المقالات

بولص فرج رحو شهيد المحبة والسلام في العراق

1157 17:38:00 2008-03-16

( بقلم : علي المالكي )

قدر للعراق الجريح أن يفقد رجاله وأحبائه واحداً بعد الآخر في وقت أحوج مايكون فيهم إليهم لإرساء مبادئ السلام وإحلال المحبة والوئام في ارض الرافدين وللأسف كل يوم نفجع بفقيد ارتحل روحا وغيب جسدا بسبب وحشية القوى الظالمة ورعونة الإرهاب الأعمى الذي يضرب البلد و لايفرق بين رجال العراق ونسائه ولابين شيوخه وأطفاله , نعم هذا هو ديدن الإرهاب وهذه خسة ونذالة وحقارة قوى التكفير والسوء التي عاثت بمقدارت البلد فسادا واستهترت بأرواح وكرامات الأبرياء وللأسف هذه المرة طال الإرهاب رمز من رموز السلام ونموذج من نماذج المحبة والإخاء ورجل من رجال العراق الشجعان الذي حمل هموم العراق في قلبه ودعا لله بصلواته وقداسه من اجل العراق البلد والشعب أن يحل الأمان وتنجلي غمامة الإرهاب السوداء ويعود العراق حاضنا لكل العراقيين بمختلف الأديان والقوميات والمذاهب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ,

 رجل أحب العراق وأهل العراق فأحبه العراقيون بمختلف قومياتهم وأديانهم وانتماءاتهم ومكوناتهم الصغير منهم والكبير الغني والفقير, رحل جسدا عن الدنيا لكنه سيبقى في قلوب العراقيين أخا وأبا وداعيا للحق غيب بجسده لكنه باقي بدعائه وصلواته وسلامه وتمنياته للعراق بالسلام والأمن والأمان وما أحوجنا اليوم إليه والى أمثاله من الشرفاء والأتقياء ودعاة السلام وأصحاب المواقف الشريفة ودعاة الخير , لقد نعاه العراق كل العراق وبكى عليه الشعب كل الشعب وصلى من اجل روحه المؤمنين , لقد ذهب شهيدا للمحبة والتسامح والإخوة وذلك من خلال دعواته المتكررة وندائاته العديدة التي أطلقها مرارا وتكرارا وأخرها قبل اختطافه بأيام عندما دعى العراقيين جميعا لنبذ الخلافات وتقوية أواصر المحبة وإرساء قواعد الوحدة بين العراقيين الذين وحدتهم الآلام والمصائب فلا تفرقهم المواقف والانتماءات هذه آخر الكلمات التي أدلى بها الشهيد المطران بولص فرج رحو رئيس أساقفة الموصل قبل أيام من عملية اختطاف تعرض لها مع ثلاثة من مرافقيه ( رامي وسمير وفراس) في الموصل والذين استشهدوا اثر اطلاق النار عليهم واستمر اختطاف المطران رحو حوالي أسبوعين حتى وجد ميتا يوم الخميس (13/3/2008) في مدينة الموصل أيضا وتم تشيعه يوم الجمعة في قرية كرمليس ويشغل المطران رحو منصب رئيس أساقفة الموصل للكلدان وقد ولد عام (1942) وتسلم منصبه ككاهن في الكنيسة عام (1965)

 وينتمي رحو للكنيسة الكلدانية في العراق والكلدان من سكان العراق الأوائل وهم جزء من الحضارة العراقية منذ آلاف السنين وعاشوا جنبا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين وباقي الأديان الأخرى بإخاء ومحبة ووئام طوال هذه السنين وحصل الكلدان في العراق على منصب رفيع في الفاتيكان عندما توج عمانوئيل دلي الثالث بمنصب الكاردينال من قبل البابا ويعد هذا الإنجاز محل افتخار للعراقيين جميعا كون العراق يحضى بتقدير واحترام قداسة البابا بنديكتس السادس عشر والذي دعى للعراق أكثر من مرة وتمنى لأبنائه تخطي هذه المرحلة الصعبة وأثارت عملية اغتيال المطران رحو حزنا كبيرا لأغلب العراقيين الذين شاركوا إخوانهم المسيحيين بالمصاب وتذرعوا لله العزيز القدير أن يتغمد الشهيد بوافر نعمته ويلهم أهله وأنصاره ومحبيه الصبر والسلوان ولم تكن عملية اغتيال المطران رحو الأولى من نوعها بل سبقتها العشرات من عمليات الاغتيال والخطف التي طالت رجال دين وعلماء واساتذه ومفكرين وركزت هذه العمليات على دعاة الوحدة وأصحاب المواقف التضامنية والوحدوية في العراق وابتدأت هذه العلميات باغتيال شهيد المحراب أية الله العظمى الشهيد المجاهد السيد محمد باقر الحكيم في النجف الاشرف ومن بعده العشرات من رجال الدين من مختلف الأديان والقوميات والمذاهب ولم يختصر الإرهاب على طرف دون آخر بل استهدف الجميع لإشعال فتيل حرب طائفية بين مكونات الشعب وباءت اغلب هذه المخططات بالفشل بسبب حنكة وحكمة العراقيين ودور القيادات الروحية والدينية في توعية الشعب وإبراز الخطر الكبير الذي تشكله قوى التكفير والإرهاب على النسيج العراقي المتلاحم وطبعا عملية اغتيال المطران رحوا جزء من مساعي قوى الظلام والإرهاب لتفتيت الوحدة والتضامن في العراق لان القتلة والمجرمين يتسترون بأسماء إسلامية وهمية الهدف منها الإساءة للإسلام دين المحبة والسلام وتفتيت أواصر المحبة والتعايش السلمي بين الإخوة العراقيين من المسلمين والمسيحيين رحم الله الشهيد المطران بولص فرج رحوا وكل شهداء العراق ولأرواحهم السلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك