المقالات

تعالوا نستذكر شهداء فاجعة جسر الائمة

1585 18:20:00 2007-08-09

( بقلم : طالب الوحيلي )

في الخامس والعشرين من شهر رجب وفي يوم استشهاد الإمام موسى بن جعفر (ع) حيث كان الموعد عند الجسر التهمت الفجيعة أرواح أكثر من الف شهيد وشهيدة ليصطفوا مع الشهداء الأبرار من آل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومن سار على ولايتهم كانت الجموع تزحف تحت وهج حب قدسي لإمام كابد كل أشكال الظلم في طوامير الطغاة فما تحملوا صبره وكظمه للغيظ ليكيدوا له ويغتالوه عبر سم زعاف قطع أحشاءه الطاهرة وليلقى فيما بعد على الجسر غريباً لا عشيرة له تشيعه او تثأر لمصرعه ولكن أتباعه من المستضعفين تغلبوا على صمتهم وخوفهم ليسيروا بنعشه وقد ثارت فيهم ثورة الحق أمام خديعة الظالمين.

هؤلاء المستضعفون اليوم صاروا امة وانتصرت مظلوميتهم التي زلزلت عروش الطغاة وأسقطت صنمهم في وحل الهزيمة ليعيدوا للتأريخ كل عام مظاهر التشييع والموالاة لائمة الهدى برغم أنوف قوى الكفر والظلام فبالرغم من تكالب زمر الإرهاب ومحاولاتها لإعادة ثقافة الخوف والاضطهاد وقد شحذت كل سيوفها ومديها وأحقادها الا ان مسيرة التاريخ تأبى ان تتراجع او تتلكأ تحت ضغط هذا الإرهاب.. فسارت مواكب التشييع تترى كأنها السيل واخترقت كل كوامن الخطر لتصل الى الجسر الذي ضاق بهم ذرعاً تحت ضغط مفاجئ كان للإرهاب سبب مباشر لإثارة رعب بعض المشاة الذين لم يتوقعوا خطراً كخطر تفجير بهيمة لنفسه وسط هؤلاء الابرياء.. وحدثت الفاجعة وتطايرت الصور ما بين شيخ يرنو الى السماء بشيبته الكريمة وقد لهث من اجل نسمة هواء ليسقط تحت الأقدام المتخبطة ببعضها او امرأة تشبثت بعباءتها خوفاً على سترها او ام احتضنت وليدها مرعوبة تحاول ان تحميه بجسدها الطاهر، وتتساقط الأجساد في هدأة نهر دجلة الذي فتح أحضانه مشاكساً ليبتلع تلك المئات من الغرقى دون ان يرحمهم كعادته حين يروي ارض العراق بعذب مائه وليكون مقبرة للأبرياء من أبناء أتباع أهل البيت (ع) وليذكرنا بنهر الفرات الذي قتل عنده سيد شباب اهل الجنة (ع) ضمآن فهل نعتب على النهرين ام نلعن قاتلينا..انتشلوه غريقاً طفل بعمر الورود كان يحلم ان يكون طالباً حوزوياً وان يكون مجتهداً كما المراجع العظام فهو من نسل الإمام موسى بن جعفر (ع) واذ تبصر حزامه الأخضر ينفتح ثوبه عند الصدر الذي عانق كتاباً مبلولاً انه كتاب يعرفه كل شيعي وهو رفيق كل زائر او متعبد انه كتاب مفاتيح الجنان فما أكبرك أيها الطفل وأنت تحمل مفاتيح جنانك لتحلق كطائر ابيض في جنات الخلد مرافقاً أطفال مسلم بن عقيل الذين ذبحوا بيد أتباع الشيطان، إني أرى صورتك كل صباح وكل مساء عند مدخل مدينة الصدر وأنت مسجى وكتابك على صدرك وشفتاك تسبحان بحمد الله وتلعنان كل ناصبي وجاحد لحقوقنا..وتزدحم الصور، أجساد غضة لفتيان فاغري أفواههم ومبصرين بأعينهم وعلى وجوههم يثور سؤال.. لماذا نبقى نحن المقتولون؟!أصوات الثكلى تصرخ نادبة قتلاها الذين كانوا قبل ذلك بقليل وهم يهتفون ويكبرون.قصص تزيد على الألف قصة وقصة شهدها جسر الأئمة والروضة الكاظمية ومكامن الخوف في مسالك الزائرين حيث كادت ان تتكرر هذه الفاجعة لولا القدرة الأمنية للحكومة التي كان ينبغي لها ان تحول دون كارثة العام الفائت.. فغيلان وسعالي الظلام كمنت لتحصد اكبر ما يمكنها من ابناء شعبنا وقد أطلقت نيران حقدها ليطفئها الله ببرد من رحمته على الزائرين وليتموا تقليدهم السنوي في تشييع كاظم الغيظ (ع) برغم استشهاد العشرات وجرح آخرين.. فسلام على الإمام موسى بن جعفر (ع) يوم استشهد هو ومن على هداه وسلام عليهم يوم يبعثون أحياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد السعدي
2007-08-11
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ويلا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك