خطر النداءات الداعية الى العنف..لماذا يحاربون اضرحة الائمة (ع ) ؟كيفية مواجهة هذه الدعوات؟

( بقلم : محمود الربيعي )

"الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وماانزل من قبلك يريدون ان يتحاكما الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا" سورة 4 النساء الاية 60.

لاتقتصر الائمة عليهم السلام كرموز للشيعة فهم رموز لكل المسلمين في العالم ورموزلكل دعاة الحرية والعدالة والسلام ولقد اختار غاندي الراحل الحسين عليه السلام نموذجا له يحتذي به لاجل ان يحقق غاندي رسالته الانسانية.. وان كثيرا من المسيحيين اعتبروا الامام علي عليه السلام كاعظم رمو للعدالة، لذا اعتبر الائمة عليهم السلام عند المسلمين وغيرهم كاهم رموز للمحبة بين الناس.

وتعتبر اضرحة الائمة مقدسة عند العراقيين جميعا وكذلك عند غيرهم وهي مواضع محترمة في نظر الجميع عدا فئة حاقدة ولئيمة ارتضعت من ثدي الاجيال السالفة اللئيمة.. من تلك الشجرة الخبيثة التي تحمل الحقد والطمع.. ف... ابو سفيان حارب محمدا ( ص )... وابنه معاوية حارب عليا ( ع )... وحفيده يزيد حارب الحسين ( ع )... وهكذا امتدت الشجرة وفروعها حتى يومنا هذا ممتلئة بشريعة الحقد والكراهية وغارقة في الطمع بالسلطة والمال، ولايزال احفادهم على شاكلتهم لايستطيعون العيش بدون السلطة والمال فقد اعمتهم الكراسي والدولارات والنفط عن اتباع الحق واهله وهذه هي اهدافهم فهم لايفكرون باخرة اوبعذاب الله .. ولايخافون يوم الحساب وايام العقاب فالتاريخ يحدثنا عن طبيعة تفكيرهم الضعيف فاسيادهم كانوا يتصورون انهم قادرون على غلبة ملائكة جهنم... ففي تصورهم ان جهنم عليها تسعة عشر وان واحدا من هذه الشجرة الخبيثة قادر على هذا النفر من الملائكة وان بامكانهم ان يطفئوا نار جهنم ومن ثم يحتلون الجنة! هكذا كان يفكر الاباء والان يفكرالاتباع بنفس الطريقة.

كما تعتبر اضرحة الائمة عليهم السلام معلما تاريخيا عظيما للبشرية كلها... فالبشرية تعتز برموزها ورجالها المتميزين ، بل تعتز حتى بالاثار كما هو جرت عليه عادة الناس من الاحتفاظ بكل ماله علاقة بالتاريخ والحضارة ... ولان الوهابية لايزوررموزهم احد فهم قتلة مجرمين فاسدين ومفسدين في الارض.

ولاندري ماذا يفيدهم هدم الاضرحة سوى ارضاء احقادهم المدفونة داخل قلوبهم المريضة... انظر الى الكعبة حجر مقدس ، وكذلك الحجر الاسود فهو حجر مقدس امرنا الله بتقديسهما وهذه الاحجار تقع في قلب المملكة العربية السعودية ويقدس المسلمون كافة هذه الاحجار ... وهذا قبر النبي محمد ( ص ) في المدينة المنورة داخل المملكة العربية السعودية وداخل المسجد النبوي الشريف وهناك قبرين الى جانب قبر الرسول (ص ) وهما قبري الصحابيين ابو بكر وعمر، فلماذا لايهدمون هذه الصخور وهذه القبور، اليست هذه صغور او ليس قبر محمد(ص) قبر!، او ليس قبر الصحابيين قبر، لكن حقدهم المريض اعماهم عن رؤية الحق.

كما توجد في مختلف البلدان العربية والاسلامية اضرحة ومشاهد يهودية ومسيحية وبوذية وعلمانية وسنية فلماذا يهدمون قبور ائمة الشيعة فقط وفي العراق حصرا، فالشيعة تحترم قبور ائمة السنة في العراق كقبر الامام ابو حنيفة النعمان وقبر الشيخ عبد القادر الكيلاني فالامر مكشوف تماما فهم حاقدون على ذات الائمة من اهل البيت عليهم السلام ويحاولون ليل نهار تشتيت اتباعهم ومريديهم.

ومن الغريب وغير المناسب صدور دعوات من كلية في الرياض عاصمة المملكة تدعو الى هدم المراقد المقدسة في العراق وامر مؤسف حقا صدور مثل هذه النداءات من مؤسسات جامعية وهذه بادرة خطيرة في العالم ان تدعو الى العنف والتخريب.

افلا يعتبر هؤلاء الجهلة بالماضي؟ الم يقرؤا التاريخ ؟ كم مرة حاولهذا النفر الجاهل هدم المراقد وقتل الشيعة ومحاولة ابادته دون ان يصلوا الى نتيجة! فرغم كل هذه المحاولات فان الشيعة يملئون الارض والعالم فهم موجودون حتى في الصين لافي العراق فحسب... ومراقدهم المقدسة اعيد بناءها في كل مرة تهدم وباحسن مماكانت علية. ولقد حاول ابرهة هدم الكعبة بعساكره وفيله دون ان ينجح، وكل ماحصل عليه طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعله كعصف ماكول، واليوم يعيد الوهابيون نفس اعمال ابرهة الحبشي نتيجة جهله وليس بعيدا ان يقع العذاب على اتباع هذا المنهج الذي قام على اساس قتل الائمة من اولاد رسول الله ( ص ).

افلا ينظرون الى عصابات التاريخ وحال المجرمين منذ خلق الله عز وجل ادم وابناءه حيث فشل قابيل دون اخوته وفشل كل مجرمي التاريخ.. وكذلك فشل اصحاب الجمل والنهروان وصفين الذين ارادوا قتل علي (ع ) ولايزال فشلهم اتباع منهجهم يتكرر كل يوم وتزداد فضائحهم امام العالم... فاليوم لايعرف الوهابيون بين الناس سوى انهم قتلة مجرمون ووحشيون اكثر من وحوش الغابة " ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا" سورة 25 الفرقان الاية 44.افلا يعتبرون بالامم التي خلت من قبل فمسها العذاب ولعذاب الاخرة اشد فتكا والما.

" الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لايرجعون" سورة 34 يس الاية 31.... " وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا" سورة 19 مريم الاية 74... " وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم اشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص" سورة 50 ق الاية 36.

ان حكومة المملكة السعودية مدعوة الى اعادة النظر وتسعى لايقاف الدعوات التكفيرية والعنفية من قبل فريق كبير من علماء الطائفة الوهابية التي باتت تهدد ملايين من المسلمين واصبحت مثلا سيئا للسنة المسلمين والتي اساءت كثيرا الى سمعة الاسلام امام العالم وامام الناس بعد ان نشرت افكارا لاتتلائم مع منهج القران الكريم الذي يدعو الى السلم والحوار والتعايش السلمي.. فالقران الكريم ملئ بالايات التي تدعو الى الحب والتسامح " وان احدا من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مامنه ذلك بانهم قوم لايعلمون" سوة 9 التوبة الاية 6.

ونذكر ان الوهابيين قاتلوا بالامس القريب دولة الروس في افغانستان وكانت هذه الحرب لصالح دولة امريكا في الصراع بين القطبين الروسي والامريكي، ولم تكن في صالح الاسلام، فالاسلام خسر دعوته في اووربا الشرقية وفي روسيا، وان الذي استفاد من ذلك فقط الامريكان ( الامريكان في نظر الوهابية مشركين ) فهم حاربوا لاجل المشركين حسب عقيدتهم.. ومما يستوجب ذكره ان حربهم على الروس كانت برعاية دولة المملكة العربيةالسعويدية لصالح الامريكان.

ومن الجدير بالذكر ان الوهابيون لم يتخذوا موقفا ضد صدام وحزبه عندما اراد دخول المملكة العربية السعودية حيث لم تكن وقتئذ اية تفجيرات او اغتيالات داخل العراق زمن حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، ولم يسموا القوات الامريكية التي احتمى بها السعوديون قوات احتلال ولم يسموا الملوك العرب خونة... وتكرر ذلك في دولة الكويت عندما دخلت القوات الامريكية لتحرر دولة الكويت لم تسم المملكة هذه القوات قوات احتلال، ولم يقل الوهابيون ان القوات الامريكية قوات محتلة وان الكويتيون خونة... ولم يتحرك الوهابيون لهدم الاضرحة في المملكة العربية السعودية ولا في مصر ولا في غيرها من الدول الاسلامية وغير الاسلامية ولا حتى معابد الهند او الصين او اية دولة.

ولحد الان لم نسمع استنكارا واحدا من حكومة المملكة العربية السعودية للفتاوى التكفيرية الصادرة من علماء المملكة من الوهابيين الداعية الى هدم المراقد في العراق وتكفير الشيعة والدعوة الى قتلهم .

كما ان من المؤسف جدا ان سفارات المملكة السعودية في بعض دول العالم لاتقبل ان تستلم رسائل الاحتجاج من المتظاهرين والمعنصمين امام سفاراتها، ولاتريد ان تسمع او تتفهم رؤية المتظاهرين او المعتصمين المسلمين الواقفين امام سفاراتها، وهذا الامر يعتبر مضر بسمعتها امام العالم حيث ان الامور اصبحت من المكانة بحيث لايمكن تغطيتها والتستر عليها في عالم اضحى اليوم ملئ بالاتصالات المختلفة المرئية واتلمسموهة والمقروءة.

ان على حكومة المملكة العربية السعودية ان تدعو سفاراتها لاستلام رسائل الاحتجاج من المسلمين في اية دولة كانت وان تستمع الى ارائهم وشكاواهم وتطلع على فحواها ، وان تدرس هذه الشكاوى بروح التعاون والتفهم لاجل نزع بذور الفتنة والقضاء بين المسلمين .. كما ان على حكام المملكة ان يتدخلوا لاجل تغيير المناهج المتبعة في المساجد والجوامع والجامعات والكليات والمدارس وتنقيها من الافكار التي تدعو الى العنف والقتل والتخريب.. كما ان عليها ان تلزم اصحاب الفتاوى بالتوقف عن هذا المنهج وتحيلهم الى القضاء عند عدم الكف عن هذه الفتاوى ... وعلى المملكة ان تتخذ الاجراءات لاصدار فتاوى جديدة تبطل فتاوى التكفير ووتلغي الفتاوى التي تدعو الى العنف والتخريب.