المقالات

متى نعي حالنا ومستقبلنا ؟! 

1190 2021-07-16

 

 حسن المياح ||

    

مع شديد الأسف لا زلنا نمجد الصنم البشري، والوثن الإنساني على حساب الخط الرسالي، وعقيدة لا إله إلا الله، وندخل الشرك الى نفوسنا وعقولنا وقلوبنا من حيث نشعر أو لا ندرك، لأن من أطاع صنمآ وتلقى منه فقد عبده.

 وهذا إشراك واضح لا لبس فيه، ولا غموض يعتوره، وليس غائبآ عن البال . وكم أتمنى أن يكون التلقي من العقيدة الإلهية، ودستورها القرآن الكريم، والإستجابة الى تعاليمهما، وعدم الإنصياع الى من يتاجر بالخط الرسالي، أو التنظيم الحزبي، أو التكتل البشري ، أو أمينه العام (الذي ربما لم يكن أمينآ حقآ، وهذا هو الغالب) ويسير بخطى الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، والميامين من آل البيت الكرام المعصومين عليهم السلام.

 ونتخلص من الصنمية الكالحة، والوثنية المسخ، ونكون أحرارآ في أرادتنا، وتفكيرنا، وعقلنا، وإنتمائنا الى خطنا الرسالي الحركي المستقيم الإسلام العظيم، وندعو الى الله تعالى على بصيرة من أمرنا، وإلتزامنا الدقيق الحكيم بما جاءت به عقيدة لا إله إلا الله، التي يفهمها العربي الأصيل التي نزلت بلغته، ويفهم معناها، ويدرك أبعادها ومضامينها، وهي أن لا عبادة إلا لله، وحده لا شريك له،  وأن لا حاكم إلا الله، ولا مشرع إلا الله، ولا منهج إلا منهج الله، ولا نظام إلا النظام الذي إنبثق من عقيدة لا إله إلا الله وهو الإسلام العظيم، وأن لا شريعة إلا شريعة الله تعالى المتمثلة بشريعة الإسلام، وأن لا متصرف إلا الله، والغاية الأساس، وجوهر الدين، وغاية الوجود الإنساني من عقيدة لا إله إلا الله، هي تعبيد الناس - كل الناس -  لله تعالى وحده، وأن يكون العمل الرسالي الجاد، هو الوسيلة للتقرب الى الله، وكسب مرضات.

     فمتى ندرك، أن لا عبادة لبشر على حساب عقيدة لا إله إلا الله، كما يفهمها العربي البليغ؛   وأن لا طاعة لإنسان فيما يخالف طاعة الله والتلقي منه، لمن أراد أن يتلمس خطى الخط الرسالي ويتحرك على ضوء نوره وتوجيهاته ؟

     متى ننزع ثوب الذلة للبشر والإنسان، ونرتدي لباس الحرية والإنعتاق من تبعات الإنسان، وثقل الأرض، والخلود الى التسافل والإنحطاط والتردي في مهاوي النفس، وهوى الذات، ورغبات الإنسان، ومشتهياته الرذيلة الهابطة،  ولا نسمو ونرتقي ونستعلي بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له؟

     مرت السنون، وإنقضت الأعوام، وخلت الذكريات، وكثرت الإنحرافات، وتفاقمت المنكرات، والموبقات، فماذا جنيناه، وحصلناه، لكي ندخره لأخرانا ؛!  هل وعينا هذا؟

  نحن نغط في سبات عميق، وفي غفلة طال أمدها، ويجب أن نصحو ونلتفت الى أنفسنا، الى أين نحن ماضون؟  وما هي وجهتنا؟

وما هي الغاية التي ننشدها؟ وما هو مركبنا الذي يوصلنا الى هدفنا؟

هل الطريق واضحة معالمه؛ أم نحن نسير في دهليز مظلم، نجهل نهايته؟

 هل يفيدنا الإنسان، الذي تتحكم فيه غريزة حب الذات، التي هي منطلق الشرور والآثام، ما لم تهذب وتربى وتوجه ؛   ونترك منهج لا إله إلا الله المحمود العواقب، والواضح المعالم، لكل بصر وبصيرة، وكل إنسان خلق على هذه الكرة الأرضية وفي هذا الكون؟

لماذا نبتعد عن الذي يريد لنا الخير والسعادة ؛ ونرتمي في أحضان الذل والمهانة والتبعية المقيتة؛ ونستجدي رغيف الخبر، الذي ثمنه علينا العمالة، والخيانة، والإنحراف، والإنخراط، والإلتجاء الى بؤر الأرهاب، والتعدي على حقوق الناس، وممتلكاتهم، بروح باردة، ونفس متهالكة متكالبة ؛ ونعزل أنفسنا، ونتجنب  الخط المستقيم الواضح اللاحب في إسلامنا؟

  فلنفكر معآ بعقولنا التي وهبها الله تعالى لنا، ونحكم ضمائرنا، ونثور إرادتنا، ونفعل وجداننا، ونحاسب أنفسنا، ونخطط بجد وإخلاص، لكي نؤمن مستقبلنا، ومستقبل أولادنا، وأحفادنا، ونحافظ على عزتنا، وكرامتنا، وثرواتنا، وخيراتنا، ووطننا، وثروتنا البشرية بكل أعمارها، بعز وشموخ قبل أن نفوت الفرصة، بتلاحمنا وإجتماعنا على عقيدة لا إله إلا الله، قبل أن يستضعفنا الأعداء الذين يتلمظون حقدآ وحنقآ علينا، وأن نفشل مخططاتهم الظالمة القاتلة التي يسوقوها بشعارات براقة، واهمة، وأكاذيب مضللة، فاضحة معلنة، من أمثال الليبرالية، والديمقراطية، والعلمانية المدنية، والتيارات المدنية الهابطة المسعورة، والوطنية الخادعة، والقومية المزيفة، والتحرر والتخلص من الفاسدين، وكل مفسد وطاغ ومتفرعن ومستكبر وحاقد وعميل، لأنهم هم أس وجذر ومخ الفساد، ولأنهم فاسدون متمرسون ومفسدون، والنعرات المذهبية والطائفية المهلكة للحرث والنسل والوجود، وما الى ذلك من الشعارات الجوفاء، والأبلقات السافلات، والى غير ذلك من ترهات، وخزعبلات، وأوهام، للتمويه على الشعب العراقي المؤمن الأبي الطاهر الغيور .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك