بها البعثيون منذ عام 63 تؤمن بالحق الدستوري الذي يكفل حرية التعبير عن الراي والحريات العامة الاخرى ..
ان نظرة سريعة الى الكم الهائل من الكتابات البعثية التي تدعو الى مساندة الاعلام الحر تثير الاشنمئزاز . فنفس الاقلام التي تدافع عن احمد عبد الحسين وتنادي بالويل والثبور ممن اتهمته زيفا بانه يعرقل المسيرة الاعلامية هي نفسها التي كانت تمجد الطاغية سابقا وتصفق لجريدته الواحدة وحزبه الواحد وتلفازه الواحد ...وهي ذات الاقلام التي لازالت تبحث عن فرصة لعودة اصنام البعث من جديد وتسلطها على الرقاب ..لا اظن ان احدا يصدق هذه الفوضى ...فالبعث لم يؤمن يوما بحرية الاعلام يوما وهو الذي لا يجيد من الاعلام سوى ان يكتب عن القائد الضرورة ( قال القائد ..سكت القائد )
https://telegram.me/buratha