المقالات

اتفاقية أمريكية عراقية لحماية الدايني ومطاردة الخالصي

1309 21:54:00 2009-03-25

( بقلم : حسين المياحي )

يقال في اللغة العربية (قف شعر رأسي) وذلك عندما يداخل الإنسان أمر مهول يبلغ به إلى أعماقه، ولعل قول العامة (وقف شعر رأسي) يعود إلى هذا الأصل العربي.  وما يعنينا هنا لا هذا ولا ذاك، إنما هو ما نراه من أمور مهولة منذ نيسان عام 2003 وحتى اليوم، وكلما أُغلق باب من أبواب الاحتلال وحاولنا أن نطليه بطلاء قاتم لإخفاء سوأته انفتح علينا باب آخر.  وتواترت الأحداث تترى ... وتعرض الأبرياء لما تعرضوا له، وسجن من سجن، وقتل من قتل، وأهين من أهين، ورحنا نستنكر على خجل أحياناً، ونحمّل الأبرياء مسؤولية ما يحصل أحياناً أخرى، كل ذلك لإنجاح العملية السياسية التي تعتبر الملاذ الأخير لنا جميعاً.

في كل يوم من أيام الاحتلال الأسود يحصل ما يقف منه الشعر، حتى بلغ بنا الحال أن هجر الشعر رؤوسنا، ولم يعد لدينا شعرة واحدة لكي تقفَّ أو تقِف.  يوماً يداهم مقر للمجلس الأعلى في مكان ما ... ويوماً تهاجم بلاك ووتر مجموعة من الأبرياء ...ويوماً يعتقل السيد عمار الحكيم نجل رئيس المجلس الأعلى والرجل الثاني في هذا التنظيم، وهو أبرز التنظيمات المؤسسة للعملية السياسية! ... ويوماً يعتقل السيد فلان وآخر الشيخ فلان من هذا التنظيم أو ذاك التيار ... وهكذا، حتى حصل ما حصل من مخاض عسير في الاتفاقية الأمنية مع الأمريكان، وكانت أشبه بأكل الميتة دفعاً للضرر.

واستبشرنا خيراً لنصوصها، خصوصاً ما يتعلق منها بالسيادة، واستقلالية القوات الأمنية العراقية في إلقاء القبض على من تريد وفق الأطر والآليات القانونية، وأن الأمريكان لا يحق لهم اعتقال أي شخص إلا بالتنسيق مع القوات العراقية وبطلب منها. ووسط غضب الأصدقاء وشماتة الأعداء تم توقيع الاتفاقية والمصادقة عليها. ولكن ... هل يحق لنا اليوم أن نراجع حساباتنا لنقف موقفاً يتناسب مع عقيدتنا ومبادئنا وما تمليه علينا التزاماتنا الوطنية؟ وهل ينبغي علينا أن ننتبه إلى ما يدور حولنا من خروقات متتالية لهذه الاتفاقية ؟  لاحظوا السيناريو الذي وضعته قوات الاحتلال لتهريب الدايني إلى جهة مجهولة (كما هربت أيهم السامرائي من قبل) وليس من أحد يجهل أن الدايني مُلىء إجراماً من قرنه إلى قدمه، بل إن كلمة (مجرم) لم تعد كافية لتوصيفه.  لقد تحول الدايني إلى (سوبرمان) كما كان أيهم السامرائي (سندباد) وعبد الناصر الجنابي (علي بابا) وفلان وفلان إلى (رامبو) وهكذا.

وأخيراً ، وبعد أن استغاث أهالي ديالى وطالت استغاثتهم من ذيول الدايني والجنابي وأمثالهم، جاءهم الغوث على عجل، ودخلت القوات الأمريكية مقر المجلس الأعلى لتعتقل المجاهد أبا أحمد الخالصي وتقتل من تقتل وتعود أدراجها دون أدنى رعاية للأطر القانونية التي نصت عليها القوانين العراقية أو بنود الاتفاقية المذكورة. والأسئلة الملحة اليوم: ما هو موقف الحكومة العراقية المعنية أولاً بتطبيق الاتفاقية؟ بل ما قيمة الحكومة أمام هذه المهزلة ؟ أين القنوات السياسية والإعلامية من هذا الحدث؟ ولماذا هذا الصمت الحكومي الرسمي المطبق؟ وهل أن الحكومة تتعامل مع القضية في إطارها الحزبي فتغض الطرف عما يحدث لإضعاف طرف آخر منافس؟ ثم هل يكتفي الأمريكان بما حصل ويحصل؟

مهما شرقنا أو غربنا فإننا لا نستطيع أن نفسر صمت الحكومة عما يجري، إلا أن تكون راضية أو ممالئة. سيما أنها اليوم تنبطح إلى أبعد الحدود لإعادة (خنازير) البعثيين إلى (الحظيرة) .  خلاصة الكلام أننا لم نحصل من الاتفاقية لحد الآن إلا على حماية الإرهابيين والبعثيين (الدايني وأمثاله) ومطاردة شرفاء العراقيين ممن قضوا أعمارهم في مواجهة النظام. فهل نعيد النظر في خياراتنا أو أنه الخيار الأخير فلا خيار؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو ستير
2009-03-26
(( مـــا إلها غير ضربة الخشم علشان تهمل العين يا عمي و داعت كل شريف )) يا عمي ... يكفي خنوع و سماح حاولوا أن تجربوا لغة السلاح عندهم الآن رئيس جديد تثقل عليه الخسارة المادية فما بالكم البشرية . يا أبطال بدر أ خطفوا أرواح 100 جندي أمريكي أو أكثر خلال شهر و بعدها سوف ترون كم حللتم من مشاكل و كم صارت لكم و للمؤمنين المستضعفين من كرامة و أخذتم ثأر هتك حجاب بنت المجاهد الخالصي و كرامة و حرمة بيوت الناس و أرواحهم . قــانون ( كلما ارتحاح الأمريكان في العراق كلما زادت مأساة العراقيين)
ام علي
2009-03-26
اصبح البعثي اليوم هو المظلوم!! وعلى الشعب العراقي الغير مظلوم والغوغائي! الاعتذار منه على ماسبب له من مقابر جماعية ،دفن فيها البعثيون الابريااااااء بلا رحمة! وعلى الشعب العراقي المجرم بحق حزب البعث العربي!، أن يقبلوا بالمصالحة بعد ان يعتذروا عن جرائمهم الكثيرة ،كقصف البعثيون بالكيمياوي ، وتجفيف اهوار هم وقتل ابريائهم وتهجيرهم الى الهند الشعبية!!!! خطيه والله هل بعثية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك