حزب الفضيلة والتيار الصدري كلاهما كانا ضمن قائمة الائتلاف العراقي الموحد في بدأ الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2005 وبهذا الانضمام تسلقوا باصوات الاغلبية التي اندفعت لتنتخب القائمة التي باركتها المرجعية الرشيدة رغم ان اي من الطرفين لا يعترف بتقليده لتلك المرجعية . فالقائد الروحي والمرجع لحزب الفضيلة هو الشيخ محمد اليعقوبي والتيار الصدري الذي يتبع مرجعية السيد محمد صادق الصدر. والعودة الان الى موضوع الانتخابات , ان كلا الطرفين استفادت من ملايين الاصوات التي انتخبت لتحصل لها على موطئ قدم في البرلمان العراقي وكان لها ما ارادت , فحصد حزب الفضيلة 15 مقعد والتيار الصدري 30 مقعد . والسؤال هنا لو كانت هاتان الكتلتان دخلتا في قائمة لوحدهما او كلا على حدة هل كانت ستحصد كل هذه المقاعد في البرلمان العراقي ؟؟؟ بالتاكيد لا , لا يمكن لها ان تحصد كل هذه الاصوات والمقاعد لانهما لم تكن معروفتان من قبل اي انهما تأسستا بعد سقوط النظام البائد ولم يكن لهما اي معرفة من قبل الشعب الا بنسب لا ترقى الى النتيجة التي حصدوها من صعودهم على اكتاف الائتلاف العراقي . واذا يوجد من يعترض على هذا الكلام ويقول ان التيار الصدري ذو قاعدة جماهيرية واسعة , فهذا الكلام صحيح الان ولكن اغلب هذه الشريحة الواسعة هم من المراهقين وتحت السن القانوني اي لا يحق لهم الانتخاب ولو كان التيار الصدري دخل بقائمة لوحدة لا يمكن له ان يحصل الا على مقعدين او ثلاث لا اكثر . وحزب الفضيلة التي تركز وجوده في البصرة ونسب قليلة منه في المحافظات الجنوبية الاخرى لا يكمن ان ياتي سوى بمقعد واحد لو "ماكو" و"عرفانا بالجميل" لهاتين الكتلتين للائتلاف انسحبتا منه بعد ان حصلت على ما ارادت لتضعف من موقف تلك الكتلة في التصويت على قرارات مهمة ومصيرية تخدم الشعب وخاصة في المناطق التي عانت من الظلم والاضطهاد , فهذه السرقة العلنية لاصوات الشعب مع الاسف لا يوجد لها بند قانوني يلزم الكتل الالتزام بسياسية الكتلة التي انضووا فيها . ويربط اعضاء الفضيلة والتيار عامل مشترك وهو النفس البعثي لبعض اعضاء الكتلتين من خلال الاعمال التي لها سمة وطابع البعث بالوقوف ضد مصلحة الاغلبية الستراتيجية سواء بالاعتراض على مطالب مهمة كالفيدرالية او الاعتراضات التي نسمعها يوميا على اهم القوانين كقانون النفط والغاز او بالنسبة للاتفاق البعيد المدى العراقي الامريكي وقرارات كثيرة خالفوها على مدى تواجدهم في البرلمان اضافة الى الادوار السلبية التي مارسوها نتيجة قلة خبرتهم بممارسة العمل السياسي, واستغلال مجال الديمقراطية بطريقة سلبية ونسوا من خلال ممارستهم تلك مصلحة الشعب من خلال ست وزاراة خدمية تركت وترك حق الاختيار لها وبذلك اهملت مصلحة الشعب مقابل تمتع الاخوان بالجو الديمقراطي !! , كما يشتركون بنغمة واحدة طغت على اسماع العراقيين وهي بانهم عراقيوا الداخل ولهم الحق في مناصب سيادية ومهمة وهناك عراقيوا الخارج الذين اتوا على ظهور الدبابات ليضعوا اسفين بين العراقيين ابناء البلد الواحد ونسوا ان عراقيوا الخارج جاهدوا وناضلوا وقارعوا سلطة النظام البائد ونفذوا بجلودهم الى دول العالم بعد ان تركوا الغالي والنفيس يصادره النظام البعثي في الوقت الذي كانوا قيادات الفضيلة تمارس نشاطها في كلية العلوم السياسية معززة مكرمة من قبل النظام البائد , وقيادات اتحاد الطلبة في الجامعات ومراتب في المخابرات واعضاء الشعب والفرق الحزبية في قيادات التيار , كما نسوا او تناسوا بان عراقيي الخارج هم من حفظوا كرامة اهلهم وعوائلهم في الجنوب وحموهم من الجوع والفقر ايام الحصار من خلال الملايين التي كانوا يحولونها الى البلد شهريا في الوقت الذي كان راتب المعلم لا يتجاوز 25 دورلا والقياس على بقية الوظائف . فمثل هؤلاء الذين رضعوا خبث البعث وصفاقته لهم خبرة في كيفية استغلال الاحداث والمواقف والجهات والاشخاص وتطويعها لصالحهم بحيث انهم لا يظهروا بالواجهة والمقابل يلعب الدور كله كما حدث في احداث البصرة المظلومة الاسيرة بيد عصابات ومافيات النفط والتهريب التي تسيطر عليها عصابات تحميها مليشيات الاحزاب التي تسيطر على المحافظة ومجلسها في البصرة .فبعد انكشاف امرها لدى لجنة النزاهة وبعد التقارير التي كانت الحكومة العراقية على اطلاع تام بها . السرقات علنية وفي وضح النهار وتهريب النفط متخصصة به العصابات التي ترتبط بقادة المحافظة وجميع اهالي البصرة على علم من يقوم بها, وجميع اصابع الاتهام تؤشر الى المحافظ محمد مصبح الوائلي واعضاء حزبة بالتعاون مع ممثلي البصرة في مجلس النواب وعلى رئسهم امير النفط والتهريب صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في البرلمان وبمساعدة اخوه خزعل الساعدي الذي يتولى ملف النزاهة في البصرة , هؤلاء سيطروا على الملفات المهمة كي يتم التكتم وتمرير جميع ملفات الفساد في المحافظة . من غير المعقول ان تكون هذه الثروة بأيدي هؤلاء الحيتان ولا يندفعون بالحفاظ عليها بمختلف الطرق والوسائل وجميعها غير شرعية لانها سرقة ثروة الشعب الذي حرم منها الى اليوم .افتعال الازمات بين الحين والاخر في مناطق الجنوب التي اشتركت فيها اطراف داخلية وخارجية مرة في كربلاء واخرى في الديوانية , وثانية في الكوت واخرى في البصرة , اضافة الى تحريك جماعات منحرفة في تلك المناطق لاجل زعزعة الامن في الجنوب وكي تكون الحكومة في شغل دائم بالملف الامني والخدمي المتلازمين حيث يطاله التخريب والتدمير نتيجة الاعمال الافتعالية لتلك الايادي التي تحرك شريحة واسعة من الشباب العاطل عن العمل باغرائه باموال لم يكن يحلم بها تدفعه القيام بما يطلب منه دون تفكير ودون النظر للمصلحة العامة للبلد من الخارجين عن القانون ومن الذين ظاهريا ينتمون الى ما يسمى بجيش المهدي , فحمل السلاح في دولة قانون لمليشيا تتحرك حسب الطلب وهي التي وضعت في الواجهة في ما يجري في البصرة حققت للفضيلة غطاءا اعلاميا حيث بقي التيار وحده في الواجه الاعلامية في حين ان رؤوس الفساد غير ظاهرة على امل ان يكون انشغال الحكومة بالملف الامني يبعدها من النظر الى ملف الفساد والتهريب الذي لا يقل خطورة عن الملف الامني .ما يحدث في البصرة من تخريب البنى التحتية وحرق انابيب النفط وسرقة الاسواق والمحال التجارية ,قتل الابرياء وترويع الناس وحرق البيوت يدل على ان هذه المجاميع والعصابات التي لا تميز بين الناقة والجمل ليس لها مشروع غير الدمار والخراب وارهاب الناس,فليس مهما عندها المكان الذي يتخذوه مركز لعملياتهم سواء كانت منطقة سكنية او سوق شعبي .وبعد قرار زعيم التيار الذي طالب بوقف المظاهر المسلحة في بيانه الاخير وهو اعتراف واضح منه بجميع الاعمال التي حدثت في الجنوب هي ماركة مسجلة باسم اتباع التيار رغم اعلانه البرائة ممن يحمل السلاح او يخرب المنشأت اوحرمة الدم العراقي باعلان سابق له بعد احداث الزيارة الشعبانية في كربلاء ولكن لم نلمس تطبيق جدي لهذا الاعلان . ويبقى هذا الاعلان ناقص الا اذا اكمل بنقطة عاشرة تطالب اتباعه بتسليم السلاح وحصره بيد الدولة كي لا تتكرر احداث البصرة مرة ثانية في منطقة اخرى . ونتمنى ان يبقى السيد المالكي ان يتابع تطهير البصرة من حيتان التهريب والفساد في المهمة التي بدأها بقطع رؤوس الفساد والتهريب واقصائهم وان لا يخشى في فعل الحق لومة لائم بمساندة كل الشرفاء من اهل البصرة الكرام خاصة والعراقيين من الذين يحملون بين اضلاعهم قلوب تنبض بحب العراق عامة.عراقيـــه
https://telegram.me/buratha