المقالات

الفساد الإداري… البعدالثالث

1222 17:23:00 2008-04-24

( بقلم : جودي المحنه )

لن نستعرض هنا تصنيف منظمة الشفافية الدولية للعراق واعتباره في مصاف الدول المتقدمة في مجال الفساد الما لي والإداري. ولن نتعرض للأبطال الأشا وس واصحا ب الملاحم البطولية في معارك (الاختلاس والاحتيال والابتزاز والتزوير) والذين تمكنوا من انتزاع لقمة الجياع من أفواههم واستأثروا با لمال العام ، وتلك نتائج أفرزتها هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الدولة و المجتمع، أو الوباء السريع الانتشار والفاعل العدوى الذي يعا ني منه الناس اليوم، ليس في العراق فحسب وإنما في كثير من بلدان العا لم ... وهو متعدد الوجوه والجوانب والظواهر وله آليات وأساليب عمل وضعها المفسدون نتيجة خبرتهم وتمرسهم في عمليات التلاعب والاحتيال والابتزاز وحجب الخدمة عن المواطنين دون مقابل أواستغلال...

وليس من اليسير مواجهة ومعالجة الفساد دون برنامج عمل وآليات وخبرات تكون بمستوى عال تجند لها طاقات بشرية ومادية وإعلامية فاعلة و تهيئة كوادر بديلة على مستوى من الكفاءة والأمانة والنزاهة لاحتلال مواقع المسئولية بديلا عن هؤلاء الذين يستعصي أحيانا استجابتهم للعلاج .. .

لقد وضعت الأمم المتحدة برامج لمعا لجة الفساد الإداري والمالي. بعد دراسات ميدانية واستشارية و تقيم تجارب دولية لمحاصرة هذه الضا هرة وتحجيم إفرازاتها، يمكن الإفادة منها في مجا ل التطبيق والمعا لجة في الدول التي تعاني من هذا الوباء وقد تشترك الدول المصابة بظروف متشابهه مع بعضها من الدول الاخرى في مسببات الإصابة فغا لبا ما تستشري هذه الظاهرة عند حصول انعطافات حادة في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في هذه الدولة او تلك وغالبا ما يرتبط ذلك بقهر سياسي أو اقتصادي سابق او سقوط نظام حكم ظالم كان يفرض نظام التقشف والحرمان . والاستئثار با لمال العام من قبل ا لطغمة الحاكمة وأتباعها .. فسرعان ما ينفجر الوضع وتختل الموازين وتضيع الحسابات ويغدوا المال العام عرضة للنهب والاحتيال، ويتحول الأداء المهني إلى أ داء مشلول لا يلبي حاجات الناس نتيجة انهيار هيكلية الدولة القديمة واضطراب الحركة الاقتصادية وانتشار البطا لة وانشغال السا سة في نتائج وإفرازات العملية القيصرية العسيرة لولادة نظام حكم جديد من رحم الأحداث وإرهاصاتها...

وليس ببعيد ما حصل لدول ا لاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابق عند بداية تحولها إلى الاقتصاد الحر فانتشر الفساد وعمت الفوضى و عمليات السطو والسرقة والقرصنة وانتشرت الشركات الوهمية ومكاتب الاحتيال والابتزاز والعصابات حتى وصل الأمر أن يباع اليورانيوم المخصب في الأسواق العالمية من قبل عصا با ت القرصنة ومافيات الجريمة وان يضل الجيش الروسي أشهرًا بدون رواتب لإفلاس الدولة الروسية، وخضوعها لمساومات دولية من اجل تسديد رواتب جنودها ولازالت تعاني مثل هذه الدول إلى الآن من مساوئ الفساد الإداري والمالي ... فليس غريبا ما يحصل عند نا من تواجد بؤر الفسا د هنا وهناك ونحن بلدا حكم عقودا من الزمن دون عدالة او مساواة بين أفراد المجتمع ومورس فيه أنواع التمييز والقهر والحرمان والاستلاب وهدر الحقوق والاستئثار بكل شيء دون مراعاة لأبسط حقوق البشر فأ نعكس ذلك سلبا على سلوكيات بعض الأفراد في أجهزة الدولة ومفاصل الخدمة نتيجة حرمان سابق، وقناعات غير مشروعة، واستغلال ظروف تكوين الدولة العراقية الجديدة. اضافة الى توفر مساحات متروكة تسمح للحراك غير المشروع ، كل هذه العوامل والتراكمات جعلت ظاهرة الفساد تطفوا إلى السطح دون اكتراث من احد. أو مراعاة لشريعة ا واحترام لحقوق أو مراجعة لضمير.. إن هذه الظاهرة ليست طويلة العمر بل أن موتها وأزالتها مرهون باستقرار مؤسسات الدولة واعتمادها الدستور وشفافية القانون وتطويرا لعمل الرقابي والإشراف الحسابي الدقيق إلى جانب أرادة عالية القدرة والكفاءة على ا لمواجهة مع فهم دقيق لعمق المسئولية الشرعية والأخلاقية وروح المواطنة الصالحة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك