مؤمن آل جشعم
عندما نتصفح التاريخ ونستقرأ اوراقه نجد ان لكل امة رجالات تعتز بهم وتمجدهم لانهم صنعوا تاريخها ووضعوا لها خطا او منسكا تسلكه الاجيال دون ان يخطئوا في مجالات عدة سياسية وثقافية واجتماعية. اليوم نحن نستذكر رجل امتنا الحاضرة ذلك السيف الذي قطع دابر الشر والظلم بنضال وعقيدة راسخة رسوخ الجبال، وواضحة وضوح الشمس ، ومنيرة كالقمر في الليلة الظلماء ، انه سيد شهداء العصر الحالي آية الله العظمى سماحة السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) ذلك الرجل الذي عرفه العدو قبل الصديق لفكره، ورجاحة عقله ، وسدادة قراره ، ورؤيته الثاقبة للامور وتطلعاته المستقبلية التي اسست للعراق الجديد ولنظامه السياسي والاقتصادي التي طرحها سماحته في خطبه الاربعة عشر التي القاها في الحضرة العلوية المقدسة قبل ان تغتاله في نفس الممكان الايدي الارهابية الغادرة عقب صلاة الجمعة في النجف الاشرف.
ان الرؤيا السياسية التي وضعها سماحته كانت النواة التي بنيت عليها دولتنا الحديثة والمتتبع لكلامه (قدس سره) يرى ان ما تنبأ به ونّظر له تحقق تدريجيا وتبين ايضا ان العراق لن تقوم له قائمة الا بحكومة وحدة وطنية ولكن وفق اساسيات المقدرة على تحمل المسؤولية وملا المنصب بما يعنيه من كلمة، والحفاظ على الامانة التي ينادي بها الدين الاسلامي التي كانت من ضمن الاساسيات التي شدد عليها سماحته (قدس سره الشريف). اننا اليوم اذ نستذكر شهيدنا الهمام نستذكر معه كل وقفة حق وقفها امام الظلم والاستكبار والدكتاتورية الصدامية والبعثية والتي استمرت اكثر من ربع قرن من الجهاد والسعي في سبيل اعلاء كلمة الله وارساء قواعد سليمة لدولة حق وعدل وحرية فكرية وعقيدية يكون فيها لكل طيف من اطياف الشعب حق وواجب يقوم على اساس المواطنة الحرة والشريفة بعيدا عن تخندقات الطائفية التي مقتها سماحته وشددا على محاربتها كما نادى سماحة شهيد المحراب (قدس سره) الى نبذ العنف واستخدام سبل المقاومة السلمية التي ايدتها المرجعية الشريفة في النجف الاشرف والتي تبنى على الحوار والنقاش واسترداد السيادة من ايدي القوات المتحالفة وقد تحقق ذلك تدريجيا ونحن اليوم ننتظر الايام القليلة المقبلة لنسترد سيطرتنا الامنية بعد ان كنا خلال السنوات المنصرمة شركاء مع قوات التحالف لكننا في نهاية هذا الشهر سنكون نحن اصحاب السيادة الامنية وفقا لاتفاقية انسحاب القوات الامريكية التي وقعت سابقا ان التاريخ الذي كتبته دماء سماحته التي تناثرت في السماء سيخلد مرحلة تاريخية للعراق وستتذكر الاجيال شهيد المحراب كما تذكر اسلافه من شهداء آل البيت الذين وقفوا امام الظلم والتكبر فهو حلقة في سلسلة دول الحق التي بدا عقدها وتكوينها سيدنا ومولانا الامام الحسين بن علي (عليه السلام) ولن تنتهي هذه السلسة الا بظهور صاحب العصر والزمان مؤسس دولة العدل الالهي الامام الحي محمد المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وستستمر مسيرة الشهداء وستستمر دماء الحق تتدفق لتروي طريق الحرية والعدل.فطوبى للشهداء.وسلام عليهم يوم ولدوا ويوم يبعثون مخضبين بدمائهم.
https://telegram.me/buratha