المقالات

ترشيق وزاري.. أم تخمة مميتة

1602 23:58:55 2014-08-27

عادة تفخر الدول بحجم المنجزات, أكبر برج سياحي, أضخم بارجة حربية, أكبر مؤسسة عسكرية, أكبر جيش في العالم, الخ وكل تلك المنجزات, تحسب لحكومة لا يتجاوز وزرائها عدد الأصابع, هذا هو المتعارف عليه, حكومة بطاقم وزاري معقول, تصنع المعجزات.

العراق بطبيعة الحال, مستثنى من تلك القاعدة, فالتشكيلة الوزارية في الحكومة السابقة, فاقت أعداد التشكيلات الحكومية, في الدول المجاورة, وبطبيعة الحال أسُتحدثت وزارات جديدة, لأجل أرضاء الكتل السياسية, التي تتصارع على المناصب! رغم كل الطاقم الوزاري السابق, لم تنجز الحكومة السابقة, منجز يحسب لها, أو يسجله التاريخ, وزرات بكوادر وزارية كاملة, تحسب لها مخصصات, من ميزانية الدولة, لكنها عديمة الجدوى, فهي أشبه بآلة ضخمة معطلة.

تشكيلة حكومية, أشبه بالطعام يؤكل لأجل حشو معدة فارغة, بغض النظر عن قيمته الغذائية, وفائدته, وبذلك فهو يسبب التخمة, ويكون ضرره أكبر من نفعه, هذا هو الوصف الأقرب, للتشكيلة الوزارية للحكومة السابقة, التي تستحق أن توصف بجدارة, بحكومة المجاملات, تشكيلة أشبه بشطيرة البرغر, التي تقدمها المطاعم الأمريكية التي تعتمد على الحجم, كمعيار للجودة, في زمن أصبحت فيه, الرشاقة معيار الصحة!
الحكومة الجديدة, تسعى جاهدة, لترشيق عدد الوزارات, بعيدة عن المجاملات الفارغة, والمحاصصة التي تفرضها الكتل, وبالتالي يعود هذا الأجراء بالنفع على الدولة ,من عدة جوانب, أهمها تخفيف الأعباء على الميزانية, التي يذهب معظمها أدراج الرياح, لوزارات عديمة الجدوى, و القضاء على فكرة المحاصصة, في تقسيم المناصب والوزارات, وبذلك لن يكلف مسؤول بمنصب معين, إلا أذا كان أهلاً له, لا بناءاً على طلب كتلته, أو حتى فرضه بالقوة, وطبقاً لهذا الأجراء, الصحيح سيتم القضاء على الترهل, والركود الذي أصاب الوزارات العراقية, والذي كان أحد أهم الأسباب التي تسببت بفشل الحكومة السابقة.

يسعى رئيس الوزراء المكلف, حيدر العبادي, الى القضاء على التخمة عديمة الجدوى, وأختيار الوزراء بناءاً على الكفاءة, بعيداً عن الضغوط, والمطالب التي يسعى أصحابها الى إقتسام الكعكة, لاسيما أن أبرز المطالبين بالمناصب, هم من الوجوه السابقة التي أثبتت فشلها, في الأداء الوزاري فيما مضى, لمدة ثمان سنوات, نأمل ان يشكل العبادي, الحكومة الجديدة, وفق معايير الحكومات العالمية, التي تحقق أفضل المنجزات, بأقل الطواقم الوزارية, فهل ستكون الحكومة الجديدة, وفق الرجيم الصحي بعيدة, عن التخمة المهلكة؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك