المقالات

(( نصر بلا حرب .... مبروك للمنتخب والشعب العراقي ))

1376 22:43:00 2007-07-29

( بقلم : حميد الشاكر )

ماهو الدرس المستفاد من فوز الفريق العراقي او فوز العراق بكأسس أمم اسيا ، وما تبع هذا الانتصار الرياضي من فرحة للعراقيين وحدت صفهم واغاظت عدو الله وعدوهم ؟. ان من اول الدروس التي بالامكان استخلاصها من هذا الحدث السعيد في العراق الجديد هو : ان العراقيين بامكانهم النصر في مواقع كثيرة بلا حروب ولا دماء ولا ضحايا انسانية ثمينة !؟.

انه العالم الجديد الذي تكون المنافسه فيه ليست بقوة السلاح فحسب ، وان كان السلاح يمثل القوة الضرورية لحماية العدل والحق والانسان من اعتداءات الاشرارفي هذه الدنيا ، الا ان هناك فضاءات اخرى بامكان العراقيين ان يسجلوا اروع صور النصر في هذا العصر ولكن بلا حرب او سلاح او اشلاء ممزقة او ارامل او يتامى او بكاء او ألم .... ، ومن هذه الفضاءات الواسعة ، العمران والفن والادب والرياضة والعلم ، والدبلماسية والسياسة والعلاقات والارتقاء بحالة المجتمع اقتصاديا او صحيا ، وتربويا ، وووو .... الخ !.

ان كل هذه وغيرها ميادين للحرب في العراق الجديد وامكانية حيازة النصر في ميدان من هذه الميادين لايقل عن نصر اي حرب او معركة ولكن بشكل اخر غير الذي اعتاده الشعب العراقي ايام الحقب المظلمة لسلاطين الجور وساسة الدكتاتورية والتسلط بغير الحق ، وهم يخوضون حروب الجور والقتل والدمار والعبث في سبيل مصالحهم السياسية والطاغوتية العفنة ؟!.

نعم عندما يتمسك العراقيون بمنجزهم السياسي الجديد ، الذي يوفر لهم ارضية الحرية والعدل والانتعاش لحياتهم الانسانية ، ويعضوا علي هذا المنجز السياسي بالنواجذ وبالصبر الذي أذهل العالم المعاصر ، وبحكمة منقطعة النظير في سبيل وحدة بلدهم وديمومة مصيرهم المشترك في هذا الوطن ، عندئذ نقول ان العراقيين يخوضون معركة من انبل المعارك الانسانية على الاطلاق ، وهم يدفعون الارهاب بصبرهم ، ويميطون اذى الاشرار الصداميين بتألقهم وحبهم للحياة والبناء والعمران والاصلاح في الارض ؟.

ان النصر في الرياضة وكذا في العلم والادب والفن والاعمار والبناء والاقتصاد والاستقرار والامن ....الخ ، كل ذالك لايتأتي بدون النصر في المعركة الكبرى للعراق الجديد اليوم والمتمثلة في المحافظة على الوضع السياسي الديمقراطي القائم ، الذي يمثل ارادة امة تريد الحياة بحرية وكرامة ومساواة ، وعندئذ اذا توفر النصر للعراقيين في معركتهم من اجل الحرية ، يكون مبدأ (( النصر بلا حرب )) هو الاتي والقادم - انشاء الله - الذي يتفرغ له الشعب العراقي لتكثر انتصاراته على الجهل وعلى الفقر وعلى الحرب وعلى الدماء وعلى الظلامية وعلى الجاهلية وعلى التقوقع وعلى .... باقي عناوين الميادين الانسانية الاخرى التي تكون المقدمة لها هو الانتصار في معركة التحرر الكبرى من الارهاب والدكتاتورية والتسلط والتبعية والاستعمار والاستعباد ؟.

ان هذا الدرس المستفاد من انتصار العراقيين جميعا في الحقل الرياضي ، هو الداعي الذي سيدعوا العراقيين للالتفات الى الزوايا الاخرى غير الحربية ليزيدوا الاهتمام التقني فيها لحيازة انتصار هنا في الفن وانتصار هناك بالاعمار ... ، لاسيما ان هذه الانتصارات الادبية والعلمية والفنية والرياضية هي رافد حيوي وقوي لانتصارهم في معركتهم الكبرى ضد الارهاب وذيوله النجسة من تخريبيين وصداميين وتكفيريين ودول جوار عراقي حاقدة على تحرر العراقيين ، وساعية الى تركيعهم واشعارهم بالهزيمة المعنوية الدائمة ، التي توهمهم بعدم القدرة على النصر في السياسة او الاعمار او الفن او الادب او الرياضة او الصحة او الانسانية ...... ، في وضعهم العراقي الجديد !. بلى لنتعلم جميعا كيف (( ننتصر بلا حرب او دماء ))ان من مميزات النصر بلا حروب ، هو انه النصر الوحيد الذي يخدم العراق ويوجع اعدائه بلا اي ثمن يدفعه العراق من موارده الانسانية الثمينة او موارده الاقتصادية الحيوية او بنيته العمرانية التي نتمنى لها الازدهار والنمو نحو الافضل ، كما ان خسارة مثل هذه الانتصارات الكبيرة لاتكون باهظة الكلفة ايضا مع انها ستفرح اعداء العراق على اي حال !.

صحيح عندما ينتصر العراقيون بحماية حريتهم ، او عنما ينتصرون بان يعبروا عن احتجاجاتهم السياسية بصورة سلمية ، او عندما ينتصرون باعلاء رايتهم فوق المحافل الدولية بشرف وجدارة ، سيوجهون لكمة قوية الى عيون كل الحاسدين والحاقدين من حثالات العالم الجاهلي القديم المملوء رعبا من اي انتصار لعراق الحرية المشيد بدماء الحسين ع وابنائه وانصاره !. شكرا للمنتخب العراقي اشبال العراق الجديد ومن نصر الى نصر بلا حرب انشاء الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد درويش
2007-07-30
والله احله مسج البارحة اجاني من الامارات الا هو "أسود الرافدين افترسوا بعران البادية"
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك