المقالات

بمناسبة السنوية الخامسة لاستلام المرجعية العتبات المقدسة في كربلاء

1373 15:46:00 2008-04-14

( بقلم : حسن الهاشمي )

تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الخامسة لاستلام العتبات المقدسة في كربلاء وإدارتها من قبل المرجعية الدينية العليا في 15/4/2003م، ولا يسعنا في هذا المقال إلا أن نسلط الضوء على ما شهدته العتبة الحسينية المقدسة من طفرة نوعية في الإعمار والتنمية وفي كافة المجالات، لاسيما على الصعيد الثقافي فقد تحولت إلى مركز إشعاع فكري وثقافي وحضاري يبث فكر الإسلام الحقيقي ويعرف العالم بالأهداف والمواقف النبيلة لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، لينتهل الجميع من رشف نبعه المتدفق الذي يبث في أوساط الأمة معاني النبل والإخلاص والفضيلة. يتولى قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة نشر علوم أهل البيت عليهم السلام والثورة الحسينية بصورة خاصة والتعريف بالعتبة المقدسة وصاحب المرقد الشريف وإعلام الجمهور بنشاطات العتبة وإحياء المناسبات الدينية والشعائر المقدسة، تأسس القسم في الأول من شهر رمضان1424هـ حيث بدأ بثلاثة أشخاص ويتكون حاليا من العشرات موزعين على شعبة الإنترنت التي صممت وبرمجت وتدير حاليا موقع العتبة الرسمي www.imamhussain.org

وكذلك تدير البث المرئي المباشر من خلاله، للفعاليات اليومية والمناسبات المليونية، ونقل معظم المحاضرات التي تجري في الصحن الحسيني الشريف، فضلاً عن نقله اليومي لبث إذاعة الروضة الحسينية المقدسة وغيره، وهو أول بث مرئي للإنترنت في تأريخ العتبات المقدسة في العالم، ويحتل الموقع المرتبة الأولى بين المواقع الأليكترونية لهذه العتبات من حيث عدد الزائرين، وقامت الشعبة كذلك بتصميم وبرمجة موقع مكتبة العتبة الحسينية المقدسة www.imamhussain-lib.com

وتعد شعبة النشر من الشعب المميزة في قسم الإعلام، التي تقوم بدورها بإصدار نشرة ثقافية إسبوعية باسم (الأحرار) مع أربعة ملاحق شهرية (العقائدي، الثقافي، السياسي، الاجتماعي) ومجلة نصف شهرية تعنى بشؤون المرأة والأسرة المسلمة باسم (الزينبية) ومجلة فصلية بإسم (الروضة الحسينية) و (دليل العتبة الحسينية المقدسة) السنوي التاريخي والتعريفي بأقسام العتبة و(دليل الزائر) بعدة لغات و دليل (الإنجازات الهندسية للعتبة الحسينية المقدسة) الذي يتم طبعه كل فترة بعد إضافة المشاريع المنجزة الجديدة، كما ألفت وصممت الشعبة مجموعة كراسات وكتب ومنها كتاب (تقويم الشعائر الحسينية من وحي الثورة وفتاوى الإمام السيستاني) والعديد من الإصدارات الملونة والعادية اليومية خلال المناسبات المليونية (رسالة عاشوراء، رسالة الأربعين، رسالة الشعبانية) والإصدارات السنوية الفردية أيام المناسبات الأخرى.

وأيضا هناك شعبة الإذاعة الخارجية والإنتاج المرئي التي تضم إذاعة الروضة الحسينية المقدسة التي تبث المحاضرات والبرامج والأخبار على موجةFMو88،7 لمدة (12) ساعة يومياً تقريبا تزداد إلى24ساعة خلال الزيارات المليونية وإذاعة القرآن الكريم من العتبة الحسينية المقدسة على تردد 107،9FM وتبث24 ساعة يوميا، وتقع ضمن هذه الشعبة وحدة التصوير والإنتاج المرئي والسمعي التي تقوم بتصوير معظم الفعاليات الدينية والثقافية في العتبة، ومراحل إنجاز مشاريعها فيديويا وفوتوغرافياً، لتوثيقها ثم إجراء المونتاج على العام منها وإنتاج أقراصها الليزرية لتكون متاحة للنشر في وسائل الإعلام، ويتم توزيعها بين المؤمنين من خلال إهدائها أو بيعها.

وتوجد كذلك شعبة الإذاعة الداخلية التي تدير مشروع البث الموحد للأذان في العتبتين وعشرات المساجد في المدينة، وتنظيم أصوات القراءة في الصحن الشريف من خلال تقسيمه لأجزاء لا يؤثر بعضها على بعض عند وجود أكثر من فعالية فيه، كذلك تقوم بإدارة الأذان وقراءة القرآن والأدعية اليومية والموسمية. ولا ننسى الشعبة الإدارية المنظمة لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي ومهرجاني ربيع الرسالة وربيع الولاية ومنتدى الطف الثقافي النصف شهري الراعي للإبداع الأدبي والثقافي لاسيما في الأوساط الشبابية الواعدة، واحتفالات المواليد والاستشهاد للمعصومين وبعض ذراريهم عليهم السلام، وتقوم الشعبة بخط اللافتات ورسم الزخارف وتجليد الكتب وتنظيمها داخل العتبة، كما تقوم هذه الشعبة بتوزيع إصدارات بقية شعب الإعلام لزوار محافظات العراق وحتى باقي الدول، وتنظيم علاقة القسم مع باقي المؤسسات الثقافية والإعلامية في العراق والعالم، والإشراف على عمل الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى الداخلة في العتبة المقدسة.

وكفى بالذي يلقي نظرة عابرة فيما حوله يذعن بالفرق الشاسع فيما آلت إليه الأمور من قفزة نوعية في الجانب الثقافي خاصة في غضون السنوات الخمسة المنصرمة بعد السقوط فيما إذا قارناه في زمن النظام البائد، حيث كانت العتبات تلفها الهجران والتهميش والتخريب، وعلى سبيل الذكر لا الحصر أن القاعة التي تقابل موضع الإستشهاد المقدس في الضلع الغربي للصحن الحسيني الشريف كانت في السابق قاعة مهملة تتراكم فيها الغبار وتتجمع فيها الأوساخ وتتلاعب في حجراتها الفئران وتنخر في أبوابها وحيطانها الديدان والإرضة، وهي كانت مخصصة بالذات كزنزانة لتوقيف المؤمنين والزائرين، والآن وبعد سقوط الصنم قامت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بتأهيل نفس تلك القاعة إلى قاعة جميلة تزينها النقوش المغربية مع تبديل أبوابها الخارجية بالساج الأصلي والداخلية بالألمنيوم الفاخر، وتم مؤخرا الإنتهاء من الطابق الثاني الذي يعلو قاعة الإعلام حيث انضمت مرافقها إلى قسم الإعلام بشعبه المتعددة وهي الإدارة والفنية والنشر والأنترنيت والصيانة والإذاعة الداخلية والخارجية، إذ تتظافر جهود هذه الشعب بكوادرها الفنية والعلمية والتحريرية بتعريف العالم من خلال البث المباشر والإصدارات المتنوعة وأهم ما يتم انجازه من مشاريع عمرانية وثقافية وفكرية، هدفها النهوض بالمستوى الثقافي للمسلمين وبث أهداف الثورة الحسينية في أوساطهم، وكذلك تقديم الخدمات وجميع سبل الراحة للزائر الكريم الذي يروم بزيارة الإمام الحسين عليه السلام سواء في ليالي الجمع أم في الزيارات المليونية المنصوصة.من دون تعمل ومن دون إجهاد يتوصل الزائر إلى الفارق الكبير بين ما كان يلف العتبة في النظام البائد من إهمال وخراب، وما يساوقها الآن من عطاء متدفق، وليس عجيبا لما يشاهده المرء من تفاوت في الخدمة بين العهدين، العهد الديكتاتوري السابق الذي كان يقتل الطموح ويحارب القيم والمعتقدات بنظرته الطائفية الشوفينية، والعهد الجديد الذي يشهده العراق ونلمح فيه تفتق العقول وتفجر ينابيع الإبداع والتطور والخدمة، في مساحة متاحة للجميع دون استثناء بغض النظر عن انتماءهم الطائفي أو العرقي، خدمة للصالح العام وتطويرا للوطن وإصلاحا لما فسد من أمور المسلمين خصوصا في الحقب التاريخية المظلمة.

وبضرس قاطع نستطيع أن نقول أن ما شهدته العتبات المقدسة في كربلاء من مشاريع خدمية في الآونة الأخيرة وبالتحديد بعد إدارتها من قبل المرجعية الرشيدة في النظام الديمقراطي الجديد يفوق بكثير ما شهدته تلك العتبات طيلة مئات السنين في الأنظمة الديكتاتورية الطائفية التي تعاقبت على العراق في العصور البائدة، بالرغم مما شاب عملها من تحديات داخلية وخارجية وفي ظروف أمنية صعبة عاشتها طيلة الخمس سنوات المنصرمة من زمن التغيير، هذا ما يلمسه كل من زار العتبات بعيد السقوط وأجرى مقارنة لمرافقها ومنشآتها حاليا مع ما كانت عليه قبل السقوط.

في السابق كانت النشرة التي تعرف الناس بشخصية الإمام الحسين عليه السلام من ضرب الخيال، أما اليوم فالزائر الكريم وفي كل حين يستطيع أن يتزود ويرتوي بما يريد من الثقافة الحسينية الخالصة، عن طريق ارتياده في قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة واقتناءه ما يريد من نشرات وكتب وصور وكراريس وأقراص مدمجة للمحاضرات والفعاليات المقامة في العتبة وفي المراسيم المختلفة، هذا هو الفارق بين النظام الديكتاتوري الذي يحاول أن يتحكم برقاب الناس بالجهل والقمع والإرهاب، والنظام الديمقراطي الذي يضخ الناس بالثقافة المفيدة التي تجلو القلوب من رين الجهل والتخلف والفساد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن محمد
2008-04-15
المرجعية هي الحكم في العتبات المقدسة ولايحق لاي كان ان يحتلها مثل ماحصل في الكاظمية فمرقد الامامين احتلا من قبل عصابات البريئة منهم المهدي ع وال بيته الاطهار ع فقد قام هذا النفر الضال بالاستيلاء على الاموال لدعم العصابات الضالة عن الحق والصواب فنطالب الحكومة انهاء الاحتلال لهذه الزمر الضالة وحتى يتمكن الزائر من اداء مهمته بنجاح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك