في ذكرى ولادة وليد الكعبة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)

العلوية منال الغر يفي منظمة المرأة المسلمة في البصرة

ما عساني أن أقول في من كان وما يزال حديث الأبطال وعشاق البطولات وقدوة المجاهدين المخلصين في سبيل المبدأ والعقيدة ،والمرجع الأول في التشريع والفلسفة والأخلاق والتربية.لقد كان علي بن أبي طالب (ع) حدثا غريبا عن طباع الناس وعاداتهم ، فمنذ ولادته في بيت الله وبين جدران ألكعبه ،وحتى يوم استشهاده في بيت من بيوت الله، فقد سطر لنا صفحات عجزت العقول من قراءة سطورها بالعمق الذي يريده صاحبها ،ذلك لأنه لايستطيع احد أن يعرف كنه علي وموقع علي عند الله ومكانة علي عند الأولياء والصالحين .كيف يمكن أن نعرف كنه علي وقد قال رسول الله (ص))) يا علي ما عرف الله حق معرفته إلا أنا وأنت ، وما عرفني حق معرفتي إلا الله وأنت ، وما عرفك حق معرفتك إلا الله وأنا))فعلي (ع) سر من أسرار الله وهو حجة من حجج الله جعل الله قياس الإيمان والنفاق بمدى حب علي وبغض عليقال رسول الله (ص):(( من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي وعدني ربي فليوالي علي وليوالي وليه وليقتدي بالأئمة من ولده من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي ،فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم شفاعتي .))سيدي أمير المؤمنين:من أين ندخل إلى كنه شخصيتك، ومن أين نغور في بحر علمك وجودك وعدلك .فان نلج لشخصك من القرآن، اولست أنت القرآن الناطق ،فقد جسدت آياته وبيناته على الأرض في خلقك الذي كان خلق رسول الله والذي كان خلقه(ص) القرآن (وانك لعلى خلق عظيم)فقد كنت سيدي نفس النبي حسب آية المباهله (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)وقد اجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت في حق الخمسة أصحاب الكساء ، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم صلوات الله وسلامه) وقد بينت خصائص لعلي تضمحل دونها الخصائص ، وفضل تحنو له الجباه ، ويملأ الصدور هيبة وإجلالا ، فقد خصته بأنه نفس النبي وهذا فضل عظيم لا يؤتيه الله إلا لمن يشاء ، ولا شك إن الرسول محمد(ص) هو أفضل الناس ، وما دام علي هو نفس النبي فان مساوي الأفضل أفضل .وبذلك فقد أصبح الإمام بابا من أبواب علم الرسول ، وأصبح زوجا للبتول بأمر السماء، وأصبح ولي لكل مسلم ومسلمه بأمر السماء.وان أردنا أن ندخل إلى شخصية علي (ع) من خلال السنة النبوية الشريفة ، والتي هي أفعال وأقوال النبي ، فقد كانت أفعاله وأقواله(ص) تصب في التعريف بأهل البيت وتبيان منزلة علي بن أبي طالب (ع) .فمنذ أن صدح معلم الانسانيه الأول بالرسالة وجهر بدعوته، كان الإمام ملازما لها بكل صفحاتها الجهادية والفكرية، وهو القائل في خطبة له :-((وقد علمتم موقعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا وليد ،يضمني إلى صدره ، ويكنفني فراشه ،ويمسني جسده ويشمني عرقه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا غلطة في فعل، وكنت اتبعه إتباع الفصيل اثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، واشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد يئس من عبادته، انك تسمع ما اسمع، وترى ما أرى إلا انك لست بنبي ولكنك الوزير وانك لعلى خير.)) فقد اخذ من النبي وساما في الشجاعة فكان رائدا في ساحات الوغى من اجل إعلاء كلمة الله ونصرة الدين الحق، وهذا الأمين جبرائيل يهتف بين السماء والأرض(لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار ) .وفي خيبر عندما عجز الآخرون قال رسول الله سأعطين الراية غدا لرجل كرار غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله

أسد الله ما رأت مقلتاه نار حرب إلا اسطلاهافارس المسلمين في كل حرب قطب محرابها إمام وغاهاوبه استفتح الهدى يوم بدر من طغاة أبت سوى طغواهاوله يوم خيبر فتكات كبرت منظر على من رآها يوم قال النبي إني سأعطي رايتي ليثها وحامي حماهافاستطالت أعناق كل فريق ليروا أي ماجد أعطاهافاتاه الوصي أرمد عين فسقاها من ريقه فشفاهافتح بابها بقوة باس لو حمته الأفلاك منه حماهاوبخم ماذا جرى يوم خم طاول السبعة العلى برقاها أيها الناس حدثوا اليوم عني وليبلغن الورى أقصاهاكل نفس كانت تراني مولا فلترى اليوم حيدرا مولاهانعم......فأن فضائل علي لا تحصى ومناقبه لاتستقصى واطواد علمه لا تتزعزع اعلم الناس بعد النبي ، وأجودهم وأكرمهم وقد ابتدع للجود منهجا إذ كان يقول للسائل اكتب حاجتك وانصرف ، يسألوه عن السبب ، فيقول (ع) كي لا أرى على وجهه ذل السائل ،وأرى على وجهي عز المسؤول .سيدي أبا الحسن ها انذا أمد يدي على بعد المسافة كي أعانق شباك مرقدك الشريف في يوم ميلادك ها انذا اقبل ضريحك الطاهر لأجدد عهد واحيي القيم والمبادئ التي جاهدت واستشهدت من اجلها .اجل سيدي فأنت زعيم العدالة ونبراس الحق ، وها نحن اليوم نلتاذ فيك نصيرا روحيا ومعلما في قول كلمة الحق والوقوف وقفة حق بوجه حاكم جائراو محتل مستبد .فقبل ألف ونيف من السنين قلت ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) ، فقد استوحشناه سيدي فحدث ما حدث فينا ، لقد غفل الكثير من قول كلمة الحق وابتعدوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.هل تقبلني سيدي رقما في ولايتك ،وهل تقبل منا التوبة ونحن بقايا حلم فعلت ما فعلت فيه سنين الحرب والغربة والحصار، اولست القائل ( الفقر في الوطن غربة )لقد حفظنا من قولك ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ) حفظنا الشطر الأول فسيطرت علينا الدنيا بمادياتها وأنستنا الآخرة وانغمس الكثير في العمل بالدنيا من اجل الدنيا ونسوا التزود للآخرة، فصدئت القلوب وتغيرت النفوس وأصبح كل حزب لما لديهم فرحون، ونحن لا ندري في أي ارض وفي أي ساعة نموت ،فالأحداث وانقلاب الأوضاع أفقدتنا الأمل وقتلت فينا متعة الحياة ، فلا نجد ملجأ نلوذ فيه إلا حبك وولايتك وانتظار الفرج لقائمكم سيدي الذي سيعيد الإسلام غضا طريا ويخلصنا من الظلم والجور والطغيان واستعباد الإنسان لأخيه الإنسان.سيد ي أبا الحسن ها نحن اليوم شيعتك ومحبيك قد تكالبت علينا الأعداء بغضا لحبك الذي ذبنا فيه أتباعا لقول النبي (ص) يا علي ما احبك إلا مؤمن وما أبغضك إلا منافق، ووفاء للنبي الذي لم يطلب أجرا على تبليغ الرسالة إلا المودة في القربى .لقد أصبح حبك سيدي دليل الإيمان وبغضك دليل النفاق ، لقد أحببنا فيك قيم السماء التي ولدت بين جدرانها ، وقيم المحراب الذي سقطت فيه شهيدا، فأصبحت حياتك بين الكعبة والمحراب ، تلك الحياة التي عشت فيها فأعطيت كل شيء من اجل الدين والرسالة ، فجعلك الله قبلة المؤمنين والبوصلة التي تؤشر اتجاه الدين والحق ، فمن سار باتجاه بوصلتك فقد تمسك بالعروة الوثقى ، ومن حاد عن بوصلتك فقد غرق وهوى .فلك ولائنا لا لغيرك ، ومنك نبتغي الشفاعة ، وفيك نبتغي الوسيلة إلى الله لنيل رضاه . نسأله تعالى أن يثبتنا على ما نحن عليه ويتقبل منا هذاالقليل بحق وصي رسوله في يوم ولادته وان يرزقنا زيارته في السابع والعشرين من رجب ذكرى المبعث النبوي الشريف .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

العلوية الغريفي البصرة 8 رجب 1430 ه