المقالات

الكهرباء وما ادراك ما الكهرباء

1317 14:54:00 2008-06-04

( بقلم : باسم العلي )

منذ حزيران 2006 كتبت مقالة عن مشكلة الكهرباء وناقشت فيها نقاط عسى ان تساهم ولو بشكل بسيط في حل المشكلة. نشرت هذه المقالة في موقع براثا وفي مواقع اخبارية اخرى وبعثت منها نسخة الى وزارة الكهرباء والى مجلس الوزراء. بعد ذلك كتب اخرون واسهبوا في كتاباتهم وساهم اخرون, واخرهم كان مواطن عراقي ربما يكون من المانيا بعث بحلول كان قد درسها مع شركة سيمنس لحل المشكلة وبعثها الى وجيه عباس الذي عرضها بدوره على شاشة تلفزيون العراقية ومن خلال برنامجه الذي كان يقدمه انذاك.

اهملت كل هذه المساهمات وكان املنا ان يكون سبب هذا الاهمال هو وجود عباقرة في وزارة الكهرباء وعلى رأسهم وزير الكهرباء ولكنهم استخفوا او لم يكن عندهم كهرباء فلم يطلعو عليها او يعيروها اهمية او لانهم يأسوا ولا يستطيعون عمل شيء او انهم يملكون الحل السحري الذي به ينقذون الشعب العراقي من معاناته التي اصبحت مزمنة كالامراض المزمنة التي ترافق المريض الى اللحظة الاخيرة من حياته.

صبرنا وانتظرنا وانتظر العراقييون الى ان وقف سماحة الشيخ جلاال الدين الصغير في خطبة الجمعة وقفته الشجاعة والصريحة والجريئة جدا ليوضح لنا بالارقام وبالتسلسل الزمني عدم كفاءة وزير الكهرباء, وبالضرورة جزء كبير من الادارة العليا لوزارة الكهرباء.

ياسيادة الرئيس المالكي ان وزارة الكهرباء والنفط والموارد المائية والبلديات وزارات مهمة جدا وبحاجة الى وزراء من نوعيتك ونوعية برهم صالح ووزيري الدفاع والداخلية والذي يشهد لكم كل العراق بالانجازات التي حققتموها وفي فترة من اصعب فترات العراق الحديث. لقد كان العراق على شفا حفرة وانقذتموه منها وسرتم به الى بر الامان. لقد كان لكم استراتيجية ظن الكثيرين من العراقيين بانه لايمكن تحقيقها ولكن بصبركم وجدكم وجهادكم اثبتم ان المستحيل يمكن ان يكون واقعا بعون الله وهمة المخلصين من ابناء الشعب. اني لا اتكلم عن الانجاز الامني فقط برغم اهميته ولكني اتكلم على مسيرتكم المستمرة والثابتة والمخلصة والتي جعلت اشد مناوئيكم يبدا بتصديق نواياكم, اما نجاحاتكم الاخرى فهي معروفة.

ان وزير الكهرباء لايستحق هذه الوزارة المهمة جدا في حياة العراقين وفي تطور البلد. فمن الواضح انه لايعرف الا الوعود الفارغة, ولايستعمل الا الحجج الواهية, ولاينجز الا الانحطاط في المنظومة الكهربائية.. التخطيط الاسترتيجي ليس من ادواته, متابعة القرارت ليس من شانه, ايجاد حلول ليس بطاقته. اني لا اتبلى عليه لان اخفاقاته موثقة عمليا يلمسها كل الشعب العراقي والعالم اجمع حتى اصبح كهرباء العراق نكتة يتداولها الناس. ان تجهيزالكهرباء يؤرق ويعذب ويهين العراقيين. لو كان هذا الوزير يشتغل في شركة اهلية لطرد من وظيفته في الاشهر الاولى من توليه المنصب اذا لم تكن في الاسابيع او الايام الاولى.. ربما سائل يسال لماذا؟اجيب انه كان لزاما عليه ومن الساعات الاولى لتوليه الوظيفة ان يدرس امكانيات ومشاكل ومعوقات وزارته وبالتالي يضع خطة سريعة لتخفيف المشكلة ثم يصرف وقته وطاقاته وامكانياته على خطة تحل مشكلة العراق كليا على ان تكون نتائج تطبيق الخطة مؤشرة بخط بياني متصاعد لكي يثق المواطن بان مشكلة الكهرباء في طريقها الى الحل وراحته تزداد يوما بعد يوم. ان التخطيط وحده لايكفي ولكن المتابعة الدورية وحسب الجداول الزمنية المقررة بالخطة تكن كفيلة بتصيح اي خطاء اوتلكأ ممكن ان يحصل. اما اذا ظهرت عوامل تاخير استثنائية او غير متوقعة فيكن لزاما عليه ان يخرج في التلفزيون ليقول "ياناس ياعالم حصل الذي لم نحسب له حساب وعرقل عملنا فسامحونا سوف نحاول تلافيه" بدلا من ان يذهب الى البرلمان ويعدهم بوعود لم ولن تتحقق وبالتالي يقول وانقلها عن الشيخ جلال الدين الصغير "هؤلاء جهلة لايفهمون شيا" (او شي بهذا المعنى).

كنا نقول ان هنالك ارهاب وهنالك تهديم للبنية التحتية وهنالك فساد اداري وهنالك قلة موارد مالية وهنالك وهنالك وهنالك كلها كانت اسباب في تدهور الانتاج والتجهيز.

اريد هنا ان اناقش بعض النقاط التي ذكرتها في مقالتي( قبل سنتين) وفي ضل الظروف التي ذكرتها قي الفقرة السابقة.

اولا : ان الارهاب يدمر خطوط النقل ويهاجم محطات توليد الكهرباء: اقترحت التوقف عن ربط جميع محافظات العراق بخطوط الكهرباء الوطنية وتجزئة الانتاج والتجهيز بحيث تصبح كل محافظة منتجة ومجهزة للكهرباء في حدود محافظتها, وبالتالي نكون قد قللنا من الاضرار المترتبة على تدمير خطوط النقل في المناطق الساخنة والتي بتدميرها يتاثر تجهيز الكهرباء في جميع انحاء العراق. كانت هنالك محافظات امنة وكان بالامكان بناء محطات صغيرة وسريعة الانجاز تجهز المحافظة وتحمى بواسطة اهالي المحافظة, وبذلك نكون قد استفدنا مرتين اولا تقليل اثار العمليات الارهابية على المنظومة الكهربائية وثايا زيادة انتاج الطاقة الكهربائية المطلوبة في العراق.

ثانيا: تقنين صرف الكهرباء واقترحت تحديد عدد معين من الوحدات الكهربائية المجهزة الى كل بيت فبذلك يمكن ان يستفيد اكبر عدد ممكن من المواطنين. ولقد تعاون المواطنين وقبلوه وقدموا طلباتهم الى الوزارة والتي فشلت بعد ذلك حتى في تطبيقه ولم يستفيد المواطن منه شيأ.

ثالثا: اقترحت ان تستغل الطاقة الشميسة لتجهيز بيوتنا بالكهرباء وبذلك تقلل الظغط على المنظومة الكهربائية وحتى ربما ترفد المنظومة الكهربائية بالكهرباء, بالاضافة الى كونها بعيدة عن متناول الارهابيين لانهم لايستطيعون الوصول الى كل بيت يستعمل الطاقة الشمسية.

ان قمة انتاج الكهرباء من المنظومة الشمسية هو في النهارواوج الاستهلاك في النهارايضا حيث هنالك المعامل ودوائر الدولة والمدارس والجامعات, فبذلك تكون ذو فائدتين الاولى تفسح المجال لمستهلكين اخرين ان يستفادو من المنظومة الكهربائية المجهزة من وزارة الكهرباء والثانية اذا فاضت عن حاجة صاحب المنظومة الشمسية يمكن ان تضاف الى كهرباء شبكة الوزارة. ان عيب المنظومات الشمسية هو علو سعرها نسبيا ومقارنة بالمولدات الكهربائية ( التي هي بدورها شاركت في ازمة البنزين ومعاناة المواطنين من اجل الحصول عليه).

حسنا تلك هي حلول ولكن فيها معوقات كيف بالامكان حلها؟

اولا :المعروف بان ايهم السمرائي قد صرف ملايين الدولارات على تصليح محطة كهرباء بيجي والتي بمجرد ان "تصلح" " يهدمها الارهاب" لقد كانت ورقة رابحة من اجل بلع المال العام.

ثايا: شراء الكهرباء من دول الجوار بملاين الدولارات والتي لم تحل الازمنة لا انيا ولامستقبليا وراحت تلك الملاين هدرا. لانه لم يستفد العراقيين منها لان التجهيز لم يتحسن ولان اموال صرفت واكلت وشربت ولم تترك اثرا يستفاد منه لاحقا. اننا في هذه الايام نتكلم عن سيادة العراق فاذا كانت حياة العراقيين مرتبطة بيد الاجانب سوف تستعمل كورقة ضغط على العراق فيجهزوه بالكهرباء متى شأو ويمنعوها عنه متى شأو.

ثالثا: اموال, ربما مليارت صرفت الى وزارة الكهرباء ومع ذلك بقت الحال على ماكانت عليه اول السقوط او حتى اسواء. لا اريد ان اجمع واحسب لكي اتوصل الى مجموع مليارات الدولارات التي صرفت من اجل تحسين تجهيز الكهرباء.. ببساطة لانني لا اعرفها بالضبط بالاضافة ان الوزير الحالي ليس مسؤلا عن كل هذه الاموال لانه سبقاه وزيران للكهرباء, ولكن دعني اتكلم عن فقرة مالية واحدة كانت بامرة وزير الكهرباء الحالي الا وهي الخمسمئة مليون دولار طلبها من البرلمان ووافق عليها الاخير.

اولا: عندما اقترحت استعمال الطاقة الشمسية اقترحت ان تكون مشاركة بين وزارة الصناعة لتصنيع المنظومات (وتشغيل ايدي عاملة) ووزارة الكهرباء لربطها وتقنينها وبما انها باهظة الثمن حوالي (الفي دولار) اقترحت ان الوزارة او الحكومة تدعمها بالف والمواطن يدفع الف.

دعنا نفترض الاتي: لو ان الخمسمئة مليون دولار صرفت بكاملها على منظومات الطاقة الشمسية وبدعم كامل من الدولة كان بالامكان:

ربط مئتان وخمسون الف منظومة شمسية تجهز مئتان وخمسون الف بيت عراقي وتضيف سبعمئة وخمسين الف واط الى المنتوج الوطني من الكهرباء وتقلل صرف بنزين لمئتان وخمسون الف مولدة  وتقلل تلوث للبيئة ناتج عن مئتان وخمسون الف مولدة ولتنعمت مئتان وخمسون الف عائلة عراقية وربما اضافت الفائظ من الناتج الكهربائي الى منظومة الكهرباء الوطنية  ولشغلت عددا من العاطلين عن العمل.

اتسال هل الخمسمئة مليون دولار التي صرفتها وزارة الكهرباء ساهمت بحل معاناة عائلة عراقية واحدة!!!! ؟ هذا سؤال لايحتاج الى جواب.

هل تعلم عزيزي القارئ ان ولاية فكتوريا (استراليا) تعمل من اجل تاسيس اكبر منظومة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية بالعالم وان كلفتها اربعمئة وخمسين مليون دولار استرالي(425 مليون دولار امريكي) مع العلم ان مرتب العامل الاسترالي على اقل تقدير تعادل عشرة مرات مرتب العامل العراقي وبكلمة اخرى ممكن ان تعمل مثلها باقل كلفة بالاضافة الى انها لاتحتاج الى الوقود التي ربما تدعي وزارة الكهرباء بانها لاتستطيع الحصول عليه بسهولة.

ان جميع الوزارات مدعوة الى الاستفادة من عدم وجود بنية تحتية والتي هي بالاصل بالية واكل عليها الدهر وشرب بان يبنوا بنية تحتية على احدث طراز في العالم وما منظومة الكهرباء الشمسية الا واحدة منها.

ان العراق الذي بحث واتصل مع شركة سيمنس لتشغيل مولدات كهربائية قابلة ان تحل او تساهم في حل الازمة جديرة بالدراسة والمتابعة وربما كان بامكان وزير الكهرباء لو تابع تلك القضية استثمار تلك الملاين الخمسمئة خير استثمار. ان العراق يطلب من الشركات الاجنبية ان تستثمر في العراق ومن اولويات حاجات هذه الشركات هي الكهرباء.

اقترح على وزير الكهرباء وحفظا لماء وجه ان يقدم استقالته ويكون بذلك قد غفر عن قليل من ذنبه ولكي يعطي درسا للذي سياتي بعده بان المعادلة صعبة ويجب ان يكون على قدر المسؤلية لان الشعب تحمل وصبر وربما علل او غفر, ولكنه لن يعمل ذلك مع الوزير القادم فمن لن يجد في نفسه القدرة والكفاءة فليدعها لمن هو اقدر واكفاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي ابي بنين
2008-06-09
باركك الله يااخ باسم لانك من المهتمين بالشان العراقي كثيرا واضف الى ماذكرته بشان تقصير وزير الكهرباء بمعالجه النقص الحاصل بالطاقه واظن ان المحافظين ومسؤولي المحافظات مشتركين في المسؤوليه عن هذالان كل محافظه عندها تخصيصات ماليه تستطيع ان تصرفها على الاولويات المهمه والتي تخدم حاجه المواطن وان السيد رئيس الوزراء تحدث حول صلاحيات المحافظين بالتصرف بالتخصيصات الماليه لخدمه ابناء محافظتهم فعدم كفاءه المسؤولين المحافظين زاد في حل الازمه وشكرا لكل الخيرينالعاملين لمصلحه العراق
aseel al hammami
2008-06-06
نعم بارك الله فيك على هذا الشرح الوافي والعقلاني واسال الله لك اذانا صاغية .
محمد خليل
2008-06-05
بارك الله فيك يا استاذ باسم العلي..والله كل كلامك معقول وكل حلولك ممكنة لو توفرت الارادة..لكن الظاهر ان وزير الكهرباء مختص بايجاد المبررات...الواحد تلو الاخر....ولكن اكبر مبرراته هو الارهاب وعندما يسأل لماذا لاتوجد كهرباء في الديوانية..يقول لك ..لان الارهاب يخرب الشبكة في بغداد.. طيب لماذا لاتبني محطة في الديوانية...يقول لك لانستطيع ان نوفر الكهرباء في الكرخ ..مثله مثل الطالب الذي عندما يسألوه: ليش ساقط بدرس الفيزياء؟ يقول: لان ضيعت كتاب الاحياء!!! ليش ساقط بكل الدروس؟ نفس العذر.,كتاب الاحياء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك