د. سيف الدين احمد
ما ان انتهت الانتخابات العراقية الاولى حتى خرج الجميع ليمتدح تلك الانتخابات متجاهلا المئات من الاعتراضات الحمراء التي كان من الممكن ان تطيح بالانتخابات ( انتخابات مجالس المحافظات ) لو انه اخذت بنظر الاعتبار ولو انها لم تدخل حالها حال كل شيء في العراق صفة التسيس وراح يؤكد الاخوة العرب بانها ديمقراطية جدا حد النخاع وهو جميل ان نسمع ولاول مرة هذا الاطراء من الاخوة العرب بعيدا عن الفاظ الاحتلال والتبعية التي تعودنا سماعها ومرت الانتخابات العراقية التي وضعت امريكا فيها يدها بيد العرب لتنتجها ثم اعقبت هذه الانتخابات العراقية الانتخابات اللبنانية والتي افتخر بها العرب ايما افتخار حتى عدوها السفر الديمقراطي الخالد وهنا يطرح الاستفهام لماذا هذه القناعة المطلقة بالانتخابات اللبنانية والتي لم تتعترض اي دولة عربية عليها في الوقت الذي صرحت المملكة العربية السعودية على انها انفقت ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار فاين انفقت المملكة هذه الاموال ولماذا وهل من الممكن ان توصف الانتخابات بالنزاهة مع كل هذا الانفاق الخارجي ، فالسعودية التي تتهم دائما حزب الله بالعمالة لايران وبانها ياخذ امواله منها كما تتهم سوريا بالتدخل في الشأن اللبناني تنسى نفسها لتنفق هذا المبلغ الضخم جدا كمال تسخر اعلامها المسموع والمرأي والمكتوب لتدعم من ؟بالطبع السعودية تدعم تيار المستقبل هذا التيار الوليد في احضان الملك السعودي والمتعلم تعليما متوسطا على يد السادة الامريكان والمنصاع بارادته نحو الغرب ، على كل حال انتصرت السعودية في ان تحتوي جزءا من العراق بجانبها نحو امريكا ( المحتله على رأي القوميين العرب ) ثم بعدها اتجهت امريكا لدخول غمار الانتخابات الايرانية لتضع يدها على الاحداث في ايران فان كانت السعودية انفقت من اجل التدخل في الشأن الداخلي اللبناني ثلاثة مليار دولار ولا تكاد المساحة اللبنانية ان تكون واحد بالمئة من المساحة الايرانية فكم انفقت السعودية يد امريكا في المنطقة على الانتخابات الايرانية لتتهمها بالتزوير وكم انفقت لتشوه الطريقة الانتخابية وانا هنا لا اريد ان ادعي ان الانتخابات الايرانية نزيهة ثم اني لا اريد ان اتهمها بالتزوير ولكن هذه التغطية الاعلامية ومحاولات التشويه والوضوح التعبوي للاعلامي السعودي والامريكي والبريطاني يوحي ان انف الدول الغربية لا محالة مشترك في احداث هذه الضجة الكبيرة وامداد الشارع الايراني بالهياج والمشاكسة بالاضافة الى عظم الاموال المدفوع لمنظمة خلق الايرانية يوحي ان في الامر مؤامرة كبيرة وان هذه المؤامرة التي تستهدف ايران فيها وهي الدولة القوية والتي يعتبرها الكثيرون قطبا عندما تترنح امام الحملة الغربية ولو اعلاميا هذا يعني ان على العراقيين ان يحسبوا الف حساب للقادم فقد ابتدأت لعبة تزوير الانتخابات او لعبة الاعلام في تغيير الوقائع وجعل ما هو مزور نزيه وما هو نزيه مزور سيمتد الى الانتخابات العراقية من دون ادنى شك فلعبة التشكك بدأت منذ الانتخابات العراقية الاولى فقد حاول الاعلام العربي الامركي ان يشكك في الانتخابات البرلمانية العراقية الاولى ليوصمها بالفساد والتزوير ثم انتقل للانتخابات الثانية ليصفها بنفس الوصف بل وبصوت عالي دون حياء لكنه وصف الثالثة بالنزاهة لانه استطاع اختراق الانتخابات العراقية حتى سيطراللوبي التابع للاجندة الامريكو عربي المتمثل بالارتباط بالمملكة السعودية وبالمشروع الامريكي في المنطقة ثم انتقل الى لبنان ليجعل من الطائفية عنصر النزاع في لبنان ولينتقل المشروع المقاوم في نظر اللبنانيين الى مشروع صراع الزعامة ثم للتحول العملية الديمقراطية في لبنان عملية تجارية بحته تشترى وتباع فيها الاصوات كما تشترى وتباع البضائع الرخيصة وتزور الانتخابات وتوصف بالنزيهة لان الغرب والمملكة تريد هكذا لان في يدها تدار الماكنة الاعلامية العربية انتقالا الى الحرب الاصعب الاسهل وهي الانتخابات العراقية التي يأمل الامريكان والمملكة السعودية ان تكون البوابة لانتصار الاجندة الامريكية في الخليج ويبدو الانتخابات العراقية القادمة ستكون النهاية الحاسمة اما لانتصار او فشل الاجندة الامريكية العربية المبنية على اساس حرمان المكون العراقي الاكبر في العراق من الحكم .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha