المقالات

لماذا الفيدرالية

1699 14:15:00 2006-07-17

( بقلم عبد الرزاق السلطاني )

القتل على الهوية، التهجير القسري، الاختطاف، وعناوين اجرامية أخرى باتت من السمات الواضحة للمشهد اليومي للمواطن العراقي والامر الغريب انه لا توجد في بلدنا غابات واحراش وكهوف يمكن للمجرمين ان يختفوا فيها بالشكل الذي يجعل القوى الامنية غير قادرة على معالجتهم، ومما لايمكن ان استسيغه- كمواطن- وانا ارى الاجرام يتحدى الحكومة وخططها الامنية في كل مرة دون رادع حقيقي، فليس من الصحيح ان تمارس حكومة منتخبة أسلوب التمادي وتمييع القرارات التي تحد من الجريمة المنظمة التي تدار من قبل بعض الواجهات المتأسلمة السلطوية بعد ان أخذت تصريحاتها ابعاداً خطيرة في التحريض الطائفي العلني لتصفية رموزنا الدينية والوطنية والسياسية وقد تجاوز بذلك حدود اللياقة الى مستويات متدنية واماطت اللثام عن وجوهها القبيحة وبصورة علنية سعياً منها لتأزيم المسارات الوطنية وتأسيسها لخطاب يزيد من سيل الدماء العراقية بروافدها كافة لوأد المشرع الوطني واجهاض التجربة الديمقراطية الفتية.

وحينما نطالع المشهد العام لتلك القوى المتحالفة من الصداميين والتكفيريين التي سادها سلوك يشبه ظاهرة القطيع المذعورة أثر ضربات ابطال الداخلية، إلا إن تراجع حدة الموجات الارتدادية ضدها أعطاها المسوغات لتجميع شتاتها وتؤسس للغطاء الزيتوني، فهم ليسوا سذجاً كما يعتقد البعض، بل يمتلكون عقليات متمرسة بالاجرام وتزييف الواقع، وما تشهده الساحة اليوم هو من تداعيات تلك الممارسات الوقحة، والمتتبع للنهج الاجرامي اليومي في العراق فهو آت ضمن سلسلة ممتدة لمنع وصول العراق للأستقرار والامن إلا من خلال بوابات حزب البعث المهزوم ومحاولة ايجادهم علاقة رجراجة بفتحهم جبهات عديدة فضلاً عن استعدائهم للنخب الدينية والوطنية والسياسية كافة، مما يجد نفسه محاصراً وسط حكومة ممثلة بشكل دقيق حيث طرح الائتلافيون سياسة سلمية ومتوازنة تلبي طموحات الشعب العراقي كما تلبي طموحات الوطنيين،

إذ نعتقد جازمين بأننا نمتلك كل الادوات النظرية والمفاهيمية والتنظيمية التي تحقق مطالب وحقوق العراقيين، فالعمل المنهجي يتحقق بتطوير وعصرنة المفاهيم السياسية والوطنية التي تدخلنا لتبوء موقعاً يسمح بأخصاب العوامل الاستراتيجية في بنية الدولة لنماء مقومات وجودها ومن اطر الاتحاديات الذي يعد مشروع النهضة الكبير لأنتشال واقعنا المرير وهو مدعاة لتطوير مناطق العراق كافة، فأقليم الوسط والجنوب وأقليم بغداد هو بداية رفع الوصايا والحيف عن أبناء المناطق المحرومة فلا بد من الشروع بتفعيل الاسس الدستورية للخلاص من هيمنة المركز لنبني بلدنا الاتحادي الدستوري التعددي والسير بالنموذج الذي يلتصق بالاهداف الحقيقية والانجازات الفعلية التي تعزز الطموحات الاعتدالية العليا لبلدنا التي تبنتها مرجعية الامام السيستاني ومشاريعها الاستراتيجية بإيجاد مناخات تسهم في رفعة وسمو العراق الجديد بكل اعراقه وطوائفه،

 ومن هنا يمكن القول بأن قيادة الرمز السيد الحكيم دافعت لتعزيز اللحمة الوطنية ضمن ثقافات اعتدالية توحيدية وتعرضت للأضرار الكبيرة جراء تلك المواقف الوطنية لما لها من دلالات جامعة، فالازمات الحقيقية هي من أرهاصات الماضي الصدامي لأعادة المعدلة الظالمة التي حكمت العراق ومحاولة جادة لضرب الحكومة المنتخبة وبالتالي فهو يكشف بجدية أعداء المشروع السياسي الذي تقف وراءه اطراف داخلية وخارجية تتمنطق باسم الديمقراطية التي اشبعت شعوبها هزائم وجعلتها حقول تجارب مما يعزز استقرائها القاصر للمفاهيم الانسانية وقراءتها للواقع العراقي بالمقلوب مما ينعكس سلباً على معطيات الوطنية ويحول دون بناء وشائج المحبة بين مكونات الشعب العراقي.

عبد الرزاق السلطاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك