المقالات

الذريعة والهدف

1247 18:11:00 2008-05-10

( بقلم : جودي المحنه )

يتخذ البعض من قضية الاحتلال ذريعة للتجريح والتشكيك في وطنية الآخرين الذين يتصدون لقيادة العملية السياسية وبناء العراق الجديد . وهم يعلقون أحلامهم ونواياهم على اجترار جدل عقيم لايمت إلى الحقيقة بصلة ولا طائل منه وإنما هو إملاء مزور للنيل من سيرة المجاهدين واستحقاقهم الوطني. والغريب أن هؤلاء شركاء في هذه العملية أيضا إلا أنهم لم يدخروا جهدا لإحباطها، وقد انسجمت مساعيهم مع مساعي دول الجوار الإقليمي ذات الأجندة المعادية للمسيرة العراقية والحيلولة دون نجاحها لأسباب معروفة. وخلاصة القول أن هؤلاء جميعا قد الحقوا بالعراق تدميرا مروعا طال الحرث والنسل. وخسائر فادحة لايمكن تعويضها حتى في الأمد البعيد.. إلا إننا نجد أكثرٍٍ من علامة استفهام ترتسم أمامنا ٍٍٍيوم حاول هؤلاء الوطنيون ولأكثر من مرة مغازلة المحتلون والغمز لهم من طرف خفي وإرسال إشارات واضحة تؤكد رغبتهم بالتعاون وقبولهم كل الأجندة المحمولة جوا والقادمة برا وحتى العائمة بحرا أملا في دوران العجلة إلى الوراء والعودة إلى سالف الأيام والنظام الاستبدادي والمعادلة المبتورة والتسلط الظالم ..كانت أضغاث أحلام . إننا ندرك وبعيدا عن المزايدات إن الاحتلال بغيض ويثير في النفس حنقا وإحباطا وشعورا عارما بالغضب لأبناء شعبنا ونعلم انه جاء نتيجة سلوكيات وسياسات النظام الاستبدادي السابق وان المحتل لم يأتي من اجل سواد عيون أطفالنا بل جاء يحمل أجندة تجسد مصالحه ونواياه في بلادنا والمنطقة وجاء دولاً وحكومات وعساكر من أصقاع الأرض متمنطقا بأشرس الأسلحة وأعظمها فتكا وتسلل من أجواء أشقائنا وأراضيهم مكرما بأكاليل الغار وقد اثأر هوس الجيران والإخوان ليقتصوا منا نحن ضحية كل الأطراف ولم نتفس الصعداء بعد... إننا ندرك مشروعية المقاومة وألوانها المختلفة بدأً ًمن الدبلوماسية والعمل السياسي ٍ إلى التصدي والجهاد ضمن الأطر المتاحة والمشروعة وفق الاقتدار من اجل البلاد والعباد ولكن هذا لايلغي أولوياتنا التي ترغمنا على استثمار الجهد الدولي المتعاطف معنا بما فيه جهود المحتلين أيضا وتعاونهم من اجل بناء العراق المدمر حاليا وفق الاستحقاق الذي ترتب عليهم ضمن أطر القانون الدولي... علينا أن نسعى إلى بناء العراق الجديد وفق المعايير الدولية الرصينة والتي تنسجم مع الاصطفاف الدولي الجديد في التطور والاقتصاد والتواصل الإنساني والعلمي من جهة وتطلعات شعبنا المظلوم في بناء دولته الديمقراطية دولة الانتخابات والمؤسسات وحقوق الإنسان من الجهة الثانية ولم يكن ذلك حلما من أحلام الماضي فقد قطعنا شوطا في هذا الطريق وعلينا التواصل وادامةالمسير..رغم إن الطريق لازال وعرا ولا يخلو من مطبات فان خضوع العراق( للبند السابع) يكبل حركة البناء والتطور والاستثمار ويحول دون نماء علاقات متوازنة مع بلدان العالم، لذا يجب أنٍ تتضافر جهود المخلصين والمتصدين لإخراج العراق من هذا القيد لتحرير إرادة العراق والعراقيين وتحقيق الاستقلال الناجز لانجاز عملية البناء والأعمار.. وقد سعى المخلصون المتصدون للعمل في هذا الاتجاه آملين أن تثمر مساعيهم المخلصة قريبا،وفي هذا المضمار أيضا فان العراقيون اليوم يخوضون غمار المفاوضات التاريخية مع الولايات المتحدة لتضيم العلاقة بين الطرفين على أسس العلاقات الدولية والقانون الدولي واحترام ثوابتنا الوطنية المعلنة والمشروعة ضمن اتفاقية سيتراتيجية طويلة الامد فلابد من تعضيد دور المفاوض العراقي وترصين الوحدة الوطنية واستثمار الاصطفاف الوطني الحاصل الآن لبلورة موقف قوي ومقتدر والخروج بأفضل النتائج ..إنٍ العراق سيكون محورا لتحولات ومتغيرات مستقبلية في المنطقة وهذا ما يرعب دول الجوار ذات الأنظمة الشمولية والعوائل الحاكمة المتسلطة على رقاب العباد ظلما والتي تقف اليوم ضد أرادة العراقيين وخياراتهم المشروعة خوفا من رياح التغيير القادمة حتما...ٍ

من اجل ذلك يجب إن تكون( الرؤيا واضحة موحدة )لدينا باتجاه الهدف المنشود آنيا واستراتيجيا وهو بناء دولة العراقٍٍ الاتحادي الفيدرالي الحديثة ذات المؤسسات ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍلنغلق إلى الأبد نوافذ التسلط والديكتاتورية... و لينعم ا لجميع بٍالحرية والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص..لينتهي الى الابد الفساد الما لي والاداري والروتين واستغفال الناس وسرقة استحقاقاتهم المادية والمعنوية من قبل الانتهازيين والنفعين والمتصيدين في المياه العكرة ولتقبر إلى الأبد كل المظاهر البيروقراطية ....وذلك لن يكون يسيرا على المتصدين والمخلصين من أبناء الوطن فهي حربا متواصلة تتطلب جهودا مضنية وصبرا متواصلا وعمل دءوب... وتضحيات جسام وهذا هو قدرهم واستحقاق شعبهم .ولعل مايجعل المهمة يسيرة ويساعد في اختزال الزمن والجهد ويقدم أفضل النتائج على مستوى الانجاز والفائدة وإنصاف الناس وحماية حقوقهم هو العمل على سيادة القانون والاحتكام إليه بعيدا عن الحسابات الضيقة والسعي الحثيث والجاد لحل الميليشيات وحصر السلاح بيد أجهزة الدولة تحديدا.

كما يتطلب الأمر انجاز المصالحة الوطنية وتامين مشاركة القوى السياسية المؤمنة بالحوار والنهج الديمقراطي والعملية السياسية والرافضة للعنف في صنع السياسات والقرار وتحقيق مبدأ الشراكة في بناء الوطن. إن( بناء الدولة الديمقراطية) ذات المؤسسات الرصينة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاتتقاطع مع ديننا الإسلامي الحنيف الذي يستوعب ويحتوي كل المتغيرات الإنسانية المتطورة ذات الأبعاد الأخلاقية والتي تنسجم وروح العصر وفق ضوابط معروفة سيشكل أرضية صلبة للتحرك والبناء وفق منظور سياسي ملتزم ومقبول ساعين إلى إشاعة القيم الديمقراطية وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني ودعمها لتشكل زخما ساندا لأجهزة الدولة ومؤسساتها باتجاه عملية البناء والتغيير..

أن الدعامات أ والركائز الأساسية التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية المستقرة والتي تحقق السلم الاجتماعي هي( صناديق الاقتراع )التي تؤدي إلى التداول السلمي للسلطة وفق الدستور الدائم واحترام سلطة القانون وحماية مصالح الشعب وتقديم أعلى مايمكنٍ من الخدمات ٍوبذلك نكسب التفاف شعبنا ومحبته وثقة العالم بنا واحترام الشعوب لنا...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك