د. احمد مبارك
لقد وردتني الكثير من الردود على الحلقة الاولى من قصتي في مطار بغداد ورحلتي الداخلية فيه وكانت بعض الردود في الحقيقة تحاول تزويق المطار كما تحاول النيل من المقال واقبل ان اكمل قصتي في المطار احتاج للوقوف قليلا ليس للرد على تلك الردود لان ما كتبته ليس مقالا وانما قصة واقعية بل اريد التوضيح ان الحلقة الاولى وهذه الحلقة لم ارد فيها تشويه ادارة المطار او النيل من مسؤول ما بل اردت من خلال تلك القصة ان انبه المسؤولين الى ما يحدث في مطار بغداد الدولي لينظروا اليه نظرة واقعية باعتباره وجه العراق لان المسافر يدخل من خلال هذه البوابة المهمة ويعطي تقيمه من خلال المطار والطائرة التي تقله فالقليل في عالم اليوم من يستوقفه الاثر العراقي او اي اثر عالم لان العالم متسارع جدا ومن الممكن ان يطلق المسافر والزائر احكاما سلبية او ايجابية من خلال مايراه في المطار او الطائرة او الطريق الواصل بين الفندق والمطار بالنسبة لزائر العراق وضيفه .
بعد هذا التعليق اعود الى قصتي حيث اقلني الخرطوم الى متن الطائرة وفي الخرطوم خامرني شعور بالفرح جراء امرين الامر الاول هو انتقالي للطائرة مما يعني انني لن ابيت ليلتي في المطار متسولا بقعة معينة من ارض المطار مما يعني اني ساصل الى موعدي المزمع في اربيل دون تاخير وهي نعمة لا تتاح للكثيرين والامر الاخر هو انتقالي للطائرة عن طريق الخرطوم مما يعني ان مطار بغداد يتمتع بتقنايات حديثة وهو بحق اكبر مطار في الشرق الاوسط بعد مطار الملك عبدالله في السعودية ، وما ان انتقلت الى الطائرة حتى عادت حالة الضجر الى نفسي وهرب الفرح من روحي لان الطائرة كانت عبارة عن خردة ثم اني لم اجد من يستقبلني كما ان النظام مفقود في الطائرة فلكل مسافر ان يجلس كيف ما تفق من دون ان ينتبه الى (رقم التكت ) وقبل انطلاق الطائرة لم يتحدث المضيف عن طرق النجاة او طرق معالجة الاختناقات وهي من الضروريات الروتينة المعروفة في كل الطائرات وفي الحقيقة لم اعرف هل ان الطائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية ام مستاجرة فان كانت تابعة للخطوط العراقية
فعلى وزارة النقل ان تستبدل هذه الطائرات التي تعد اليوم خردة والتي من المجازفة ان تطير في الاجواء وان كانت مستأجرة فامر لا يخلو من فساد في عقد الاستئجار ، طارة الطائرة في شكل غير اعتيادي وكما يقال لاسباب امنية ثم انتقلت المضيفة لتقدم وجبة العشاء ولو لم تقدم تلك الوجبة لكان افضل لان وجبة العشاء التي عانت المضيفة كثيرا في نقلها من مؤخرة الطائرة حتى مقدمها كانت عبارة عن قطعة كيك من نوع (شيرين عسل ) ثمنها في الاسواق المحلية العراقية 250 دينار وعلبة من عصير ( دانيا) بنفس السعر اي ان سعر الوجبة يساوي خمسمئة دينار عراقي فيما تتفاخر الخطوط الجوية الدولية في تقديمها الخدمات للمسافرين على متنها حتى صارت الخدمة المقدمة للمسافر سببا لاختيار هذه الخطوط على تلك الخطوط وراحت بعض الخطوط تتفنن في تقديم الخدمة من منطلق تجاري ولا اعرف هل ان الخطوط العراقية والاسطول العراقي مدرج على قوائم المنافسة سواءا الخدمية او الربحية ام انه لايزال يعاني التخلف ثم لماذا لا تحاول وزارة النقل ان تشتري اسطولها الخاص بها مع علمي ان التذاكر التي تباع في للمسافر العراقي غالية جدا بالمقارنة مع المطارات الاخرى الاقليمية والدولية سواء المجاورة للعراق او البعيدة عنها ويبدو ان خدمة مطار بغداد لا تختلف كثيرا عن خدمات مطار الصومال او جيبوتي وقد تكون خدمات الاخيرة افضل حالا مما هو في العراق .
https://telegram.me/buratha