( بقلم : علي المالكي )
لو كان الفقر رجلاً لقتلته هذا نص مقال للإمام علي (ع) يبين من خلاله الآثار الجسيمة التي يحدثها الفقر داخل المجتمع وأنعكاسه السلبي على الشخص الفقير نفسه وخصوصاً الإنسان الضعيف الذي يفتقر إلى الإيمان والقوة التي يستطيع من خلالها مواجهة الفقر وآثاره الناجمة وقد يتحول هذا الإنسان بين ليلة وضحاها وبسبب عوامل عديدة إلى وحش كاسر يصعب السيطرة عليه , ويتضح من خلال هذا المقال إن تنامي الفقر المالي والثقافي داخل الكيان الإنساني بالإضافة إلى الإهمال والنسيان والحرمان الأجتماعي يشكل خطر جسيم ليس على الشخص الفقير فحسب كما قلنا بل تتعدى آثاره إلى مديات أوسع تصل إلى حد الثوران والانقلاب الداخلي من أجل إحداث تغيير جذري واقعي والأنتقال من واقع إلى واقع آخر وتحقيق غايات معينة بغض النظر عن الوسائل المستخدمة لذلك,
وتنتشر مظاهر الفقر بصورة كبيرة داخل المجتمع العراقي بسبب طبيعة الأوضاع السائدة ورعونة السياسات السابقة وانتشار ظاهرة التمييز الطبقي والطائفي داخل المجتمع العراقي في الوقت السابق الأمر الذي أدى إلى نشوء بيئات حاضنة الافكار وعقائد باطلة تصدر إلى المجتمع تحت اطر مختلفة وللأسف تجد هذه الافكار طريقها إلى أذهان وعقول عدد كبير من السذج والمغرر بهم الذين تنطلي عليهم حيل أصحاب هذه الافكار الباطلة وبمرور الأيام تتنامى هذه الأفكار وتجد أنصار لها وتصبح جزء من الواقع المربك والمضطرب وقد تتحول إلى عامل لخلط الأوراق وخبط المفاهيم داخل المجتمع والواقع يؤكد صحة هذه الافتراضات
ولو تابعنا بدقة بداية نشوء أغلب الحركات المشبوهة أو المتطرفة والتي تتبنى عقائد غريبة نجد أنها تركز على الشريحة الفقيرة في المجتمع وتستقطب في بادئ الأمر الأشخاص الذين يقبعون تحت خط الفقر ودائماً ما تنتشر هذه العقائد والتقاليد والحركات الباطلة داخل الأوساط الفقيرة دينياً واجتماعياً وثقافياً ومالياً ويستطيع أي إنسان أن يشخص مواقع الخلل ويثبت بطلان هذه العقائد بمجرد عرضها على العقل أو التأمل فيها مليا ونتيجة لأنتشار ظاهرة الفقر داخل المجتمع العراقي وأنفتاح الساحة العراقية على مصراعيها نجد أن هناك جهات عديدة بما فيها مؤسسات مغرضة ومخابرات بعض الدول قد أستغلت ظاهرة الفقر وأنتشار البطالة للترويج لأفكار تسئ للمجتمع العراقي ولعقائد الدين الإسلامي الحنيف مقابل بذل أموال طائلة وكنتيجة طبيعية لحالة الفقر والحرمان والتخلف وقلة الوعي الديني والثقافي تجد هذه الأفكار من يتقبلها بسهولة ويهضمها بصورة كاملة وتستقطب هذه الحركات عدد كبير من الشباب المتحمسين لبعض العقائد الدينية من جهة وبسبب الإغراءات المادية الكبيرة من جهة أخرى
وقد أوجدت حالة التخبط في البلد وضعف أداء القانون مساحة كبيرة لهذه الحركات تتحرك من خلالها بحرية مطلقة للتبشير بدعوتها الجديدة فلايوجد أي قانون يحد من عمل هذه الحركات أو يمنع انتشارها داخل المجتمع , وخلاصة لهذا الموضوع نستنتج أن العامل الرئيسي الذي ساعد هذه الحركات على الإنتشار بهذه الصورة الكبيرة هو تردي المستوى المعاشي لعدد كبير من أبناء المجتمع وانتشار حالة الفقر والحرمان وقد وظفت هذه الحركات كل هذه الظواهر وجعلتها تصب في مصلحتها واستغلتها للأنتشار أكثر وأكثر, ومن هنا يبرز دور الحكومة من جهة ودور المرجعيات الدينية من جهة أخرى في التصدي لهذه الحركات ووضع الحلول الكفيلة للقضاء عليها أو تحصين الشعب منها على الأقل فعلى الحكومة وكأجراء وقائي للحد من أنتشار الحركات المشبوهة في العراق معالجة حالة الفقر الذي يعتبر الحاضن الرئيس لنشوء مثل هكذا أفكار كما قلنا والأرتقاء بمستوى الشعب العراقي الى الافضل ,
https://telegram.me/buratha