المقالات

ثورة ضد وزارة الثقافة

1023 23:50:00 2009-03-25

فراس الغضبان الحمداني

استبشرنا خيرا بسقوط النظام ، لان الأمر لايتعلق بغياب أشخاص وظهور آخرين بدلا عنهم ، وإنما الأمل كان معقودا باستبدال ثقافة دكتاتورية بأخرى ديمقراطية ، وإدارة فاسدة بيروقراطية بأخرى تقودها النخب المثقفة ومديات عملها رعاية المبدعين والمفكرين ، وليس المزورين والمنافقين من مستبدلي الأقنعة حسب الظروف .

نقول ذلك استنادا على وقائع مريرة تمخضت عن مسيرة وزارة الثقافة منذ سقوط النظام حتى اليوم ، فأول الإمراض المزمنة التي أصيبت بها وهي توزيع المناصب والمواقع من الوزير والوكلاء والمدراء ورؤساء الأقسام وربما حتى عمال الخدمة والحراس ، استنادا إلى المحاصصة المقيتة النقيض للكفاءة والنزاهة .

إما المرض الخطير الثاني هو وقوع المفاصل الإدارية لهذه الوزارة تحت مخالب الفساد ، فتحت ذريعة عودة موظفي وزارة الإعلام المنحلة إلى وظائفهم حدثت كارثة دمرت الوزارة وامتد دمارها ليشمل كل وزارات الدولة العراقية ، لان العناصر التي عادت بأوراق ومستمسكات مزورة و ملفقة ، وأن المئات منهم إذا لم نقل الآلاف لم يكونوا في الأصل موظفين في هذه الوزارة ، وحتى الذي قام بتزوير درجته الوظيفية وسنوات خدمته .

وأصبح يتولى المسؤولية ويتمتع بالامتيازات ولكن بطرق ملتوية وغير نزيهة ، لان جهل الإدارات العليا في هذه الوزارة وتواطئها سهل هذه العمليات الغير قانونية ، واستطاع عدد من المقامرين إن يحسن أوضاعه الوظيفية بالحصول على كتب رسمية من هذه الوزارة تمنحه سنوات خدمة طويلة بدون أساس قانوني .

كلنا يعلم بان بعض الصحف لم تكن مرتبطة بوزارة الإعلام أصلا وهي غير مشمولة بالضمان الاجتماعي ، أمثال الصحف الأسبوعية ، والعديد من الواجهات الإعلامية . لكن الوزارة وبغياب دور المفتش العام ( فزاعة الخضرة ) وبجهل القيادات الإدارية منحت هؤلاء كتب تأييد إلى وزارات مختلفة ، والبعض منهم حصل على سنوات خدمة فيها تثير الشكوك لأنها لاتتطابق مع عمر الموظف وآخرين أقرت لهم الاعتراف بشهادة الدكتوراه وهي غير معترف بها من وزارة التعليم العالي في زمن صدام حسين ، فكيف اعترفت بها وزارة تسمي نفسها وزارة الثقافة .

هذا هو الوجه الأول لفساد هذه الوزارة التي تمنح رواتب لآلاف الموظفين ، ثلاثة أرباعهم موظفين يتقاضون رواتب مزدوجة من دوائر أخرى ، واغلبهم لاينتظمون بدوام ولا يسألون عن إنتاجية .

إما الوجه الثاني للفساد فهو الشلل التام لمفاصل الثقافة العراقية ، باستثناء بعض المبادرات والفعاليات اليتيمة التي تقف ورائها شخصيات لها ضمير ثقافي ، إما مجمل العملية الثقافية والإبداعية فهي في تراجع خطير ، وبإمكان منظمة بسيطة من مؤسسات المجتمع المدني أو اتحاد محدود الإمكانيات مثل اتحاد الأدباء إن يقوم بنشاطات أكثر تأثيرا وفعالية في الوسط الثقافي وهذا مايحدث بالفعل من خلال الاصبوحات الشعرية والقصية والفنية .

ياسادة ياكرام إن هذه الوزارة وللأسف الشديد تعتمد على بعض البهلوانات والحاشيات في المكاتب الخاصة ، وهي عاجزة تماما من اختراق الوسط الثقافي وإنقاذه من ثقافة العنف وترسبات الثقافة الشمولية والنزعات الطائفية ، وأصبحت هذه الوزارة اسم يعبر عن عنوانا ورقما بدون دلالة ولا وثقافة ولا وهوية ، وللأسف الشديد باتت وزارة غير سيادية .

إن هذه الوزارة يقودها أشخاص لم نجد في سياساتهم المحاصصية فراغا لتنصيب الجهلة ، وكان هذا الاختصاص طارئ على مجتمع لاقيمة له من ميزان الحضارة شيء يذكر ,

فمتى سيدرك البرلمان أو مجلس الوزراء بان صولة الفرسان الحقيقية يجب إن تبدأ حربها في مجال الثقافة وتكون معركتها الأولى تطهير وزارة الثقافة من الأميين وغير المثقفين وتحويل مواردها ومواقعها إلى المبدعين .

إننا اليوم على أبواب ثورة يقودها الأدباء والمفكرين والمثقفين والأكاديميين لمحاصرة مبنى الوزارة وإسقاطها وطرد المرتزقة منها وتنصيب وزير يشار إليه والى ثقافته بالبنان ومدراء لم يكونوا سماسرة في ثقافة النظام السابق .

هل يتحقق هذا الحلم أم إننا سنقرر استبدال تسمية الثقافة إلى( السخافة) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هادي الحسيني
2009-03-26
يامعود أحنا غسلنا ايدينا من الفرسان وصولاتهم وبمعنى ادق نحن غسلنا ايدينا من العراق كله فأكاد أقسم بأن العراق سقط سقطة هذه المرة ولن تقوم له قائمة الا بظهور صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك