المقالات

ماهو سر الصمت السعودي؟

1229 13:05:00 2008-08-14

( بقلم : علاء الموسوي )

في خضم التسارع العربي نحو تطوير العلاقات والمصالح الهادفة مع المحيط العراقي، يأتي التباطوء السعودي والفتور العلاقاتي مع الحكومة العراقية المنتخبة بعد التاسع من نيسان، على هامش من المخاوف والهواجس تجاه القضية العراقية من غير اي مبرر يذكر، لاسيما بعد زيارة ثلاث رؤساء من دول الجوار العراقي (ايران ، تركيا ، الاردن) ، واعادة فتح سبع سفارات عربية في بغداد ( الكويت، الامارات، البحرين، الاردن ، سوريا، مصر، لبنان). لا اعتقد بان التباطؤ السعودي يأتي من النزعة القومية التي عملت على ترسيخها الانظمة الدكتاتورية في المنطقة العربية، لعل ابرزها النظام الصدامي المباد في العراق، وانما الهواجس الطائفية والمذهبية من وجود شراكة حقيقية لمكونات عراقية لم يتاح لها في ظل هذه الانظمة الدكتاتورية هي السبب الرئيس وراء التخوف من اقامة فدرالية قوية في جنوب العراق، ترتبط بعناوين وطنية تعمل على ترسيخ شراكة اقتصادية تضاهي دول المنطقة. يضاف الى ذلك الابعاد الاقتصادية من استثمار النفط العراقي على اسس وطنية تستثمر ذلك النفط (برمته) لصالح القضايا العراقية الخالصة.

 اذا كان هناك هاجس او مخاوف من دول صديقة تجاه التجربة العراقية الجديد في ظل وجود قوات اجنبية، وعدم قدرة القيادة العراقية على ترسيخ مفهوم المصالحة الوطنية، فان الواقع العراقي اليوم ، وفي ظل التحسن الامني وبروز الظواهر الوطنية في عموم العراق بجميع مناطقه المتنوعة، يثبت عكس تلك المخاوف ويبدد هواجس البعض ممن يعيشون على كوابيس الماضي. لايمكن للصمت السعودي ان يبقى مستمرا في خضم التدافع والانفتاح العربي على العراق، فاما ان يكون ذلك الصمت نتيجة عدم هضم ذلك الانفتاح وبقاء معاول الهواجس والمخاوف مستمرة لدى القيادات السعودية الكريمة،

واما ان يكون هناك رؤية مغايرة للانفتاح على العراق عبر اختيار مناخات خاصة تنسجم مع تلك الرؤى الخاصة بالحكومة السعودية في طبيعة الحكومة العراقية التي يجب ان تكون (من وجهة النظر السعودية) في العراق. وفي الحالتين بقاء الصمت السعودي تجاه القضية العراقية وبيان رأيها الصريح من اعادة فتح سفارتها والسعي الجاد لاطفاء ديونها واستقبال المسؤولين العراقيين ـ على اقل تقدير ـ ، لن يخدم مصالح واهداف الدولتين بثقلهما العربي والاقليمي، ولن يحقق اي مناخ عربي منسجم مع قضاياه المصيرية المعرضة للانهيار والسقوط بسبب التقاطعات غير المبررة والقائمة على اسس طائفية ومذهبية مقيتة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك