المقالات

شعراء مقتدى وشعراء صدام

1482 13:47:00 2008-06-04

( بقلم : جميل الحسن )

بعد سقوط النظام الصدامي البائد في التاسع من نيسان من العام 2003 وتشكيل ميليشيات جيش المهدي حتى بدات عملية تمجيد مقتدى الصدر والتغني به بطريقة اعلامية مبالغ فيها وتعكس دوافع الجهات التي تتبنى هذا السلوك الاعلامي الخطير في مرحلة مابعد سقوط النظام الصدامي البائد والتي كانت تهدف بالاساس الى غسل الادمغة والعقول واقناعها بقائد ضرورة جديد هو مقتدى وذلك من خلال تبني نفس السياقات والقواعد الاعلامية التي كانت متبعة وموجودة في زمن النظام البائد عبر توظيف العشرات من الشعراء المرتزقة الذين كانوا يطبلون للطاغية المقبور صدام ,حيث الاغاني التي كانت تمجد الطاغية المقبور وافعاله وتبرر جرائمه وترسمه في اعين الناس انسانا بريئا من خلال الالقاب المجانية التي منحها له هؤلاء الشعراء وبسخاء وعلى حساب الضحايا الابرياء من ابناء الشعب العراقي .وللاسف فان مقتدى قد عاوده الحنين الى اللعبة القديمة وطموحه الذي كان يحرص على اقتناص اللحظة المناسبة للانطلاق به ,حتى جاءت الفرصة المناسبة له بعد سقوط النظام والتي جسدها بالافعال لا بالاقوال وذلك بالايعاز الى اتباعه باغتيال السيد مجيد الخوئي وتقطيع جسده بالسكاكين وتمزيقه وسحل جثته في الشارع ورفض تقديم العون له بعد ان حاول السيد مجيد الخوئي الاستغاثة به .

الجهاز الاعلامي الذي شكله مقتدى عقب تاسيس جيش المهدي تولى ايضا عملية تقديم مقتدى على انه الزعيم المنقذ والمخلص للعراق وشعبه وعلى طريقة صدام من خلال البث الاعلامي المستمر واغراق الشارع بعشرات الالاف من الاقراص الليزرية التي تتغنى بمقتدى الصدر وافعاله المجنونة وتدعوا الشعب العراقي الى تاييده ومبايعته وتغري الشبان المراهقين العاطلين عن العمل بالالتحاق بصفوف جيش المهدي ومبايعة مقتدى قائدا لهم والموت من اجله ,انما هو جزء من ماكينة اعلامية ضخمة تولت تنفيذ هذا المشروع الضخم وعلى مراحل ,حيث جرى توظيف العشرات من الشعراء الشعبيين الذين اعتادوا القيام بذلك في زمن الطاغية المقبور صدام وايام الحرب مع ايران ,اذ خلع هؤلاء الشعراء على مقتدى الالقاب المجانية وبطريقة مبتذلة ذكرتنا بعهد الطاغية المقبور وايام حروبه العبثية الخاسرة من خلال استخدام نفس الادوات ,اذ تولى هذا الجهاز الاعلامي من الشعراء المرتزقة والعازفين في الملاهي سابقا تلحين هذه الاناشيد وتسجيلها على شكل اقراص تتغنى بمقتدى ونهجه الجنوني التخريبي وتمنحه النصر الوهمي على اعدائه وتحاول تجميل وتزويق الدمار والخراب الكبير الذي الحقه بالبلاد واهلها عبرحروبه العبثية التي اضرم نارها برعونة واودى بحياة الاف من الشبان والمواطنين العراقيين من دون جدوى اوداع لذلك ,

ومن المثير للسخرية ان مقتدى ما زال مصرا ومقتنعا على ان حروبه تلك انما كانت من اجل تحرير البلاد من المحتل على حد زعمه ,في وقت لم تكن هناك حاجة لاية حروب على الساحة العراقية في ظل وجود حكومة ديمقراطية شرعية ومنتخبة ومخولة بحسب الدستور العراقي الدائم بالتعامل مع هذا الملف ومعالجته بالصورة المناسبة وتعمل على الحفاظ على الكرامة والسيادة الوطنية وعدم المساس بها فمقتدى وحده من انفرد بهذا المشروع التخريبي المدمر والذي لم يكن منه اي طائل سوى اضعاف الدولة وتاخير عملية بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية واطالة عمر الاحتلال في العراق بدلا من الاسراع بانهائه .فمقتدى الصدر وحسب الاوصاف المجانية لهؤلاء الشعراء صقر العراق وبطل التحرير والقائد الظافر والملهم وامل الامة والفارس البطل وغيرها وهي في الوقت نفسه لاتعكس سوى تفاهات وخزعبلات تحاول ان تجد لها مكانا في عراق اليوم الذي انفضحت فيه سياسيات مقتدى وشعاراته وعدم جدواها وملائمتها للعراق وشعبه بالرغم من تحشيد الاف من الشعراء البعثيين لها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك