المقالات

في الصميم العراقي

1680 16:55:00 2006-07-10

( بقلم عبد الرزاق السلطاني )

بعد ان تحولت التفجيرات والعمليات الارهابية الى مشاهد عادية تمتلئ بها شاشات التلفاز التي يسقط جراءها عشرات الشهداء والجرحى دون ان تشجب الدول العربية ومؤسساتها الاعلامية نزيف دماء الابرياء من العراقيين وباهداف سهلة من قبل القوى التكفيرية، فلقد كان للانعطافة المهمة لزيارة رئيس الوزراء المكوكية ابعاد حيوية لفك عزلة العراق واعادته الى محيطه الدولي والاقليمي، فهي ذات طابع سياسي لارساء معالم الاستقرار، وليس سرا القول ان القوى الارهابية الفاعلة في الساحة لها تداخلات مع بعض دول المحيطين العربي والاقليمي، ومن اشارات الزيارة ابراز الوجه العربي للعراق ومداخلات الوضع السياسي وتصورات تلك الدول التي تحاول اشاعة انسلاخه عن هويته ومحيطه،

ولا يمكن دريء تلك الدعوات دون التعاطي الجاد في حلحلة هذه الاشكاليات، فعندما تحذو تلك الدول بالقضاء على حالات الازدواجية في التصدي للممارسات المشبوهة وايديولوجياتها كون العدوى الارهابية هي مسالة واقعية ولابد من تقليص هذه الابعاد بالضغط على تلك الجماعات وايقاف تغذيتها، وكما هو شائع فالارهاب هو ابن الديكتاتوريات والنخب الفاسدة التي تتبنى هذه الافكار المدجنة التي تتوارى خلفها بعض الواجهات الدينية والسياسية محاولة الاستفادة من ادبياتها المنحرفة لاجهاض التجربة العراقية، لتعطي صورة لنموذج سيئ كي تبقي دوامة العنف المسيطرة على الوضع العام، لذا فان عملية الفصل بين المقاومة والارهاب يجب ان تعتمد على المفاهيم الوطنية،

فالمقاومة شرف الشعوب اذا ما اسيء اصطلاحها وفهمها والاعتبارات التي تبنتها بعض الاطراف تدخل ضمن منظور تغذية الارهاب لتزيد من تقاطع الخطوط بين المكونات العراقية والمحددات الواضحة وتاسيسها للاحتقان الطائفي والسير وفق منهج يحول دون تجسير العلاقة بين المكونات العراقية، فلا نعتقد بصحة تعليق العضوية البرلمانية لحل الاشكاليات الهامشية دون الرجوع الى الحكومة في التصدي للممارسات غير الصحيحة لتاخذ دورها الفاعل في معالجتها، والقراءة الخاطئة تتمحور في الحفاظ على المكتسبات بصرف النظر عن المواقف الاستراتيجية لتحديد بناء البنى الارتكازية للعراق الذي لا زال يئن من ارثه الديكتاتوري المقيت، وما لحق به من تهجير قسري لاتباع اهل البيت(ع) والقتل على الهوية بايجاد حالات من التخلخل الديموغرافي والامني في البنية العراقية وفق مدعيات (المقاومة) واستهداف المحتل، مما يظهر البون الشاسع لمجاهدي العراق ممن قارعوا النظام الصدامي وحملوا راية ثورات العراق المجيدة وما لحق بهم من ابادة على مذابح الحرية فضلا عن المقابر الجماعية والتنكيل ومصادرة الحريات، فالاحزاب الاسلامية نالها حصة الاسد كما يقال من الاجتثاث الطائفي وبطريقة تعسفية وسيس بعنصرية بحتة ولم يلج اية مصاديق وطنية، تم تحويله الى خطاب وممارسات طائفية مخجلة، تم خلالها تصفية الرموز الشيعية علنا،

واذا ما مورست العوامل الاستراتيجية وبالشكل الصحيح وفق ثوابتنا الوطنية التي ارسى قواعدها شهيد المحراب(قده) من ان العراق الاتحادي لا يستورد ولا يصدر اية تجربة تستهدف زعزعة الامن الوطني والاقليمي، فالمواقف التحريضية هي من تداعيات نظام صدام الاجرامي واذنابه ومحاولاتهم المشبوهة للربط بين الارهاب ومعطيات العملية السياسية، فالسعي لنمو ارضية معقولة تتمثل بالاعتدال والوسطية التي نصر على المقاتلة دونها لبناء دولة المؤسسات الدستورية واقرار الفيدرالية التي تعتبر من اسس دولة العراق العصرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك