محمود الشمري
السلام على من اتّبع الهدىاليوم ياضاري ويا صحبه قد طوى العراق صفحة أخرى من صفحات تاريخه المجيد وفتح صفحة جديدة من صفحات مستقبله التليد .. اليوم تعززت المسيرة التي اسس لها العراقيون من خلال المنجزات التي حققوها بارادتهم الصلبة وعلى رأسها كتابتهم لدستورهم وانتخابهم لحكومتهم وممثليهم وتأسيسهم لجيشهم وتكوينهم لمؤسسات دولتهم رغم كل مافعلتموه من تدمير وما وضعتموه من عوائق لأيقاف هذه المسيرة وما ارتكبتموه من جرائم بحق هذا الشعب الذي لايريد سوى عيش حياة مستقرة ليبني بلدا خربتموه ومازلتم تريدون تخريبه . شعب لا يريد سوى أن يواصل ابداعه وعطاءه الأنساني الذي حاولتم تعطيله .
الفرح في هذا اليوم ليس من حقّكم وانما هو من حق العراقيين الذين أوصلوا سفينتهم لهذه الضفة المتقدمة رغم مافعلتموه من عرقلة وتعويق . الفرح في هذا اليوم من حق الجندي العراقي والشرطي العراقي والمعلم العراقي والسياسي العراقي والعامل العراقي والفلاح العراقي والكاسب العراقي وكل عراقي دمرتم مصدر رزقه بمفخخاتكم وقتلتم ولده بقناصاتكم وأضعتم ثروته بعبواتكم وزعزعتم امنه بجرائمكم .الفرح في هذا اليوم من حق الأم التي قتلتم ابنها وجمعت لحم بدنه بعباءتها والزوجة التي اغتلتم زوجها وأيتمتم أطفالها والأبنة التي خطفتم والدها وغيبتم معيلها , ولا تشفع لكم أكاذيبكم المفضوحة وأعذاركم الملفقة بأنكم تقاومون الأحتلال . لقد كنتم ومازلتم تقاومون أرادة الشعب العراقي الذي ابتلى ببعثكم لأربعين سنة خلت و بتحالفكم مع التكفير الأجنبي لست سنوات مضت , و لو أنكم ماحملتم السلاح ياشيخ الضواري لكان العراق قد أحتفل بهذا اليوم قبل خمس من السنين ..
نعم لقد عطلتم خروج القوات الأجنبية من العراق لفترة خمسة سنين , وأوقفتم عجلة التقدم , وسببتم الفوضى ونشرتم الدمار وقتلتم النفس التي حرّم الله وأحرقتم الأسواق وهدمتم قرى وسويتم بالأرض بنايات بحجة مقاومة الأحتلال . نحن نعلم وكل شرفاء العالم أصبحوا الان يعلمون أي احتلال انتم تقصدون وأي قوى انتم تقاومون . ولأقل لكم , انتم تقصدون احتلال العراقيين البسطاء والمظلومين لمناصب القيادة في حكومتهم التي اغتصبتموها لسنوات وكانت حكرا على بعضكم ممن يحملون اسماء عشائر ومدن معينة , وأنتم تقاومون ارادة الحق التي أوقفت طغيانكم واحتلالكم للعراق وتبديدكم لثروته ومغامرتكم بمستقبله وقتلكم لأبناءه .
لو انكم يازعيم الضواري ماعطلتم مسيرة العراق لخمس سنين لكان ممكنا ان يحتفل العراقيون اليوم بانتاج أول روبوت عراقي أو صنع أول طائرة نفاثة عراقية أو أطلاق أول قمر صناعي عراقي الى الفضاء الخارجي ولكن هذا المفترض الممكن هو بعض ما سبب قلقكم وحرك حقدكم وجلب نقمتكم فكيف يكون مثل هذا بعد أن هربتم وقاد ابناء العراق الشرفاء وطنهم واستطاعوا فعل مالم تستطيعوا .لو أنكم ماقتلتم اساتذة الجامعات وأطباء المستشفيات وائمة الجوامع المنصفين والكفاءات والفنانين والصحفيين والكتّاب والسياسيين وابناء الشعب الشرفاء , ولو أنكم ما خربتم ومادمرتم وماهجّرتم وما أحرقتم ثروات البلد لكان ممكنا ان يقارن العراق اليوم بدول كاليابان بتطورها وكألمانيا بأبداعها وكأوربا بروعتها وكأمريكا بأمنها وتحضرها ولكان العراق قد أصبح قبلة للعالم ومركزا لنشر قيم العدل والتسامح و الحرية في المنطقة وهذا مالاتريدون وهذا ما أرعبكم وأقضّ مضاجعكم , فكيف يكون هذا بعد هروبكم وعزلكم عن القيادة وانتخاب الشعب لممثلين عنه من ابسط واطيب وأشرف ابناءه من مختلف فئاته .
هل تعلمون يا ضرار وياصحبه الأشرار ان الأمريكان لم يخططوا للبقاء في العراق كل هذه الفترة وانهم ما بقوا الّا لأنكم حملتم أسلحتكم وهاجمتم الأسواق وقتلتم الأبرياء , وهل تعلمون أن الأمريكان خرجوا من المدن بعد أن طلبت منهم الحكومة العراقية بأسم شعبها وتنفيذا لأتفاق بينها وبينهم ولوعد قطعوه منذ سنوات بأنهم لن يتركوا العراق حتى يبني قواته الأمنية ويقف على قدميه وتنكسر شوكة المجرمين وتطلب الحكومة العراقية منهم الخروج , و لقد تحقق كل هذا فقد بنى العراق قواته الأمنية ووقف شامخا وانكسر ارهابكم ونفذوا الوعد بالخروج بعد الطلب . كذبكم وكذب بعض عرابيكم في الداخل والخارج بأن لكم دورا في اجبار القوات الأمريكية على الأنسحاب يثير الضحك والأستهزاء ولايقنع سواكم ولايخدع سوى المراهقين من العرب الذين يلهثون خلفكم وينفذون اوامركم لأن تسليحكم و تأثيركم مقابل الالة العسكرية الأمريكية الهائلة لم يكن الّا كعفطة عنز ضائعة بين ثنايا جبل , وان ما مارستموه من قتل وتفجير ,وترهيب وتهجير لم يكن يؤثر سوى على المواطن العراقي البسيط المشغول بتحصيل رزقه أو قضاء حاجاته , لذلك فانكم كنتم ومازلتم تختارون الأسواق المكتظة بالباعة والمتسوقين , والأضرحة الممتلئة بالزوار من النساء والأطفال , والمرائب المزدحمة بالمسافرين والمستشفيات المشغولة بالمرضى , والأحياء الشعبية الفقيرة المتعبة لتنفيذ افعاكم وجرائمكم الجبانة .انسحب الأمريكان وزال عذركم وما تخدعون به انفسكم , وسقطت ورقة التوت التي كنتم تخبئون ورائها عوراتكم لعدة سنوات وتتخذونها عذرا كاذبا لممارسة افعالكم الرهيبة , فوراء ماذا بعد اليوم ستختبؤن وبماذا ستتحججون ؟. اليك ياضاري ولمن معك من الضواري أذكّر وأقول .. لقد ارتكبتم ابشع الجرائم التي من العار أن ترتكب بحق الأنسان ..وانكم فعلتم أسوأ فعل يفعل بشعب عبر التاريخ .. وان جرائمكم ليندى منها جبين الأنسانية خجلا ولقد حفرت في صفحة التاريخ الأنساني على انها أقسى وأفظع جرائم ابادة ارتكبت بحق شعب من شعوب العالم . ولقد تفوقتم على طاغية العصر في اجرامه, فلا تأخذنّكم العزة بالأثم واتركوا ماتفعلون وأعتذروا من شعب اضطهدتموه , عسى أن يقبل عذركم , وأعلموا ان الله بصير بما تعملون ويعلم مقاصدكم ويعرف مافي قلوبكم من خبث وان ماتقاتلون لأجله من حرث الدنيا ومباهجها لا يقارن بنار جهنم التي سوف تصلون , وأنكم لم ولن تخدعوا أحدا سوى أنفسكم .والسلام على من اهتدى وترك الأثم وتبع الهدى .
التوقيعمواطن عراقي قتلتم اثنين من اخوته
https://telegram.me/buratha