المقالات

(( المصالحة مع الصداميين في العراق كالتطبيع مع الصهاينة للشعب !.))

987 20:25:00 2009-03-12

حميد الشاكر

أليس غريبا ان تطرح الحكومة العراقية بموؤسساتها المدنية والسياسية مشروع مصالحة وطنية ، ثم بعد ذالك يأتي الردّ من كوادر حزب البعث العراقي الهارب والمحظور دستوريا بالرفض لهذه المبادرة العراقية ؟. ولماذا يرفض الجلاّد مبادرة مصالحة الضحية ، مع انه ومن المفروض المنطقي ان تكون المراجعة اولا مبتدأ ممَن أساء للعراق شعبا ووطنا وهو حزب البعث طريد العدالة ، ليقدم اعتذاره اولا ثم مشروع مصالحته مع من اساء اليهم ودمّر بلدهم بالكامل وقتّل شبابهم واهان شيوخهم وهتك اعراض نسائهم ؟. قيل جوابا على مثل هذه الاسألة على لسان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ( متعاطف بعثي ) ان المبادرة لم تأخذ شكل المؤسسات الحقيقية ولكن هي مجرد تحرك فردي لاينم عن جدّية في الطرح ؟. وقيل على لسان صلاح عمر العلي ( بعثي سابق ) ان ليس هناك نوايا حقيقية للمصالحة مع البعث ، وان هناك تبييت اجتثاث للحزب وكوادره ومخطط انتقام منهم لاغير !. أما جناح البعث بشقيه ( الدوري واليونس) من بقايا المنقرضين لحكم الصداميين ، فالرفض جاء واضحا ، ولكن ليس لان النوايا غير صادقة ، ولا لانه ليس هناك عمل مؤسساتي حكومي قائم على هذه المصالحة ، وانما هناك شروط مسبقة لهذه الكوادر الساعية في الارض الفساد ، تبدأ باسقاط العملية السياسية برمتها والتي قامت بعد اسقاط حكومة العوجة الصدامية ، والعودة الى تشكيلات الحكومة العراقية السابقة وعودة كل كوادرها العسكرية والامنية والمخابراتية والحزبية ، مضافا لذالك طرد من جاء بالعملية السياسية العراقية الجديدة ومحاكمتهم كعملاء ، ومن بعد ذالك تعويض جميع البعثيين الذين تضرروا من اسقاط نظام المشنوق بأمر العدالة الالهية صدام حسين ، وتقديم الاعتذار لهم واعادة جميع مميزاتهم العراقية !. والحقيقة ان الردّ الاخير على مبادرة الحكومة العراقية الوطنية ، وما وضعه من شروط على لسان حزب البعث العراقي ( الدوري ويونس ) الهارب يظهر ان هناك اصرار غير طبيعي ، لاسيما من كوادر الاجرام والحكم البعثي فيما سبق : انه ليس هناك طريق وسط لالتقاء الشعب العراقي بحكومته المنتخبة مجددا مع كوادر حزب البعث فيما سبق ، وهذا ليس لسبب غامض ، وانما لمجرد الشروط البعثية التي تبدو انها تعجيزية تماما للحكومة وللشعب وللدستور وللاحزاب العراقية القائمة والحاكمة اليوم ، مما يضطرنا لاعادة صياغة السؤال من جديد وبنفس المضمون : لماذا هذا الموقف من كوادر حزب البعث المنحلّ ؟. وماهي حقيقة رفض البعثيين لمبادرة الحكومة العراقية ؟. وأليس غريبا نوعا ما ان يتقدم الضحية بمبادرة ثم نفاجأ برفض الجلاّد لها ؟. نعم من يدرك الية التفكير البعثية ، وهو مطلع على كل الاساليب التي استخدمها البعث الصدامي بحكم العراقيين ، وما خلفته تلك الحقبة الصدامية البعثية المظلمة من نتوء على قلب وروح ووجه الشعب العراقي ، والتي هي بحاجة ربما الى مئة سنة قادمة لتتغير بعض ملامحها التعذيبية البارزة التي تذكر كل عراقي ببشاعة الحكم البعثي في العراق ،.... من يدرك ويعي ويفهم ويستوعب ويتأمل ويفكر في هذه الملحمة ، سيجد انه ليس غريبا مطلقا ان يرفض البعث اي مبادرة سلام حقيقية تطرحها الحكومة او الشعب العراقي نحوه ، لكن ليس لان حزب البعث يريد فعلا ان يحرر الارض ولا ان يعيد العملية السياسية الى مربع الصفر فقط ، ولا ان يمارس هوايتة في ابادة البشر ليحاكم الشعب العراقي كله وليس فقط الاحزاب الحاكمة في الدولة العراقية اليوم ،... لا ليس هذا كله ، وانما لشعور البعثيين انفسهم ان الذي فعلوه بالشعب العراقي من البشاعة والاجرام ، مالايمكن لاي شعب في وعلى وجه هذه الكرة الارضية ان يتقبله او ينساه او يعفو عنه بسهولة !. ولهذا تجد ان قرار البعثيين كان قاطعا وحازما وواصلا الى حد النهاية ، ومقررا : انه لاحياة لبعثي في العراق منذ سقوط الصنم العفلقي الصدامي الصغير الى ماشاء الله من ايام قادمة الا بسلطة الحديد والنار التي تضمن للبعثي حياته اولا واستمراره في الحياة ثانيا !. الواقع ان هذه هي الصورة المستقرّة في داخل اي بعثي كان يحكم العراق في يوم من الايام ثم اصبح اليوم ممتهن ممارسة ارهاب وسرقة ونهب وسطو مسلح واجرام وخطف ومقدم خدمات لدول الجوار ...... وهكذا ، فهو وصل الى مرحلة يقين مطلقة ان الطريق قد اغلق ولاعودة لحزب العودة مطلقا الا اذا ابيد الشعب العراقي كلّه وحوكم بتهمة كراهية البعث العربي القومي الاسلامي الالهي المقدس !. أمّا من الناحية الشعبية العراقية ، وبغض النظر عن الحكومة السياسية والمصلحية والنفعية ، فالشعب العراقي اتخذ قراره بشأن البعث والبعثيين منذ زمن طويل قبل سقوط حتى حزب البعث في العراق ، وهروب طاغيته ومن ثم محاكمته واعدامه : بأن البعث هو الوجه الاخر لعملة الصهيونية العنصرية ، وعندما يريد اي طاغية او حاكم فرض التطبيع على اي شعب عربي ومسلم يرفض الالتقاء مع الصهيونية العنصرية ، فأن مصير العملية للفشل ، وحتى لو (لاسامح الله ) فرض على الشعب العراقي سلام وهمي مع البعث الصدامي والبعثيين القتلة ، فأن عملية التطبيع بين الشعب العراقي وحزب البعث ستكون بعيدة بعيدة جدا بعد اي شيئ لايمكن ان يتعايش ويشترك في حيز واحد في هذا الوجود ، واذا نحن تعلمنا في المنطق استحالة اجتماع النقيضين في حيز واحد ، فهذا جعلنا ندرك استحالة اجتماع نور وظلمة وجود وعدم موت وحياة وعراق وبعث في حيز واحد !. انها المعادلة التي يحملها كل عراقي تجاه اي بعثي ساهم في تدميره ، كما انها المعادلة الفطرية التي يفهمها كل بعثي ايضا وهي التي تدفعه للرفض وعدم التصديق باي مبادرة سلام معه من قبل الحكومة او الشعب العراقي على العموم !. بقي هل هناك مخرج من أزمة البعث والعراق ؟!. بالامكان القول لكل بعثي : عيش ايامك الاخيرة متواريا عن الانظام وانتهج النفاق مع الشعب العراقي الى ان يأتي يومك الاخير في هذه الدنيا ، ويكون بهذا الشعب العراقي قد قدم التضحية الكبرى بأن رضي ان تكون على قيد الحياة فحسب !.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صابر صبور
2009-03-13
يابه انكله للاستاذ عطىيابه ارتاح ولااتعب روحك عليمن اشو انت تلهث وسهران والجماعه ايطلعون المجرمين هالكلاوات شنو وعليمن راكظين ورى الدايني اصحاب الدايني جايين وابو ابريص هم رحيشرف ابحظن المالكي واهلا وسهلا بقتله ولد الخايبه والعنه الدائمه على اعداء الثكالا والارامل والشباب المدفونين احياء ودمعه الاطفال اليتامى . نسال الشرفاء امثال جلال الصغير لماذا هذا السكوت ماذا يجري وماذا في الخفاء هل ناويين تقتلوا الشعب كمدا.والله شكوانا لاتمر ونشكو الجميع الى الله وهو المستعان.
صبور صابر
2009-03-13
اشبيكم بس الكلام تطلعوا مظاهرات انكم ترفظون عوده قتله الشعب وترفظون مجيء السعوديين الى ارظ الاحرار ماذا تنتظرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لما الفاس يوكع بالراس وترجع لكم النغمه الكاذبه امه عربيه واحده ذات رساله خالده والدم العاقي يراق من جديد وبعدها تولولون بالخيبه .تمنيت غير شعب تحصل له هذه المصائب والله جان سوو الارض شعله نارتحت المجرمين مع الاسف نيام وستستيقظون على اجراص الاجرام.
أحمد الناجي
2009-03-13
السلام عليكم لانعرف مايحصل في الغرف المغلقة من مصالحة مع البعثيين لاكن الملاحظ إن البعثثين ليديهم تنظيم وأتصال ببعظهم والدليل في الأيام الأخيرة بدأ كوادر البعث من فرقة فما فوق بالظهور العلني في الأسواق بملابس جديدة ووجوه ضاحكة بدون سبب وإبتسامات عريضة ماكرة والشعب المسكين لايعلم مالموضوع سوى التعجب مما يجري ، قولوا لنا مايجري فإذا كان الموضوع عودة الحكم البعثي سهلوا لنا الأمر للهجرة من الوطن إلى بلاد الله الواسعة لأننا غير مستعدين لمواجهة جديدة معهم وبعدها نهمل . احمد الناجي
قريب المهجرين والمفجروالمسفرين والمعدومين
2009-03-13
بسمه تعالى بل هي أتعس وأمر وأدهى فما يشرحه العنوان اعلاه يكفي اي عاقل بأدنى مستوى من الشرف؟؟ هل جرأ أدنس صهيوني على دفن الاحياء وثرمهم وتفجيرهم وتقطيعهم امام الكاميرات ام يا من لا تتخزون من هكذ دنس جرذ قذر ودايني وجرذانه النتنين ومهجري اشراف الناس ومفجري ابريائهم وسلابو حلالهم ومدنسو كل شرف وعفة وضمير وعرض فبأي وجه وبأي جرأة تقبلون دعوة طيبي القلب وعلى برائتهم خطيه والشعب كل الشعب عجنكم وعرف الطينة النتنه لكم وينتظر ما جرى لصنمكم الارجس ولعبيده الارذلين لكم بالسره؟؟ الدايني اول لتخربطون؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك