بقلم داود نادر نوشي
يتصدر انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية في 30 حزيران قمة التطورات الايجابية التي حصلت في العراق مباعد 2003 ، وهذا التطور لم يأت ألا بالجهود الحثيثة والمضنية من خلال مفاوضات طويلة وشاقة قادها العراقيون لترتيب وضع القوات الأجنبية في داخل العراق ، والذي تمخض عنه توقيع الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة ، والتي بموجبها تخرج جميع القوات الأجنبية من العراق نهاية عام 2011 لينال العراق سيادته كاملة ،
وهذا تحصيل حاصل بالنسبة لجميع العراقيين الذين يؤمنون بالعملية السياسية والعراق الجديد ، وكذلك الرجال الذين اختاروا المقاومة السياسية والنهج السلمي لإخراج القوات الأجنبية بعيدا عن العنف والإرهاب الذي تضرر بت العراقيين قبل غيرهم . وأن مايهمنا في الموضوع هو ليس ماذكرناه أنفا وأنما كيف سيكون موقف ماتسمى بالمقاومة وفصائلها ، على الرغم من عدم أيماني المطلق بوجود فصائل للمقاومة وجهت أسلحتها للاحتلال فقط ، من غير أن تستبيح الدم العراقي ، والجرائم البشعة التي تحصد ألاف ألابرياء من العراقيين ماهي ألا دليل واضح وصريح على مدى الانحطاط التي وصلت اليه هذه المجاميع الضالة والمنحرفة .
ونحن وعلى مدى اكثر من ستة سنوات دخلت مسامعنا الكثير من الشعارات والخطابات الرنانة التي تطلقها هذه المقاومة والتي لم تنطلي على أحد من العراقيين وغير العراقيين من المنصفين ، لأنها دائما ماترتطم بالواقع المر لهذه المقاومة ، والواقع المر هنا هو وجود أجندة خارجية تسيطر على هذه المجاميع وتمدها بالمال والسلاح من أجل أجهاض التجربة الديمقراطية الفتية للعراق لكي لاتنتقل عدواها الى الديكتاتوريات والانظمة التعسفية والتي تخاف على عروشها من الانهيار ، كما انهار عرش طاغوت العراق بين ليلة وضحاها ،وهناك حقيقة أخرى وهي وجود حاضنات سياسية لهذه المجاميع التي تسمى المقاومة في داخل العراق تحلم بعودة العراق الى زمن الاستبداد والقتل وحكم البعث المهزوم ، وهي تعتقد واهمة أن الطريق الوحيد للوصول الى هذا الحلم ، هو دعم هذه الجماعات والعصابات التي تدور في فلكها .
ولو استعرضنا البعض من هذه المجاميع والتي كانت وماتزال لها اليد الطولى في المذابح التي حدثت للعراقيين وأخرها كانت في البطحاء ومدينة الصدر وتازة ، لرأينا ان بصمات البعث والقاعدة واضحة في جميع اهداف وشعارات تلك الزمر المهزومة وستكشف لنا الايام مدى زيف وأدعائات تلك المجاميع من خلال استهداف العراقيين وتعكير صفو الحياة الامنية لهم ،مع الايمان المطلق بتطور قدرات الاجهزة الامنية العراقية التي ستكون قادرة بعون الله على سحق جميع مخططات الارهاب العدوانية .
ومهما حاولت مجاميع الارهاب والقتل ان تشرعن لأهدافها المضللة ألا ان انفضاح أمرهم مكشوف لجميع العراقيين وان صور القتل والارهاب التي تمارسها بحق الابرياء ماهي ألا تعبير واضح لتلك الاهداف .وان رهان الطائفية التي حاولوا زرعها في العراق قد فشلت والعراق يعيش هذه الفسيفساء منذ قرون بتعدد الطوائف والاعراق ، وستفشل كل المحططات التي تتبناها .والوجه الحقيقي للمقاومة سينكشف فقط للسذج والسفهاء ، لاننا كشفنا وجوههم منذ اليوم لسقوط الصنم وعرفنا مخططاتهم واهدافهم ، والبعث الصدامي الذي حكم العراق لأكثر من 35 سنة لايمكن له ان يتشرف بمسميات المقاومة والجهاد والتي هي بعيدة كل البعد عن القاموس السياسي للبعث ، ولا استطيع حتى ان اسميه حزب او فكر وتنظيم فهذه المسميات لاتصلح للبعث لانه لايستجق اكثر من ان يكون عصابة للقتل والتشريد وسفك الدماء والتجربة التي مر بها العراق في ظل هذا البعث شاهد قريب على ما نقول ، ولهذه الصفات السيئة التي يمتاز بها البعث والذين ساروا في فلكه لم يجدوا سبيلا من ان يكون حارث الضاري هو المتحدث الرسمي بأسمهم ، وهذا ليس غريبا علينا، فالمخططات التي تحاك ضد العراق يتم طبخها في الخارج وتنفذ على حساب دماء الابرياء .
ولهذا فالوجه الحقيقي للبعث والقاعدة والبعض من العراقيين الذين يمتهنون السياسة لأغراض التدمير وليس التعمير ،هو العودة الى المربع الاول وعودة الحكم الشمولي والقائد الضرورة ، وان سيمفونية الاحتلال والغزو شماعة الهدف منها الضحك على عقول السفهاء من القوم الذين يطبقون المثل القائل كذب كذب حتى يصدقك الناس ، ولكن لايصدق هؤلاء ألا السفهاء والساذجين
https://telegram.me/buratha