المقالات

تنفيذ شروط الاتفاق الجديد كفيل بهزيمة المليشيات

1066 20:21:00 2008-05-11

( بقلم : فالح غزوان الحمد )

انقسمت أراء الكتاب و المراقبين في رؤيتهم و تقييمهم للاتفاق الذي تم بين أطراف من الائتلاف العراقي و قادة الصدريين . فقد رأى بعض منهم أنه اتفاق لتأجيل المواجهة و إن لم يتم الاتفاق على موعدها و أنه لا يمكن لأحد أن يصف بشكل موضوعي خاسرا أو منتصرا فيه على أساس أن الحكومة لم تصل إلى أهدافها التي بدأت عملياتها العسكرية لأجلها و أهمها حل المليشيات و نزع سلاحها و من جهة المليشيات الصدرية فهي قد انحت للعاصفة كما في غيرها من المرات و ادعاء تحقيق نصر هو ضرب من الهلوسة التي تذكرنا بانتصارات صدام التي لم تكن سوى هزائم على الأرض لكنها فتوحات ربانية في إعلامه .

بعض آخر رأى أن الحكومة قد انتصرت و تقترب من تحقيق أهدافها و لا تهم صياغة البنود بشكل معين يحفظ ماء الوجه الصدري ، صحيح أنه اتفاق لم ينص صراحة على نزع المليشيات وهو الغاية الأهم و ليس إعلان حل المليشيا الذي قد لا يكون كافيا و لا يضيف جديدا مع واقع بقاء السلاح بيد عناصر خارجة عن القانون . إلا أن ثمة نقاط بارزة و واضحة في الاتفاق نصت على فرض سلطة الدولة و عدم التدخل بعمل الأجهزة الأمنية و القبض على المطلوبين وفق أوامر قضائية ، كذلك و تماشيا مع ماهية العمل الموكل للأجهزة الحكومية فإن عمليات التفتيش عن السلاح أمر ستقوم به القوات العسكرية و أجهزة الشرطة و هذا ما يلبي الأهداف التي سعت إليها الحكومة من ضرورة حصر السلاح بيدها دون مزاحم لها . إننا نرى أن تنفيذ البنود المتفق عليه كفيل بتلبية متطلبات حفظ الأمن و الاستقرار و فرض هيبة القانون .

 من هنا نجزم بأن المعركة لم تنتهِ و سوف تتواصل و بزخم أقوى من السابق لان تنفيذ ما اتفق عليه يتطلب عملا عسكريا و امنيا كبيرا و إن الفرصة مؤاتية تماما للأجهزة الأمنية في اغتنامها على غرار ما جرى في مدينة البصرة . لا شك سنسمع اعتراضات صدرية خلال تنفيذ ذلك و لكن يجب أن يكون في علم حكومة السيد المالكي أن دخول القوات إلى مدينة الصدر يجب ألا يكون عملا روتينيا و مظهرا من المظاهر التقليدية بل يجب أن يتوفر على كل ما يلزم هجوم عسكري شامل و ماحق من تخطيط و قدرة و إمكانات و تعبئة و ضرب سريع للأهداف التي تم تشخيصها و يرافق ذلك عدم إرخاء القبضة حول المدينة كي لا يتسنى لهؤلاء الفرار و نحن نخشى أن يكون بند رفع الحصار عن المدينة قد تم تثبيته لهذه الغاية .

إن هذا الاتفاق بقدر ما فيه من سلبيات إلا أنه ينطوي على نقاط إيجابية و لكن إيجابيتها مرهونة بنوعية تحرك الأجهزة الحكومية و أسلوب تعاطيها مع الشأن الأمني لمدينة الصدر و إذا لم يتحقق ذلك فإن خط الرجعة أمام المالكي مفتوح لا سيما و أنه في حال توفر الإرادة الحقيقية و عدم تغيير الرجل لمواقفه الإستراتيجية فبالمستطاع التخلي عن هذا الاتفاق الذي لم يكن المالكي طرفا مباشرا فيه ما يعطيه مساحة من الحركة أكثر من الطرف الآخر و من هنا نوجه نصيحة للسيد رئيس الوزراء بعدم إلزام نفسه بتصريحات لوسائل الإعلام و في حال صدرت منه مثل هذه التصريحات فلا مجال سوى القول أن خياراته أضحت محدودة و إن أقوى نقاط الاتفاق قد تلاشت من يديه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك