المقالات

تهاون غير معلن

1355 22:21:00 2008-05-10

( بقلم : علاء الموسوي )

بحسب ما يرى علماء الاجتماع، ان العهود التي يسود فيها التكتم عن مطالبة الحقوق وفضح ما هو خارج عن العرف والقانون، يلجأ الناس فيها الى المجاز اللغوي، وأحياناً استنطاق الحيوان والطير كي ينوبا عن الإنسان في البوح، من خلال حكايات ملغومة بالإيحاءات، كما ان المجتمعات التي تحاصر أهم الموضوعات الحيوية بالخطوط الحمر تدفع الثمن أخيراً، لأنها تحرم نفسها وافرادها من تحسس الثغرات وأعقاب أخيل التي يتدفق منها الموت والغزاة والانيميا الحضارية.

قراءتي لبنود الاتفاق او الضوابط ـ سمها ما شئت ـ بين التيار الصدري والحكومة التي اعلن عنها وسط تغافل وتكتم واضح لاهم الشروط الموضوعية لحل الازمة المأساوية في مدينة الصدر، والتي تمخضت عن قتل وتشريد المئات من الاطفال والنساء الذين وقعوا اسرى بين مطرقة القصف الصاروخي الاميركي، وممارسات الخارجين عن القانون من تهديد ووعيد بالقتل والاختطاف والتهجير تارة، وحرق وتفجير للابنية والدور تارة اخرى، لايمكن التعليق عليها من وجهة نظر ( صميمية)، ذلك لان الاشارة والايحاء كما اشرنا انفا هو السبيل الوحيد والمسموح به في خضم هكذا مواضيع حساسة.

هذه القراءة دفعتني الى التساؤل عن عدم الاعتراف بصوت جهوري عن الجهات الداعمة والممثلة لجماعات القتل والجريمة المنظمة داخل العملية السياسية من غير مجاملات او حسابات اخرى؟؟..، لماذا نجعل المواطن العراقي الذي يعلق اللجام كالحصان المشكوم والذي يكظم الغيظ، يتحول في النهاية الى كائن مدفون حياً في عالمه السفلي، حيث لا شيء تفرزه الذات الجريحة غير الكوابيس واجترار الهواجس التي تعمق الخوف، وتشل الإرادة، بسبب خوفنا من العاقبة التي قد تسببها لنا الصراحة؟؟. الا يوجد في حساباتنا ما يخبئ لنا الدهر من مصاعب ومتاعب قد يسببها الشريك الاخر في خضم الصراعات والتحديات السياسية، فضلا عن إن ما يجب أن يقال الآن لا قيمة له إذا قيل بعد عام أو عشرة أعوام بأثر رجعي، لان الحقائق هي ملك التاريخ والشعب الذي يوثقها بكلمته وموقفه الحاسم.

الاتفاق بين الحكومة والتيار الصدري بما يحمله من نتائج طيبة للوصول الى حل جزئي لفك الاختناق والتصادم بينها ، فضلا عن الاعتراف بشرعية القانون والغاء المظاهر المسلحة في البلاد، يفتقر الى الكثير من القضايا التوصيفية للحالة المأساوية والخطيرة على امن العراق واستقراره، ناهيك عن فقدان الشروط الموضوعية لحل الازمة الفعلية والمسبب الرئيس لنشوب الاقتتال والخراب لاكثر من شهرين بدءا من عملية صولة الفرسان في البصرة، وانتهاء بمسلسل التراشقات الاعلامية والسياسية من قبل الاخوة في التيار الصدري.

فالحديث عن حل الميليشيات وتسليم المطلوبين للقضاء وتسليم سلاح الخارجين عن القانون، لم يتم التطرق اليه لا من قريب ولا من بعيد، فضلا عن تحميل التيار الصدري (من حيث يشعر او لايشعر) ممارسات جيش المهدي العسكرية في البلاد وما تمخض عنه من خراب وتدمير طيلة الشهرين الماضيين، من دون الاشارة الى التزام واعتراف واضح من قبل التيار بذلك.

اعتقد ان الايام الاربعة المشروطة في خضم (الاتفاق) سيكون كفيلا في ابراز العلاقة الحقيقية بين التيار الصدري والحكومة او الائتلاف في التدافع السياسي المتزامن مع مرحلة الانتخابات، فضلا عن حقيقة التمثيل الشرعي لدولة القانون ومدى الالتزام بهذا التمثيل من قبل التيار الصدري تجاه سعي الحكومة في القضاء على المظاهر المسلحة ومطاردة الخارجين على القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي محترق قلبه
2008-05-11
صح لسانك لقد اصبت كبد الحقيقه لا حل الا بالحل لا حل الا بالحل لا حل الا بالحل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك