ميثم المبرقع
اثبتت تجارب العالم المعاصرة بان الشعوب هي الاقدر على تقرير مصيرها وان الحقوق لا تعطى بل تنتزع وتسترد.وان الشعوب هي الاولى والادرى بواقعها وهي المعنية بتسيير امورها وانتخاب حكامها وتحقيق مصالحها.والتجربة العراقية الجديدة اثبتت كذلك بان الشعب العراقي هو القادر على ادارة امور بلاده وهو الذي حقق الانجازات وفوت على اعداء العراق ادخال العراق في مستنقع الفتنة الطائفية التي راهن عليها اعداؤنا من ائمة الارهاب والتكفير.
والدستور ضمن ارادة الشعب في تقرير مصيره وانتخاب ممثليه وان عصر الاملاءات والقهر والاكراه انتهت منذ التاسع من نيسان 2003 ولن تعود فصولها المأساوية ابداً.والعراقيون هم اساس ما حصل من تحسن امني وانسجام وطني ونبذ كل مظاهر الشد الطائفي الذي حاول اعداء العراق الجديد زج شعبنا في انفاقه المظلمة لولاء حكمة مرجعياتنا الدينية والسياسية وصبر وعزيمة شعبنا وبسالة قواتنا المسلحة. وقد نختلف في مديات التطبيق لبعض المفاهيم والقضايا المهمة في البلاد وقد تتعدد التفاسير والاراء والامزجة لقراءة الكثير من التصورات والقناعات ولكن مرجعيتنا في هذه الخلافات هو الدستور ولن نتجاوز ما قرره الدستور الذي تم اقراره بالاستفتاء الشعبي السابق.
واذا كان ثمة تصور او فكرة لتوجيه بعض المفاهيم او التجاوز عليها لمصلحة معينة فان ذلك يحتاج الى موقف نيابي واضح للتعديل وهذا يتحقق تحت قبة البرلمان وليس في غرف الكواليس السرية او وزارات خارجية الدول الصديقة فان التجاوز على محددات الدستور خط احمر مهما كانت التبريرات والتفسيرات. موضوعة المصالحة الوطنية مشروع مقبول ومعقول ولا احد يرفضه من ابناء العراق ورموزه السياسية بل ان طموحنا يقتضي تعميم المصالحة لتشمل كل ابناء العراق بشرط ان يكون ذلك ضمن الدستور وليس تهميشاً له.
ولكيلا نعيد السجال القديم حول اطراف المصالحة والمعنيين بها فان حزب البعث والمتورطين بقتل شعبنا هم خط احمر لا تشملهم المصالحة الوطنية دستورياً وشعبياً واخلاقياً وما دون ذلك فان قلوب العراقيين مفتوحة لاستقبال النادمين ومصافحة ومسامحة المخطئين من غير ازلام حزب البعث المشمولين بالدستور.
https://telegram.me/buratha