المقالات

طريقان وهدف واحد

915 20:03:00 2009-06-29

خضير حسين السعداوي

الثلاثون من حزيران العام 1920 عند العراقيين يوما غير عادي كما يوم الثلاثين من حزيران العام 2009في العام 1920 حمل العراقيون السلاح بوجه المحتل وعزموا على إخراجه بقوة السلاح وهكذا تغنت كل ذرة تراب من هذا الوطن المعطاء ببطولات ومواقف مشرفة لأبناء العراق الغيارى بسلاحهم البسيط وإيمانهم الكبير بمشروعية جهادهم ضد المحتل وكان ما كان من ملاحم البطولة والتي إلى الآن ترصع تاريخ العراق في الرارنجية وغيرها من الوقائع التي كانت مفخرة للأجيال وطريق معبد بالدم نحو الحرية والخلاص من سيطرة الاحتلال لقد كانت جميع العوامل الذاتية والموضوعية مهيأة للقيام بالثورة وحمل السلاح عندما صم المحتل أذنيه عن مطالب العراقيين في قيام دولة تحتضن كل العراقيين من الشمال إلى الجنوب وجلاء قواته عن العراق دون قيد أو شرط وهذا حق مشروع لكل أمم الأرض عندما تحتل أراضيها من العيب أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الغزاة وهم يسرقون ثروات البلدان ويستبيحون الدماء عندما تتوفر مقومات الثورة،

 ولكن ليس دائما يكون السلاح هو الحل وإنما طبيعة الظروف المحيطة بالبلد في الداخل والخارج هي التي تفرض اختيار الطريق الاصوب للتخلص من الاحتلال فكما اختار العراقيون الثورة وحمل السلاح ضد ألمتحل العام 1920 نلاحظ بالعكس من ذلك في الهند اختار غاندي طريق اللاعنف لتحرير الهند من الاستعمار البريطاني عندما وجد أن الظروف الذاتية والموضوعية لا تساعد في سلوك طريق الثورة وحمل السلاح ولكنه بالرغم من ذلك انتصر وهاهي الهند تفخر برموزها المحررين والذين كان سلاحهم العصيان المدني والتظاهر السلمي والمفاوضات السياسية والامتناع عن تعاطي المنتجات البريطانية فكان هذا السلاح أمضى سلاح عندما بقيت السلع والمنتجات البريطانية وخاصة الأقمشة مكدسة في الموانئ لايجرؤ احد من الهنود ابتياعها و رغم عدد سكان الهند الكبير وخاصة قبل انقسامها إلى الهند والباكستان إلا أنهم اثروا طريقا غير طريق السلاح ، في بلادنا سنحتفل في الثلاثين من حزيران من هذا العام كيوم وطني لانسحاب القوات الأجنبية من المدن والقصبات العراقية أولا وكدليل على صحة رؤانا السياسية في أن الظروف حكمت علينا أن نسلك الطريق السياسي والمتحضر لإخراج القوات الأجنبية من بلادنا ثانيا ،

وهذا اليوم حصدنا ما زرعنا وسوف يظهر جليا بعد الانسحاب من كان يرفع شعار المقاومة للخداع والتضليل وتنكشف أوراق من ابرمونا بكلامهم وتنظيراتهم المتشائمة وتشكيكهم بقدرات قوانا المسلحة وشرطتنا الوطنية في استلام الملف الأمني سوف نحتفل في هذه المناسبة احتفالا غير تقليدي لان هذا اليوم يعتبر نقلة نوعية في تاريخ الشعب العراقي فلقد تحقق ما كان حلما بعيد المنال أن تسقط الدكتاتورية وتدبر إلى غير رجعة وينهض في العراق نظام سياسي ديمقراطي يكون فيه صندوق الاقتراع هو الفيصل في اختيار من يقود هذا الشعب ، ونتخطى المصاعب والمصائب التي أرادها الأعداء أن توقف مسيرة هذا الشعب المقدام فسقطت الطائفية في حلبة الصراع تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام إرادة الجماهير التي أصرت على أن العراق بلد واحد لا تستطيع رياح الأعداء أن تهز سعفة واحدة من نخيله الشامخ أو تهد قمة من قمم ربى كردستان البطلة لقد خاب فالكم يا من كنتم تمنون أنفسكم بعودة الدكتاتورية من خلال السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة إنها سلاح المفلسين أن تقتلوا الأبرياء في الشوارع والأسواق تحت ذريعة إخراج المحتل ها هو المحتل يرزم أمتعته وسوف يرحل إذن ما هو تبريركم للعنف وتصعيد وتيرة التفجيرات وهذا متوقع طبعا إذا كان هدفكم إخراج المحتل لقد سقط قناع ما كنتم تخدعون به المغفلين وهذا يوم انتظرناه ليكون عرسا عراقيا ونصرا مؤزرا لشعب يرفض أن يعيش بالذل والهوان خضير حسين السعداوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك