المقالات

معاول البناء على قلوب الابرياء

1133 22:17:00 2008-05-11

( بقلم : علاء الموسوي )

خمس سنوات ومازالت الازمات المفتعلة والاجواء المكهربة والتصريحات النارية السمة البارزة في المشهد السياسي، بل اصبح الرفض والتناحر والاختلاف بين الكتل البرلمانية، واحيانا داخل الكتل نفسها، وضعا ثابتا لايمكن تغييره الا بالتدخل والضغط من قبل جهات عليا (...) معروفة لديهم. خمس سنوات ومحنة الاقتتال على السلطة وتشكيل الحكومة وفق المصالح الحزبية الضيقة، ما زالت تهيمن على الشأن العراقي الداخلي، وتمنع كل محاولة لاعادة المياه الى مجاريها الطبيعية، وفتح قنوات تفاهمية مشتركة بين السياسيين، بعيدا عن المزايدات التي تحاول بعض الاحزاب والكتل استخدامها بين الحين والاخر، بهدف التعالي على رأي الاغلبية، ومن لهم حضور جماهيري واسع على الساحة.

خمس سنوات ومازال الناخب العراقي الذي خرج متحديا ارهاب العالم كله، بشتى صنوفه ووسائله المروعة، مهجرا من بيته وعاجزا عن توفير لقمة العيش الكريمة لعياله،وغير قادر على استثمار ابسط المكتسبات والخيرات التي يتمتع بها في بلد لايؤثر فيه السارقون ليلا ونهارا على كم خيراته الوفيرة. لعل الاحباط واليأس بدأ يدب فينا ويظهر على اقلامنا التي كتبت وما زالت تكتب للدفاع عن المنجز السياسي الوحيد الذي تم تحقيقه على الساحة العراقية، بزوال اعتى طاغية عرفه التاريخ، فضلا عن اعطاء المساحة الشرعية للاغلبية من الشعب في رسم القرار والمشاركة في كتابة الدستور المعطل لدى البعض!. فالخدمات ما زالت معطلة حتى وصل بنا الحال الى شراء مياه الشرب الصافي، ولا ادري لعل الاستيراد الشمولي للحكومة سينالها ذلك؟؟..، ناهيك عن الاشكال المتعددة التي تطرح لاختيار الحكومة المناسبة بعد اختيارها وانتخابها من قبل الشعب لاكثر من ثلاث سنوات، فضلا عن اتهامها بعدم الشرعية وانزال الحكم الشرعي بالقتل والتصفية لمنتسبيها والعاملين فيها ـ بحسب رأي شيوخ وعمائم ـ ما بعد سقوط الصنم....

اعتقد ان المراهنة السياسية وعدم النضج والوعي لحجم المرحلة التي يمر بها البلد، هي المشكل الرئيس وراء كل ازماتنا واخطاءنا السياسية والامنية، وحتى الاقتصادية. فالتفاوض على رجوع وزراء الكتلة (الفلانية) الى الحكومة مقابل اطلاق سراح مجرمين اوغلوا في استهداف الابرياء من الشعب، دليلا على الوضع المأساوي الذي وصلنا اليه في اقبية الحكومة والبرلمان، ناهيك عن المزايدة في التصويت وتمرير قوانين مرتبطة بمصير الملايين من الشعب مقابل غض النظر عن الوزير الفلاني واغلاق ملفه الشخصي المشبع بالسرقة والتهم الجنائية.

لا اريد ان اغرق واطيل في الكثير من الظواهر السلبية في المشهد السياسي، والتي اخاف من ان يغلب طابعها على المنجزات التي تم تحقيقها بالرغم من كثرة الايادي الخبيثة التي تحاول اضعافها، ولكن اتمنى ان لاتنسحب معاول البناء وتصليح الاخطاء السياسية لتصرفات وارتجالات البعض ممن يدعون الاخلاص والنزاهة الوطنية، على حساب دماء الابرياء والتغافل عن مطالبة حقوقهم الشرعية التي استباحها الارهابيون والخارجون على القانون على حد سواء. فعصابات القتل والجريمة المنظمة تمتلك العشرات من الجوازات ( ترانسيت) خارج الحدود، ليتسنى لها المناورة في القتال مجددا.... اما الابرياء من عوائل الشهداء والمظلومين لايملكون بطاقة تأهيل للمطالبة بتعويضهم عن ما فقدوه من اموال وارواح طاهرة!!.

اعتقد ان ما حدث في مدينة الصدر والبصرة وباقي المحافظات، وما سيحدث مستقبلا بسبب تنامي المزايدات الحزبية ونفوذ الغير (..) بشؤننا الداخلية، سيكشف للعراقيين الجهات والشخصيات والاسماء (الرنانة) المتلفعة بثوب الوطنية والدين، الذي فصل عليهم بخلاف مقياسهم وحجمهم الطبيعي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك