المقالات

رأي في جولة التراخيص النفطية

928 12:02:00 2009-07-08

فائز نمر

أنتهى التنافس العلني من الشركات النفطية العالمية المؤهلة للحصول على أحد عقود الخدمة التي عرضتها الحكومة العراقية، متمثلة بوزارة النفط بفوز تحالف بريطاني- صيني لتطوير حقل الرميلة الذي يعد من أكبر الحقول المنتجة في العراق.أستعراض جولة التراخيص الأولى الذي أختزل في يوم واحد هو(30/6/2009) بدلا من يومين كما كان مقررا بسبب الظروف الجوية غير الملائمة، التي ربما تكون أثرت على النتائج التي جاءت أقل من الطموح.بعد كل ما قيل ويقال عن الدوافع التي نتجت عنها مزايدة (أو مناقصة) تطوير حقول النفط العراقية المتهالكة فقد تكونت لي كمراقب مهتم بالشأن الأقتصادي العراقي عدة ملاحظات أرى من واجبي عرضها:أرقامنا و أرقامهممن المتعارف متعارف عليه في أدارة المشاريع أن تكون هناك دراسات جدوى أقتصادية أو تخمين كلف (أستثمار و أنتاج) تعطي نتائج تقريبية للطرف المستثمر والمستفيد من الأستثمار ليتمكنوا من وضع السقف السعري والأنتاجي للعروض المطروحة، والقبول بالعطاءات وفقا لدراسات علمية. وقد أوضح السيد وزير النفط (حسين الشهرستاني) أثناء أستضافته في البرلمان العراقي مؤخرا بعض الأرقام للكلف التخمينية التي أعدتها الدوائر المختصة في وزارته، ولم يعلن عنها الرجل لأسباب منطقية تتعلق بسرية المناقصة، ولكن المختص المتابع للأرقام المعلنة كان يمكنه أستنتاج رقم قريب من الذي وضعته الوزارة من ناحية الكلفة التي ستدفعها على انتاج البرميل فوق خط الشروع. أما من ناحية كمية الزيادة فقد أعلنت بشكل شبه صريح.ومع هذا ، في لحظة عرض أرقام الطرفين ظهرت المفارقة .. فجوة رقمية كبيرة حالت دون رسو العطاء على الشركات المتقدمة للحصول على فرص الأستثمار .. وحتى أعطاء فرصة لمراجعة العروض لم تخفف من سعة الفجوة.هنا لابد من وقفة: الرقمين وضعهما خبراء ومتخصصون .. صحيح أن الطرفين يسعى كل منهم للحصول على منفعة أكبر لصالحه، ولكن بالنتيجة فأن كلاهما يسعيان للأتفاق على عقد يخدم مصالحهما معا. ولذا فمن المؤكد أن الجهود التي بذلت في الدراسات الأقتصادية والفنية كانت تحاول أن تكون أقرب مايمكن الى الدقة للوصول الى توافقات وأستغلال عامل الزمن بصورة أفضل .. التفاوت الكبير في أرقام الكلف التخمينية وكميات الأنتاج الزائدة وتوقعات المحتويات المكمنية للحقول يحتاج الى مراجعه متأنية .. فلايمكن أعتبار فارق تزيد نسبته عن (100%) دقيقا أو حتى مقبولا بأي شكل من الأشكال.حقيبة المعلومات التي عرضتها دائرة العقود والتراخيص البترولية (وزارة النفط) في ورشة عمل أعدت لهذا الغرض في تركيا مؤخرا، كانت تحتوي كل المعلومات المطلوية التي تساعد الشركات في إعداد دراساتها وتقديم عروضها، وهي نفس المعلومات التي أستخدمتها الدوائر المختصة لأعداد دراساتها وتحديد طلباتها. هذا يعني أن مصدر البيانات كان موحدا. فلماذا ظهرت هذه الفوارق الكبيرة في النتائج؟ثقة متبادلةعندما وافقت الوزارة على عرض تحالف شركة bp و cnpc لأستغلال حقل الرميلة بفائدة مقدارها دولارين عن البرميل فأنها لم تأخذ بنظر الأعتبار الفارق الكبير الذي أعلن التحالف أستعداده لأنتاجه من الحقل. وهذا يعني أن الوزارة قد أقتنعت بأمكانية الشركات على أنتاج كمية أكبر من التي تتوقعها الوزارة تبعا لدراساتها. علما أن وزارة النفط قد أستعانت بمستشار عالمي معروف إضافة الى خبرتها لتحديد الكمية المتاحة للأنتاج. فلماذا هذه الثقة المفرطة بنتائج حسابات الشركات؟ الأمر الذي يستدعي إعادة النظر بالكادر الذي أعد الدراسات والأستشاري معا.هامش ربح صفريمقدار هامش الربح الصافي للشركات الفائزة لا يتعدى الدولار بكثير، بعد أستقطاع ضريبة مقدارها 35% أضافة الى أستقطاع ربع المتبقي. سؤال يتبادر الى الأذهان: لو أن شركة النفط الوطنية العراقية موجودة حاليا وكانت ضمن تشكيلة الشركات المتنافسة، فهل كانت ستقدم مثل هذا العرض؟ وهل كانت الوزارة ستوافق عليه؟ وماهي مصلحة الشركات للقبول بمثل هذا العرض؟الأستهلاك المحلي يتعاظممقدار الزيادة المتوقعة في أنتاج النفوط الخام دخلت كلها في حسابات التصدير، ولم تؤخذ بنظر الأعتبار الزيادات المتعاظمة من أستهلاك المصافي الموجودة حاليا من خلال إضافة وحدات جديدة، أو المصافي التي تعتزم الوزارة أنشاءها في القريب العاجل (خلال 3-5 سنوات القادمة) .. فضلا عن أن الكمية المتاحة للعراق للتصدير لايمكن أن تبقى حالة خاصة في منظمة أوبك، فالتقلبات المستمرة في الأسعار وكميات الأنتاج للدول المصدرة لاتضمن أستمرار منح العراق خصوصية لتعويض ما فاته من كميات تصديرية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك