المقالات

قُبيل صافرة خليجي ٢٥..!


عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

ابتداءً  اعترف بأني لاأفهم  كثيرا في لعبة كرة القدم ، على الرغم من أني مارست هذه اللعبة الشعبية الأكثر انتشارا ، في طفولتي ، عندما كنا نأتي بخرقة قماش بالية ، او كيس (علاگة نايلون) متهرئة ، فنحشوها أكياسا وخرقا، متخيلين اياها (طوبة گريكر) ، على الرغم من ان شكلها الخارجي يبدو مربعا او مثلثا ! ولكن شكلها لم يكن يهمنا ، مع المتعة الكبيرة التي تغمرنا ونحن نجري خلفها ، ويعترينا الحزن عندما تنبقر بطنها وتتطاير اشلاؤها يمينا ويسارا ! .. لذلك فان ثقافتي في مجال كرة القدم  هي بمستوى تلك الكرة التي مازال شكلها الهلامي ولونها الترابي ، مطبوعا في ذاكرتي ، وعلى هذا الاساس، فانا لا اكاد أميز بين ضربة المرمى وضربة الجزاء مثلا ، او  بين ضربة الزاوية وضربة التماس !! ، او بين ليونيل ميسي الارجنتيني  وامبابي الفرنسي!! ولكن تجدني متعصبا لحد الجنون، إذا كانت هناك مباراة تجمع منتخبنا الوطني ومنتخبا  اخر ،  ، لاسيما في بطولات الخليج ، التي كان فيها المنتخب العراقي  يتسيد الساحة ، وكان لايرضى ، وهو يواجه فرق البطولة، بِغلّةٍ لاتقل عن نصف دزينة من الأهداف.

ومثل هذه المشاعر بدأت تدّب في اوصالي، مع بدء العد التنازلي لانطلاق خليجي ٢٥ في بصرتنا الجميلية، وفي هذه السطور احاول ان ابتعد عن الخوض، في الجوانب الوجدانية الشخصية، كما انني لن اتحدث في القضايا الفنية في لعبة كرة القدم، لاني لا افقه فيها شيئا، ولكن سأتحدث عن قضية وطن، تعرض للجور فحُرم ابناؤه من متابعة مباريات فرقنا في ارضنا، وقد يكون هذا سببا في نكوص المستوى الفني للعبة في العراق، فغاب الانجاز لسنوات طويلة..

يأتي انطلاق خليجي ٢٥ بعد ايام قليلة من اسدال الستار على المونديال العالمي الذي نظمته الشقيقة قطر، وحققت في ذلك نجاحا بدرجة ١٠/١٠، ومع عدم منطقية المقارنة بين خليجي ٢٥ وكأس العالم، لاسباب كثيرة، اولها ان قطر امضت عشرة اعوام وهي تستعد لهذا الحدث وانفقت اكثر من ٢٢٠ مليار دولار لكي تصل الى ماوصلت اليه، كما ان حدثا بهذا المستوى يشارك فيه ٣٢ فريقا تمثل صفوة كرة القدم في المعمورة، سيكون له شأن ودعم واهتمام دولي واسع، ولذلك فان من يريد ان يقارن بين الحدثين، فهو اما انه لايفهم في المقارنة، وهو يشبهني في جهلي المدقع بكرة القدم، او ان له غاية يريد من خلالها تقزيم المنجز وافشال البطولة ، وهذا غير مسموح به، مع عظمة الجهود المبذولة والتوق والشوق الذي يلازم العراقيين لانطلاق خليجي ٢٥ في البصرة، ولكن اقول ان بالامكان الاستفادة من التجربة القطرية في عملية التنظيم، فهي تجربة غنية ويمكن ان تدفع باتجاه تحقيق نسب نجاح جيدة في  بطولتنا المقبلة.

وقبل ان تنطلق صافرة  خليجي ٢٥ في السادس من كانون  الثاني تزامنا مع عيد تأسيس جيشنا الباسل، فان علينا عدم الالتفات الى من يحاول عرقلة السير، والانتباه الى المطبات الحادة التي سيضعها المعرقلون في الطريق، فأهل الخليج قد عزموا على المجيء الى البصرة، من دون تردد،  والبصرة استكملت جميع استعداداتها بانتظار انطلاق صافرة خليجي ٢٥ التي ستكون الافضل على مستوى النسخ السابقات.

خليجي ٢٥، لن تكون مجرد منافسات بين عدد من المنتخبات للظفر بالكأس، انما هي تمثل  مفاتيح اقتصادية وفنية وثقافية وسياسية، وسياحية، واستثمارية وامنية واجتماعية، لذلك فان نجاحها سيفتح الكثير من الابواب المغلقة، وسيؤسس لمرحلة مقبلة مختلفة تماما على الاقل في المجال الرياضي..

تحية عراقية للبصرة  ولأهلها، ولضيوفها من اهل الخليج.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك