المقالات

ملاحظات حيادية حول لقاء الجزيرة مع مقتدى الصدر

2092 14:39:00 2008-04-02

( بقلم : الدكتورة منى البغدادي )

الحلقة الاولى

بداية لا نريد الخوض في توجهات الجزيرة المعروفة وعدائها للتجربة السياسية الجديدة في العراق كما لا نريد الاشارة العابرة الى الظروف التي اختارتها الجزيرة في بث هذه اللقاء المفتوح وطبيعة التوقيت.واللقاء المفتوح الذي أداره المقدم التونسي غسان بن جدو كان بتنسيق مع حسن الزركاني ممثل التيار الصدري في بيروت والتقى السيد مقتدى الصدر في مدينة قم العاصمة الدينية لايران وهو لقاء قد تم قبل اكثر من شهر وربما ما يثير الدهشة في هذا اللقاء المفتوح هو هشاشة الافكار التي طرحت والتي تعكس طبيعة الواقع العراقي وما يفرزه من قيادات مؤثرة بمستوى السيد مقتدى الصدر الذي بدا لا يحسن اطلاق عبارة متكاملة او جملة مفيدة او فكرة معبرة رغم انه قد أنعزل في قم لنيل درجة "اية الله العظمى" لكي نسشترف المستقبل العراقي وكوارثه من قيادات مبتدئة في الحوزة العملية وقادته الى هذه المصائب والنوائب فكيف يكون الحال لو تحولت هذه القيادات من "حجة اسلام" الى "آية الله" – لا سمح الله-.

الذي يطلع على الواقع العراقي والمناطق التي ينمو فيها تيار مقتدى الصدر وجيش المهدي فلا يستغرب كثيراً لهذا التكاثر المتزايد والنمو المتصاعد في مناطق عانت طويلاً من ثقافات السلطة السابقة وخرافات القيادات اللاحقة فقد لا تستغرب كثيراً وانت تشاهد طوابير من الناس في مناطق مدينة الصدر صدام سابقاً والصدر لاحقاً وهي تتدافع على مشاهدة "معجزة" او "كرامة" لصورة تنزف دماً في عاشوراء او خروف يطلم في احدى بيوت الثورة الضيقة وتشاهد الناس يتبركون بجز الصوف من هذا الخروف المسكين مقابل اموال يتبرعونها لصاحب الخروف الذي اصبح ثرياً وعوض قيمة الف خروف في غضون ساعات! والذي ينظم الصفوف هم طلائع جيش المهدي مقابل مبالغ من المال يتقاسمونها مع صاحب الخروف والمؤسف ان فضائيات كانت حاضرة لتصوير هذه المعاجز في زمن انقطاع المعجزة والنبوة والعصمة.

ومشهد اخر لا يختلف كثيراً عن هذا فقد تشاهد مجاميع من الناس وهو يطالعون السماء ويدققون في داخل القمر لكي يشاهدوا صورة الشهيد الصدر كما اخبرهم مكتبه هناك ولا يجرؤ احد على انكاره هذه المعجزة بسبب وجود فرق الصكاكة المعنية باغتيال من يختلف معهم حتى على مستوى انكار صورة الشهيد الصدر في القمر.وفي فضائية العراقية الرسمية وفي ازمة النجف الاولى نشاهد السيد حازم الاعرجي من قيادات التيار الصدري وهو يحلف عن مشاهدته مدفع هاون يطلق قذائف بمفرده دون تدخل انسان باطلاقها ويريد الايحاء بان الامام المهدي هو الذي كان يطلق القذائف من المدفع. ولا ندري هل ان القذائف التي اطلقت على الكرادة في بغداد مؤخراً كان يطلقها الامام المهدي على مدينة تؤمن به قائداً وناصراً ودليلاً وعيناً.

امام هذه الحقائق المؤسفة والوعي التخريفي الذي يساعد على استيعاب الكثير من الشباب المغفل والبسطاء من الناس ندرك حقيقة ما يجري في المناطق التي يسيطر عليها التيار الصدري والتي تحظى باحترام السيد مقتدى الصدر. ومن هنا فلا نستغرب كثيراً كيف استطاع مقتدى الصدر من التأثير والهيمنة على اولئك الذين يتدافعون على الخروف الذي يطلم او يشاهدون صورة الشهيد محمد الصدر في القمر او يعتقدون بان المدفع يطلق القذائف بمفرده دون تدخل احد! فهل يستغرب او يندهش الاخرون وهم يشاهدون اهالي مدينة الصدر او محافظة ميسان وفي المناطق الفقيرة في العراق وهي تقدس مقتدى الصدر وتقتل من ينتقده وتحارب من يختلف معه.

ولذلك لا نستغرب ان هذه الجماعات تحارب القانون والوعي وتواجه كل الافكار التنويرية لاعتقادها بان وجودها ينمو ويتطور في الاماكن المظلمة كالفايروسات التي تنشط وتنمو في الاجواء المريضة وتموت وتضمحل في الاجواء السليمة.

ان مواجهة الصدريين بالطرق العسكرية قد لا تجدي نفعاً او تحقق اهدافها بل ان المواجهة التثقيفية وانهاء مناطق الظلام واضاءتها بالوعي والفكر والمحبة وتوفير فرص عمل للعاطلين وانقاذ عقول الناس من الخرافات التضليلية ومواعظ الخطباء السيئين وكف الدول المجاورة من تحويل العراق الى دولة المحاور وتصفية الحسابات كفيل بانهاء ظاهرة مقتدى الصدر الى الابد.

وسوف نشير في الحلقة القادمة عن ملاحظاتنا حول اللقاء المفتوح مع السيد مقتدى الصدر في فضائية الجزيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع من بعيد
2008-04-03
اخوان من الظلم ان نقول مقتدى السبب وانما الحاشية الذي تحيط به هم من مجدوه وحعلوه الها ومقتدى ماكان منه الا ان يصدق نفسه انه قائد الامه والحوزة الناطقة والصراط المستقيم وقد رايت مثقفي التيار الصدري عن قرب وهم اكثر جهلا من العامة البسطاء ويقاتلون بضراوة دفاعا عنه حتى لو كانوا على ضلالة ومع انهم يحملون شهادات ويعيشون في بلاد غربية الا ان غسيل الدماغ الذي عندهم لايوصف واما اتباعه فهم بعث الشيعة والذي كانوا عبيد هدام المقبور حينها وتربوا على ان رائحة الدم هي غذائهم فلايفيد تثقيفهم بل محاكمتهم
ابو محمد البصراوي
2008-04-03
مقتدى هذا الطفل الجاهل الذي اتحداه ان يقول جمله واحده بدون اخطاء هل الجاهل عمل جيش اسمه هذا الامام من خيرة البشر من سلالة الرسول الاعظم محمد عليه افضل الصوات والسلام ولكن هذا الاسم يطلق على مجموعات من اللصوص والبعثيه وقطاع الطرق وفدائي صدام وكل الرذائل موجوده عندهم بل حتى عديمي الاخلاق والكل يعلم هذا . ملابسهم السوداء المبشرة بالموت وكانهم كالغربان وكبيرهم مقتدى الغراب الاكبر ( اذا كان الغراب دليل قوم دلهم على ارض الخراب ) . والله لو بقي مقتدى سوف يدمر العراق ونبقى نترحم على صدام
الخفاجي
2008-04-03
صدفت واللة دكتورة , لا وازيد قليلا فقد ظهرت صورة السيد (المقدس) في حنفية ماء في بيت بالبصرة محاط بمسنقع من المجاري في منطقة خمسة ميل وظهرت "اشباح" تقاتل في مقبرة النجف , أتمنى أن لا تخطيء الاشباح أهدافها -عن قصد - فتصيب صواريخها الكرادة والبتاويين وغيرها من المناطق الامنة مجددا بعد ان حصدت أرواح المواطنين مؤخرا...شر البلية ما يضحك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك