المقالات

أوراق مسؤول سابق في جامعة بغداد/موعد مع رئيس جمهورية العراق /9

1349 19:08:00 2009-06-30

أ. د. حاتم جبار الربيعي*

في حياة الإنسان تمر الكثير من المواقف ولايمكث في الذاكرة الإ القليل لإعتبارات كثيرة، ومنها موضوع ورقتي لهذه الحلقة.

ففي الساعة الثامنة من صباح أحد الأيام من شهر حزيران عام 2005 أخبرني الأستاذ الدكتور موسى الموسوي رئيس جامعة بغداد بأن السيد رئيس جمهورية العراق الدكتور جلال الطالباني يريد مقابلة رئيس الجامعة ومساعديه العلمي (كاتب المقال) و الإداري في مكتب ديوان رئاسة الجمهورية في الساعة العاشرة صباحا، لمناقشة بعض الأمور التي تخص الجامعة وإمكانية تطويرها ودعمها في كافة المجالات. وبالرغم من حرصي على مقابلة هذه الشخصية العراقية الوطنية، وكان يتوقع ردة فعل تعبر عن بهجتي، ولكن جوابي جاء على عكس كل توقعاته !

ذلك لأنني أجبته بالإعتذار !

تعجب الموسوي , وحين إستفسر عن السبب قلت له : لدي إجتماع مهم في نفس موعد الزيارة مع السادة معاوني عمداء كليات جامعة بغداد وبحضور رئيس قسم الدراسات العليا (الدكتور محمد السراج) بخصوص شرح وتوضيح آلية التقديم وأسس قبول الطلبة للدراسات العليا للعام 2005/2006، وقد وصل قسم منهم مبكرا إلى مبنى رئاسة الجامعة لحضور ذلك الإجتماع , وليس من اللائق الغاء الإجتماع في هذا الوقت المتأخر .

فتقبل السيد رئيس الجامعة عذري وذهب برفقة الأستاذ الدكتور نهاد الراوي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الإدراية. وأبلغا السيد رئيس الجمهورية شكري على الدعوة وإعتذاري عن الحضور بسبب إنشغالي بإلتزامات علمية تخص الدراسات العليا وتقبل الرجل ذلك الإعتذار برحابة صدر.

والحقيقة بقى هذا الموضوع في الذاكرة ويمكن الإستدلال منه الأمور التالية:

1- ثقتنا العالية بأن السيد رئيس الجمهورية سيتفهم موضوع الأعتذار عن الحضور لأنه مسؤول دولة يحب العلم والعلماء ويقدر معنى الإخلاص بالعمل ولاتهمه فحوى اللقاءات بقدر أهمية مردودها الإيجابي لخدمة العراق.

2- إبتعادنا عن مظاهر الخوف والطمع التي يشعر بها المسؤولون لتلبية مثل هذه الدعوات لثقتنا بأن السيد رئيس جمهورية العراق هو أعلى موظف في الدولة العراقية وليس رئيسا للأبد .

3-تفهم السيد رئيس الجمهورية لأسباب إعتذارنا وتيقنه بأن إجتماعنا مع السادة معاوني العمداء له الأهمية الكبيرة في تعزيز ووضع أسس قبول طلبة الدراسات العليا، فهو يعرف أهمية الدراسات العليا ودورها في بناء العراق وأن التهيئة المبكرة لها أمر مطلوب.

4- حسن الظن الذي يتمتع به السيد رئس الجمهورية بالآخرين وقد حذرالله سبحانه وتعالى من سوء الظن عند الناس اذ أنها سببت مشاكل كثيرة في حياتنا وأن بعض الظن أثم كما قال الله سبحانه وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ،(الحجرات 12).

5- إستغرابي بأن موضوع زيارة لرئيس الجمهورية يبلغ بها بشكل علني ومع تحديد الوقت باليوم والساعة ؟؟؟ لأن مثل هذه اللقاءات "وكما أعتدنا" لايفصح عنها ابدا، ويخبر الشخص فقط بأن لديه موعد !!!! ليؤخذ الى ذلك المكان دون علمه بأنه سيقابل رئيس الجمهورية لذا فأنه يجهل تماما الموعد والطريق وأسم ذلك المكان، خصوصا تحت الظروف الأمنية الصعبة والخطرة التي كان يعيشها العراق في عام 2005.

6-إطمئنان السيد رئيس جامعة بغداد بأن إبلاغ ذلك الإعتذار سوف لن يسبب له اي مشاكل أدارية مع السيد رئيس الجمهورية وقبوله الإعتذار بسهولة.

7 – مدى الحرية التي منحت لنا من قبل السيد رئيس الجامعة وثقته العالية بمن يعمل معه.

8- مقدارالحرص الشديد الذي يتمتع به السادة معاوني عمداء الكليات للشؤون العلمية والدراسات العليا، اذ حضروا مبكرا الى رئاسة الجامعة في الجادرية قبل بدء الإجتماع بأكثر من ساعتين خوفا من إنسداد الطرق لأسباب أمنية التي قد تحرمهم من حضور ذلك الإجتماع كما كانت تحدث في كثير من الأحيان في تللك الفترة.

9- قيمة احترام المواعيد المعقودة حتى مع المسؤولين الأقل سلما وظيفيا.

ولذا فنحمد الله تعالى بأنه اطال في عمرنا لنعيش تحت الأجواء الديمقراطية الجديدة التي تجعل أكبر رجل في الدولة ينظر إلى مايفيد البلد وليس إلى ما يخصه ويرفع من شأنه اعلاميا. وأن تدريسيي ومسؤولي الجامعة يحددون لقاءاتهم وإجتماعاتهم حسب المصلحة العامة وليس حسب عنوان ومنصب مسؤول الدولة، ويلتزمون بمواعيدهم المعقودة من أجل تحديد مواصفات الطلبة الذين سيدرسون في الدراسات العليا، ليساهموا لاحقا ببناء ونهضة العراق ليمارس دوره الريادي بعد أن أجبرته الحروب التي مر بها والحصار الأقتصادي والأحتلال من الغياب عنه لفترة طويلة.

فقد كنا نسمع بأن هذه العلاقة الديمقراطية قد تحدث بين موظفي الدولة ورئيس الجمهورية في الدول الغربية أو المتطورة حضاريا وعلميا ولكننا لم نكن نتوقع حدوثها في دول العالم الثالث وفي العراق خاصة.

فتحية لكل القادة المخلصين الذين يجعلون من مناصبهم عنوانا للخير والعمل الصالح واحتراما لرأي ومصلحة الآخرين، بدلا من استغلالها من أجل الإضطهاد والتكبر والجبروت اقتداء بما قاله الله سبحانه وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ،(النساء 173).

*مساعد رئييس جامعة بغداد للشؤون العلمية(منتخب) 2003-2006

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي والصراحه العمليه
2009-06-30
وثم الى المحاكم المختصه دون تماهل او تأجيل لا لتقتص لنفسها بل دفاعاعن كل شرف داسه المتغطرسون في زمن الجرذ الادنس ويا ليتها كانت الرجس الوحيد بل مسلسل اسود بغيض لا يتغاضى عنه أبدا وهنا في السويد استجلب من بلد اخر شابا كان قد اغتصب فتاتاقبل سبعة سنين لينال جزاءه العادل وأنما الأمم الأخلاق أن ذهبت أخلاقهم ذهبوا فياشعبناالأشم بالأخلاق نسموونستأصل كل المفاسد التي زرعهاأدنس الخلق فوصلنا الى كوارث يشيب لهاالوليد وماتازة ألا أحد فصولهاوكذااللطام والمثلج والمشعان وأيهم وباقي الخسأأمثالهم؟
ابو علي والصراحه العمليه
2009-06-30
باسمه تعالى نفتخربالقفزة النوعية الرائعه المذكوره والتي ذكرها الامام السجاد ع في صحيفته السجادية العطره حين يقول ولاترفعني في الناس درجة ألا حططتني عند نفسي بقدرها ولاتحدث لي عزا ظاهرا الا أحدثت لي ذلة باطنة بقدرها والشئ بالشئ يذكر وما قرأت من الدكتوره النسائية رجاء في الانترنيت حين استدعتها زوجة صدام لترقع بكارة من دنسها فصي وكيف عذبت لمجرد ان سألتها الدكتورة المرزوءة عن اسمها فيا للخزي والعارلكل ذلك الدنس الشنار ونلح بدورنا وكل ذو ضمير منار ان ترفع الدكتورة المعذبة الى المحاكم ثم
ابو زهراء \ طالب دكتوراه
2009-06-30
العمل الجيد لابد ان يشكر ويثنى عليه ولابد ان ينال التشجيع ..الاخلاص لله تعالى وغيره من الامور المتعلقة هي مسالة مرتبطة بالله تعالى وبعبده وهو من يكافئ عليها وهي مخفية بالنسبة لنا .اما نحن فعلينا ان نشكر العمل الذي نراه ظاهرا امامنا ونثمنه اقول وباختصار ومن خلال ما حصلت عليه من العلم بعد متابعة "معاملة " تخصني ان الملحقية الثقافية في بكين تعمل بجد وبدقة وبتواضع وحرص تجعلنا نفتخر امام الاخرين وامام المسؤولين الصينين بان لدينا مثل تلك الملحقية.. علما ان تلك الملحقية تدار من قبل الاستاذ الدكتور حاتم الربيعي وفقه الله ..وبنفس الوقت السفارة العراقية في بكين بشكل عام وبالاخص استاذ محمد وايضا سعادة السفير لتفضله بالموافقة على تسهيل متابعة معاملتي اود ان اقدم لهم شكري وتحياتي على هذا العمل الدقيق السريع والملفت في انجاز المعاملات الطلبة العراقيين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك