المقالات

الصديق الحقيقي/ الاخيرة

1008 19:45:00 2009-06-29

مصطفى كامل الكاظمي

( من أشرف أعمال الكريم غفلته عما يعلم ) حديث شريف

في حلقات موضوع الصداقة استعرضنا اساسياتها الواقعية على ضوء المباني الدينية والاخلاقية والعرف الذي ساد البشر، كتبناها استرسالا دون ان نضع في البال فقاعة في فنجان هنا أو لدغة من هناك لتوسيع فجوة ما حدثت بين صديقين!ست حلقات كلها على سبيل العموم واطلاق المفهوم لا لشخص بذاته.! فلم نخترع فيها فلسفة عويصة ولا استخدمنا طلسمات انما كتبناها بلسان عربي مبين يطرح صفات الصديق الحقيقي والاخر الذي يدعي الصداقة. لذا سنختتمها بإخماد طخية الفقاعة الفارغة، فنذكر اولاً بذم القرآن الكريم للنمامين وللساعي في الخراب بين الناس. ولا اظن صراخ القرآن هنا يغيب عن المتدين! ولا يمكن التعامي عن ان الله هو المطلع على ما تضمر النفوس وما تخفي الصدور: "يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها".

اما سيد الحكماء أمير المؤمنين عليه السلام فيوضح: (من أشرف اعمال الكريم غفلته عما يعلم) أي عدم ابراز ما يعلمه عن الاخر!، فضلا عن مقته للتشنيع والتشهير به. على فرض حدوث هفوة ما من صديق لصديقه، فهل يصح وفق الاوامر والمباني اعلاه: الهتك وصب الزيت على نار الخلاف بين الصديقين؟! ومقت النميمة! فكيف بها ان كانت تهمة ملفقة مع سعي للخراب؟

اخلاقياً، فالاولى أن ينهض للصلح أو ينأى بعيداً ويهرب ويفر ويجتنب ولا يسمح بأي تثوير للشحناء.! فعملية النفخ في النار سيتزيدها اضراما،! وهي عملية لا يمارسها الانسان السوي ليوقع اكثر فاكثر بين الصديقين.!وكذلك الاولى شرعا ان يجتهد لتهدئة النائرة ويسعى لتقارب المتخاصمين، لان الصديق بمثابة الاخ ينهض حينما يجد الحاجة لمؤازرة الصديق وخاصة في المحنة، وخير ما قالِِِِ الشاعر:فليسَ الصديقُ صديقَ الرخاء ولكنْ إذا قعدَ الدهرُ قاماومن هنا فان "خبط الماء" في نهر الصداقة فعل مذموم ومفضوح سيعود سلبا على فاعله عاجلا او اجلا،! لانه سبيل العاجز وانه مكر خبيث سرعان ما سينقلب "السحر على الساحر" في ظل القاعدة القرآنية: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".

كيف نختار الصديق الحقيقي؟في مواضع شخصها الحكماء وعلماء الاخلاق وهي تسهل عملية انتقاء الصديق الحقيقي منها اختباره في السفر الطويل ذي المشقة فخلاله تنكشف السريرة وتظهر خبايا المرء، ومنها اختباره بالمال واستعلام أمانته وهي طامة كبرى في هذا الزمن الاغبر.! ومنها صدق حديثه ودماثة اخلاقه.! ومنها وقفته عند الشدة والحاجة،! ومنها سلوكه عند حدوث مشكلة ما، وهكذا في متفاوتات رتباً كحفظه لكرامة صاحبه وعدم التغرير به في صغيرة وكبيرة ورعاية الذمة فيه وفي سره وغيرها كثير.

ونشدد هنا على ان الهفوة الغير متعمدة لا تدخل في مدار الحديث بل ينبغي ان يحل إلتماس العذر للصاحب باعتباره أخ بدرجة تقتضي ان لا يغفل عن هتك حرمة الصداقة وان لا يسترخصها خاصة عند اؤلئك "المقتنصين". ولله در كثير الخزاعي الذي يعبر بأدق المعاني عن الصديق الحقيقي بقوله:

ليس خليلي بالملول ولا الذي إذا غبت عنه باعني بخليلولكن خليلي من يديم وصاله ويكتم سري عند كل دخيل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2009-07-03
2على عكس كانت لي صديقة حميمة آخرى والله كانت تبكي طول السنين لفراقي وانا سألتها وقلت خذي اغراضى وذهبي وما شابه كانت تصرخ وتبكي لاتقولي هذا الشى؟؟هذه اعتبرها من ازكى وارقى انواع الصداقة كانت ايام الحرب اي في الثمانينات تتصل بي وتسال عني وطول الوقت كانت تبكي وفجأتا انقطعت اخبارها لااعرف السبب اتمنى من الله ان تكون بخير ففي 2003رجعت الى العراق اي بعد السقوط ولم احصل على اية معلومات عنها وعن عائلتها اعتقد ان صديقتنا التى كانت تريد مني المال والبيوت لها يدا في اختفائهم ..لي اصدقاء في
زهراء محمد
2009-07-03
الصداقة من اسمى العلاقات الانسانيةتلك الصداقة التي تخلو من (شوائب ) واقصد بذالك ان لاتبنى للمصلحة الذاتية فقط؟انا خلال فترة حياتي في العراق قبل تهجري قسرا من العراق خلال ايام دراستي كانت لي صديقه المفروض صديقة ؟؟لانني فتحت بيتنا لها مع كل الاسف تبين ان هذه كانت من البعثية المتخفين ولم اعرف عنها اي شى عندما كانت تسألني عن عناوين اخوتي كانوا يدرسوا في الخارج عندها احسست ان هذا الطلب غريب؟وكذالك قبل تسفيرنا سألتني لماذا لاتعطينيمجوهراتكم واموالكم وحتى بيتكم لان اختها ليس لها بيت؟؟؟!صدمتني بطلبها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك